منذ بزوغ فجر الدولة السعودية الأولى على الوحدة والتوحيد عام (1139ه - 1727م)؛ انطلقت لحمة الوطن على يد محمد بن سعود في زمن كانت تسوده الفوضى والغارات القبلية والفرقة بين العرب والشركيات، حتى أن الحاج كان لا يأمن على نفسه عند قدومه للحج! حتى قيض الله هذا الرجل وتأسست الدولة السعودية الأولى، وكان هدفها اللحمة الوطنية والأمن والأمان والاستقرار بين القبائل والتنمية الاقتصادية والتعليمية ونشر الوسطية في التوحيد ومحاربة الشرك بجميع أنواعه وسد الذرائع المؤدية إليه، وتنامت الدولة السعودية الثانية بعد تأسيسها عام (1240ه - 1824م) على يد تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود وزادت ثرواتها وقد حظيت المساجد بالاهتمام وكذلك الأسواق، وتوسعت رقعة مساحة الدولة وزادت إشراقاً وجمالاً وازدهاراً في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والتجارية في الدولة السعودية الثالثة على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه عام (1319ه - 1902م)، حيث إنه كان صاحب رؤيا ولحمة وطنية أحبته القبائل واجتمعت حوله وأيدته على السمع والطاعة، وتأسست المملكة العربية السعودية، دولة عربية إسلامية، ذات سيادة تامة، دينها الإسلام، ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولغتها هي اللغة العربية، وعاصمتها مدينة الرياض، ساد الأمن والأمان في هذه المملكة وتحركت عجلة التنمية وشملت جميع جوانبها، وتوالى في حكم الدولة السعودية الثالثة أبناء الملك عبدالعزيز البررة الملك سعود ثم فيصل ثم خالد ثم فهد ثم عبدالله ثم نحن الآن في عهد الحزم والعزم بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز صاحب الرؤية الوطنية 2030 التي شملت الركائز الثلاث وطن طموح واقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي، نحن نعيش اليوم في زمن مزدهر مفعم بالحيوية والاقتصاد المتقدم والمكانة العالمية والتقدم التقني، كما نعيش اللحمة الوطنية بين الشعب والقيادة الحكيمة بالسمع والطاعة لولاة أمرنا وندعو لهم بالتوفيق والسداد والرزق والبطانة الصالحة، قيادتنا اليوم تكمل ما بدأته الدولة السعودية الأولى في الاهتمام بالتنمية وخدمة الحرمين والأمن والأمان، هذه الدولة ظلها وارف وأثرها باقٍ على الدول الشقيقة بالمساعدات الإنسانية أو الاستفادة من القدرات البشرية في تلك الدول لتعمل في عجلة التنمية لمملكتنا الحبيبة، دولة تربعت بين الدول بفرض رأيها يقودها حكام ذوو حنكة وحكمة ويتبعهم شعب أبي همتهم مثل جبل طويق كما قال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نسأل الله أن يديم علينا أمننا وإيماننا وحكامنا وأن يحفظ دولتنا من كيد الكائدين وحسد الحاسدين وأن يديم علينا نشر الدين للمسلمين، وأن يسبغ نعمه على هذه الدولة التي هي قبلة الإسلام والسلام.