عللاني بذكرها صاحبيّا=واسقياني رحيقها العسجديا وهبا لي ملاوة من شباب=أتملى جمالها السرمديا وارفعاني إلى ذراها قليلا=علّني استطيع أبصر (ميّا) وامنحاني قلباً قوياً فإني=اتهاوى إذا رأيت المحيا ويذوب الكلام بين شفاهي=نغماً أسراً، ولحناً ندياً ويشغيني الجلال، فآوي=لحيائي مطأطئا عينيا بيد أني عشقتها، واحتوتني=بهواها الذي تجاسر فيّا وتعلقتها صبيّا وكهلا=لم أجد غيرها بحبّي حريّا عشت في عينها، وعاشت بعيني=حلما كان في الشّغافِ خفيا يهطل الحب في دمي نبضاتٍ=دافئاتٍ، تمتد مني إليّا وتميط اللثامَ عن فلق الصباح=وتلقي ظلالها في يديّا والسماوات مطويات بقلبي=فلذاتٍ من التي واللتيّا عبقات بكل ما في وجودي=من معان تقمّصته رئيّا فغنائي لها، وسهدي فيها=وهيامي مما يسر (النبيّا) وولوعي بها قديم جديدٍ=كلما قلت: قد خبا، عاد حيّا *** اعرفتم حبيبتي..؟؟ هي كونّ=من شموخ، وقمةٌ من إباء وعروس إذا تجلت توارى=كل حسنٍ، وانجاب كل بهاء هي أمّ البلادٍ، والكون طفلّ=وهي أصل الأمجاد في الأحياء وهي نبض الإيمان في كل قلب=والرحيق المختوم للأصفياء باسمها سارت الفتوح، وعادت=ظافراتِ، مزدانةُ بالرجاء تنشر العدل والمساواة، تضفي=روحها في خصائص الأشياء وعلى خطوها اطمأنت دروب=حرجاتّ في غمرة الظلماء واستضاءت مرابعّ، واستطالت=أمنياتٌ بعيدةٌ في الفضاء هي دنيا وضيئة من مرايا=جذلاتٍ (بالقبة الخضراء) قُبلة الشوق في شراع الأماني=ومراح الغريب في البيداء وقصيد مجنح في كياني=ونهارٌ ملون الأرجاء إن تمثلتها تراءت لعيني=جنة الخلد في شغيف الرداء أو تذكرتها أعادت لنفسي=ذكريات الفخار والكبرياء فبها ساد في البرية قومي=واستقلوا مراكب الجوزاء *** أعرفتم حبيبتي؟ هي بحرٌ=من علوم وحكمة وفنون وسرايا الوحي المقدس فيها=تتوالى مضيئة باليقين ولجبريل غدوةٌ ومراحٌ=يصل الأرض بالسماء الهتون هي هذا القرآن يرتجل الدن=يا حروفاً تمتد عبر القرون والحديث الشريف يصنع في النا=س عقولاً جديدة التكوين هي فتوى الفقيه، صانعة التا=ريخ، وهي الأساس للتدوين هي عدل (الفاروق)، فكر (ابن رشد)=و(ابن سينا)، وحكمة (البيروني) هي (بغداد)، و(الشام) و(مصر)=وهي (غرناطة)، وسور (الصين) و(الرياض) المصون من كل رجسٍ=حين وافى بعصرنا الميمون وهي من أعطت الحضارة للكو=ن، وشدت عُضادها بالدين حاوروها إن شئتم فهي تدعو=للحوار المهذب الموزون واسألوها: من أنت؟؟ عل جواباً=يتأتى من بين هذي الظنون!! *** إنها ((طيبة)..! وفاحت عطور=وتغنت عنادب وقماري وانتشت نخلة، وغرد (جُوري)=وتجلت أفراحها في الحرار وأصاخ الوجود، وانتفض المج=دُ، وهلّت مواكب الزوار وتهاديتُ بينهم كبرياء=بهواها، أجر ثوب الفخار