وانتهت الفترة الصيفية التي تعد أسوأ فترة مرت على الأندية السعودية، فرغم الضخ والأسماء إلا أن حالة عدم الرضا سائدة في كل الأندية بعض الأندية تسير على مبدأ «اطلب الباطل يجيك الحق دبل»، وهذه تحديداً تتمع بصلاحيات كبرى تشبه صلاحيات ولد المدير «فلا يمكنك ممارسة دورها لو كنت نادياً شعبياً، لأن النتيجة إقالة الإدارة أو دفعها لذلك». البعض الآخر يسير على مبدأ «عوضونا «وهذه تحديداً لا تهتم بحجم التعاقدات بقدر اهتمامها بالقيمة المالية، لأنها ترى أن النادي «أ» انفق 1.3 مليار ومن العدل أن ننفق هذا المبلغ حتى لو كانت الصفقات عبارة عن تدوير اللاعبين وشراء ظهير محلي ب 108 ملايين. يبقى الاتحاد هو المنفرد والمتفرد بالتميز، حيث إن الفريق منذ إصابة حجازي في الموسم قبل الماضي وشراحيلي في الموسم الماضي، لم يكن ضمن اهتماماته استقطاب مدافع يعوض غياب النجمين، فانحصرت خيارات العام الماضي آخر أيام الفترة على كادش وفيليبي، واليوم مع وجود اللجنة الفنية وخبرائها الأجانب كان التنافس على نفس الفشل فتم استقطاب العمري وبيريرا وفي آخر ساعات الفترة والمتابع لطريقة الصفقات الاتحادية يجد أنها صفقات لا تخدم الاتحاد بقدر ما تخدم بنزيما، حيث تركزت الخيارات القوية على الأطراف (ديابي- بيرجوين «إذا افترضنا تميزه») وهذه تحديداً تمت لدعم ومساعدة بنزيما على الظهور بعد أن أثبت فشله وقرر التخلص من حمدالله الذي يعد حضوره الفني عامل ضغط على فتى موريشيوس. اللجنة الفنية بقيادة خبيرها الأجنبي قررت أو خضعت للاهتمام بمساعدة القائد وتلميعه واستقطاب أصدقائه، ولم تفكر في ترميم الفريق والتعاقد مع أسماء مميزة تساعد على استعادة هيبة وشكل الفريق وحماية شباكه من شوارع الدفاع المفتوحة ساهم في ذلك الضعف الإداري والرئيس الذي تفرغ لتلميع اللجان ومحاولة الحضور الاستعراضي قبل أن يسقط في فخ كاراسكو، ويترك للجماهير الهيجان اللفظي والهاشتاقات المتداولة والمغلوبة «واستجداء مشاركة الهوامير لهم» . المؤسف في موجة الغضب الاتحادية، هو انجراف الجماهير خلف المطالبات الرقمية للصفقات والإصرار على ضخ المبالغ الكبرى دون التركيز على نوعية اللاعبين، فلاعب مستهلك مثل عوار تم استقطابه بمبلغ يقترب من 20€ مليون محسوبة من ميزانية النادي التي تم إرهاقها أيضاً بالتعاقد مع مدرب مفلس ك بلان ..!؟ نحن أمام ميزانية تفوق ال 300€ مليون لكنها أقل جودة من اتحاد سابق كانت قيمته السوقية لا تتعدى 70€ مليون، بسبب ضخها على أصدقاء النجم وصفقات تخدمه فنياً بدلاً من خدمة الفريق، ومثل هذه السياسات لن تنجح فنياً مهما تم تلميعها. الأندية اليوم تملك مالا بلا إدارة، وكيانات بلا هوية، ومشروع بلا كوادر مخلصة، وجماهير بلا شغف، وبرامج رياضية بلا هدف ولا مبدأ ولا صراحة، وخبراء بلا نتائج. عماد الحمراني