قبل 94 عامًا حفرت المملكة اسمها على رمال وطنها لتُخلدها إلى أبد الدهر، تُخلد دولةً قويةً بملكها وشعبها، دولةً في أعوامٍ بسيطة استطاعت أن ترفع راية الإسلام ليحميها رب العباد ويبارك في أرضها مهما مر الزمان. وفي كل عام تحتفل المملكة مع شعبها الكريم بذكرى هذا اليوم العظيم، فبعد الكثير من الصراعات والحروب على هذه الأرض الطيبة، تم توحيدها على يد ملكٍ أفنى عمره في خدمة الإسلام أولًا ثم خدمة وطنه وشعبه ليسترد أرضه وأرض أجداده. في بداية تاريخ المملكة العربية السعودية، كان ذلك في بلدة الدرعية بمنطقة نجد، حيث بدأت الدولة السعودية الأولى بإمارة الدرعية على يد الإمام محمد بن سعود سنة 1139ه، وانتهت سنة 1233ه. ولكن لم تنتهِ الدولة على مر التاريخ لتقوم مجددًا الدولة السعودية الثانية في منطقة نجد على يد الإمام تركي بن عبد الله آل سعود في عام 1234ه، حيث تمكن خلال سنوات حكمه من اتخاذ مدينة الرياض عاصمةً لملكهِ بدلًا من الدرعية لتتوسع بشكلٍ كبيرٍ أدى ذلك لطمع الفاسدين بها لتضر بها الصراعات والحروب الداخلية والتي تسببت في سقوطها في نهاية الأمر في عام 1309ه. وبعد ما يُقارب العشرة أعوام حل فيها بالبلاد ما حل أتى من رحمها بطلٌ مغوار استطاع أن يسترجع مجد أجداده، حيث وحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- السعودية سنة 1319ه ومن سلطنة نجد ومملكة الحجاز وملاحقاتها خضعت تحت اسمٍ واحدٍ فقط لتصبح اليوم "المملكة العربية السعودية"، وكان ذلك بعد جهد استمر لاثنين وثلاثين عامًا ليُصدر بعدها مرسومًا ملكيًا بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة، والذي يحتفل في ذكراه الشعب السعودي من كل عام وسُمي هذا اليوم ب"اليوم الوطني". اليوم بعد مرور 94 عامًا على توحيد البلاد ازدادت المملكة العربية السعودية ازدهارًا يومًا بعد يوم، فمع كل ملكٍ من أبناء آل سعود يتحول مستقبل المملكة ليمتلئ خيرًا وفيرًا، إلى أن ازدادت المملكة نورًا وإشعاعًا بتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الحكم، ومع بداية حكمه استطاع وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان آل سعود أن يضعوا بصمةً مميزةً للبلاد ليصبح اليوم صيت المملكة عاليًا يسمع صداه في كل مكان. فبقدرة الله تعالى ثم الملك وولي عهده الأمين تم إنجاز الكثير من المشاريع الضخمة التي جعلت للمملكة مكانةً كبيرةً في العالم أجمع، وفقًا لرؤية المملكة 2030. وفي ذكرى اليوم الوطني والذي يُعبر عن هوية جديدة تحمل شعار "نحلم ونحقق" اختصارًا لإنجازاتٍ كبيرة استطاعت السعودية تحقيقها خلال الأشهر الماضية لتجعل من الأحلام حقيقةً على أرض الواقع، ومازال حُلم الشعب السعودي كبيرًا وينمو يومًا بعد يوم ليصبح واقعًا تراه الأعين وتلمسه الأيدي خلال الأشهر والأعوام القادمة بإذن الله تعالى. د. نهى الوقداني