تحيَّر فيكِ الحسنُ وانتفضَ الوبلُ وغرَّدَ في كثبانِكِ النَّخلُ والأثلُ خلعتِ عن الدنيا غمائمَ ظلمةٍ وأسقيتِها علمًا ينوءُ به الجهلُ فيا مهبطَ الوحي الجليلِ ويا يدًا تُساقُ بها كلُّ النجائب والفضلُ بلادي وإن أمضي البلادَ جميعَها هي الوطنُ الأسمى وكوكبُها الأصلُ هي الفجرً في تاريخ كلِّ حضارةٍ وغربٍ تسامى أو مشارقَ إذ تعلو هي الجِدًّ إن جَدَّت بأرض حوادثٌ فيُثْبُتُ ما قالت صنائعُها الفعلُ بدونكِ لن تبقى على الدرب هامةٌ ولا جسدٌ تحيا به الروحُ والعقلُ لأنَّكِ من بين المدائنِ كلِّها وَلَدتِ الهدى دهرًا وكنتِ له الحبلُ فأنت على الدنيا سموت كما سما بصحراءَ بازيٌّ على أيكهِ غُفْلُ بلادٌ، أتمَّ الله بالعزِّ شأنَهَا فحُقَّ لمن أخفى لواعجَهُ العذلُ ولستُ أنا وحدي أواصلُ حبَّها فكلُّ قلوب العالمين بها وُصْلُ هنا في رحاب القبلتين قلوبُهُم لتهوي كقوسٍ فرَّ من قيده النَّبْلُ فيا وطنًا يصبو لتحقيق حلمِهِ تحفُّ مساعيه المودةُ والبذلُ فلستُ بحرفي أكتفي من رحيقِهِ ولا الروحُ إن أفديهِ والمالُ والأهلُ فلي فيكَ يا سيَّدَ الأوطان لوحةٌ رتقتُ بها حزنًا بغيرك لن يسلو فكنتَ بها نطقي وحلمي وهاجسي وخارطةً يربو بها الحبُّ والأملُ رسمتَ على غصنِ السَّلام حمامةً وقلتَ لها طيري فأوراقُهُ تعلو يرفرفُ في أنحائها الَّلونُ أخضرا كعصفورِ أشواقٍ يبلّلُه الطلُّ يحلق في صَحْوِ السَّماواتِ مؤمنًا بأرضٍ تمدَّدَ في أرجائِها العدلُ فتاجُكَ محفورٌ من النخل فخرُه وسيفاكَ أمنٌ لا يخالطهُ الذلُّ..