تأتي إليه كلَّ يوم في الصباح وفي المساء، تتمرّن، وتتعلّم أشياء جديدة حتى زادت قيمتك، وأصبحت قويّاً بالمهارات التي اكتسبتَها، دفعتك إلى ذلك إرادتك، نحن نراك تسير في الاتجاه الصحيح، وتقوم بأدوارك، تستقبل، وترسل، وتحاول، وتفكّر، وتهتمّ، وتوجّه، تريد أن تصنع الفرص، وتركض بجدّ لاقتناصها، تهاجم، وتدافع، وتطبّق ما تعلّمته، وتتعاون مع فريقك، وتعرف كيف تتجاوز العقبات، تسقط فتنهض، ولديك شغف يرقى بك، لديك آمال كبيرة وأهداف أسعدْتَنا بتحقيقها، عملك دؤوب لا يتوقّف إلّا عند إعلان النّهاية. أنت تشبه التّاجر العصاميّ الذي يعمل كلّ يوم، وفي نهاية العام يجني أرباح عمله، لا توجد قفزة واحدة لتصل، ولكن خطواتك كلّ يوم هي التي تصل بك إلى ما تريد، وإنّنا لنفخر بكلّ مواطن اختار أن يتعلّم، ويعمل، ويتقدّم، ويطوّر، ويحلّق بجميل مساهمته في التّنمية، ويجب أن نتعاون ليكون الجميع متحمّلًا لمسؤوليّاته من البداية، قائماً بها على أكمل صورة بعيدًا عن الشخصيّة التي تريد أن تكون في قائمة الاحتياط، أو الشخصيّة التي لا تجيد إلّا النّقد السّلبيّ، أو الشخصيّة المحايدة الضّعيفة، فمثل هذه الشخصيّات دورها يشبه الصّفر في البناء والتنمية، إنّ تحمّل المسؤوليّة من القيم العالية، ولنتذكر قصيدة الأمير بدر بن عبد المحسن -رحمه الله-: ومن رفع راسك على كلّ الأمم يستاهلك.. ومن ثنى بالسيف دونك والقلم يستاهلك.. نستاهلك يا دارنا وحنا هَلك.. أنتي سواد عيوننا شعب وملك.. ومسك الختام؛ وطننا لن يقبل أن تكون محايداً، بل يجب أن تكون مساهماً في البناء والتنمية والدّفاع؛ لأنّنا نريد ردّ بعض الجميل للوطن، ولنتذكّر مقولة سيّدي وليّ العهد الأمير محمّد بن سلمان -حفظه الله-: "شبابنا واعٍ وقويّ ومثقّف ومبدع، ولديه قيم عالية". محمد بن حماد النصيف