في مثل هذه الأيام من كل عام نسعد ونستعيد بكثير من الفخر والفرح ذكرى توحيد وطننا الغالي على يد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، وهي فرصة مُناسبة لجميع أبناء المملكة العربية السعودية لتأمل ما حدث من مواقف تاريخية وما حُقق من إنجازات حضارية، والتعبير عن تهنئتهم وحبهم الصادق لهذا الوطن ولقائده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، كما أن الذكرى الخامسة والثمانين لتوحيد المملكة تُعد فرصة جميلة لكل المبدعين للتعبير عن مشاعر الولاء والانتماء لهذه الأرض الطيبة، والتغني بالإنجازات الكبيرة والانتصارات العظيمة التي لم تتوقف يومًا واحدًا منذ يوم التوحيد وإلى يومنا هذا، وهي إنجازات وانتصارات لم يكن لها أن تتحقق لولا فضل الله ثم عناية قادة هذا البلد المخلصين الذين يحرص كل ملك منهم على استكمال هذا البناء الشامخ الذي توحدت كلمة وجهود ملوكنا وأبناء شعبنا على ضرورة المحافظة عليه من كل عدو وطامع. حين تحل هذه المناسبة التاريخية لا بُد من حضور نبض الشعراء والإبداع الشعري الذي لم يتأخر يومًا عن مواكبة إنجازات الوطن ومشاركته أفراحه وأحزانه، وإذا كانت بعض القصائد الشعبية قد نالت من الشهرة والخلود ما لم تنله غيرها كما حدث مع قصيدة "نحمد الله جت على ما تمنى" للشاعر الكبير عبد الرحمن الصفيان نحمد الله جت على ما تمنَّى من ولي العرش جزل الوهايب خبّر اللي طامعٍ في وطنا دونها نثنى إلي جا الطلايب يا هبيل الراى وين انت وانا تحسب ان الحرب نهب القرايب أو مع قصيدة "فوق هام السحب" لمهندس الكلمة الأمير بدر بن عبد المحسن: فوق فوق هام السحب وكنتي ثرى فوق فوق عالي الشهب يا اغلى ثرى مجدك لقدام وامجادك ورى وان حكى فيك حسادك درى مادرينا بهرج حسادك ابد انت مامثلك بهالدنيا بلد والله ما مثلك بهالدنبا بلد.... من على الرمضى مشى حافي القدم يستاهلك ومن سقى غرسك عرق دمعا ودم يستاهلك ومن رعى صحرى الضمى ابل وغنم يستاهلك ..يستاهلك ..يستاهلك حنا هلك يادارنا برد وهجير حنا هلك يادارنا وخيرك كثير .... من دعى لله وبشرعه حكم يستاهلك ومن رفع راسك على كل الامم يستاهلك ومن ثنى بالسيف دونك والكرم يستاهلك ..يستاهلك ..يستاهلك نستاهلك يادارنا حنا هلك انتي سواد عيوننا شعب وملك أو مع قصائد شاعر الوطن الكبير خلف بن هذال ومنها: ياوطنا ياوطنا عمت عين الحسود ماتهزك لازوابع ولا غدر عملا ياوطنا لاتزعزع وحنا لك جنود البلا نصب فوقه مقابيس البلا غطرفي يابنت وأرمي علينا بالورود وإرقدي بأمان رب السماوات العلا فإن ديوان الشعر الوطني حافل بكثير من الأشعار التي تستحق الإشادة والإعجاب بمقدار ما تحمله من مشاعر وطنية نابضة بالولاء، من بينها قول المبدع علي نايف الغامدي مُعبّرًا عن مشاعره ومُصورًا ملحمة الإقدام والشجاعة التي قام ببطولتها الملك المؤسس: كل عام بمثل هذا اليوم نسعد ونتمنى ونرفع أصوات المحبة الولاء من كل ديره يوم ذكرى خالده ترقى وتبقى في زمنا واستنارت في كيان ٍ وحّده صقر الجزيرة فيصلي ٍ من كويت العز للمصمك تعنا يطعن نحور الفيافي مقدم ويشعب بعيره ما استراح ولا عرف طعم القراح ولا تثنا لين ثبت حكم جدّانه هل الخيل المغيره حكّم الشرع القويم وعزّز الأمن وومنّا وسمعت آذان الأصم وشافت العين الضريرة من يبحث في ديوان الشعر الوطني لن يجد أي مشقة في العثور على قواف رائعة صوّر مبدعوها بعض ملامح الخلود في مسيرة موحد المملكة العربية السعودية، فهو وكما يتحدّث عنه الشاعر المبدع الحميدي الحربي –في عمل وطني رائع-معجزة من معجزات هذا العصر في عزمه وإصراره على بذل سنوات طويلة من عمره في سبيل لم شتات القبائل والجماعات المتفرقة على كلمة واحدة وتحت راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، يقول الشاعر الحميدي الحربي: يا دارنا مجدك فخر كل الأجيال كل الخصال الطيبة تنتمي له عبدالعزيز اللي بلا ند وأمثال من فجر ميلاده لساعة رحيله عبدالعزيز وخير ما عنه ينقال هو معجزة جيله وما بعد جيله سن الطفولة عاشه بعزم رجال عن اللهو غايات فكره تشيله لا أعياه تفكيره بتغيير الأحوال جبر عزاه بركعةٍ وتهليلة متذكّر ميراث الأجداد الأبطال ورياضه اللي عقب فقده محيله في الشهور الماضية رأينا التفاعل الكبير والرائع من الشعراء في دعم ومؤازرة جنود الوطن في الحد الجنوبي الغالي، وتصوير الانتصارات الواسعة التي حققها أبطالنا وحلفاؤهم في (عاصفة الحزم)، وكم تمنيت لو أن المساحة تسمح بالمزيد من النماذج الشعرية التي تُدلل على مقدار العشق لهذا الوطن في جميع الظروف المحيطة به، ولأن المساحة تضيق عن ذلك أختم بالدعاء بأن يحفظ الله هذا البلد المعطاء وقادته الكرام وشعبه الوفي، وأن يُديم علينا نعمة الأمن والرخاء، وأن نحتفل كل يوم وكل عام بانتصارات وانجازات جديدة. أخيراً يقول راكان بن بدن: يا معادين الوطن ومحاربينه بالعلن والا عصابات التجسس الوطن دونه رجالٍ محتمينه صاينين العهد من عصر المؤسس!