ونحن في مطلع العام الدراسي الجديد، حري بنا أن نتحدث عن المعلم ودوره في ميدان التعليم لأهمية الدور الذي يقوم به، فكلنا نعلم أن نجاح المعلم في أداء رسالته، سينعكس بدون أدنى شك، على نجاح طلابه ومدرسته ومدى تحقيقه لأهداف المناهج الدراسية وأهداف التربية والتعليم. ولهذا عندما تُولي وزارة التعليم المعلم أهمية خاصة فيما يتعلق بإعداده مهنياً فهذا إيمان بأهمية ما يقوم به، وأن نجاحه سيؤدي إلى نجاحات كوادر أخرى في المدرسة يعمل معها أو تعمل معه إدارة المدرسة، الموجه الطلابي، الطلاب أنفسهم، بل يتعدى الأمر إلى أولياء أمور الطلاب وأسرهم. ولهذا لعل في مقدمة ما يجب أن تنصب الجهود إلى الاهتمام به "رفع مستوى المعلمين" من خلال دورات التدريب، وفي مقدمة ما تصممه من برامج تطويرية "تطوير قدرات وأساليب التدريس" عند المعلم في ضوء المستحدثات في ميدان التعليم، وكذلك في ضوء المتغيرات الاجتماعية التي تحيط بالمجتمعات، وتؤثر في الطلاب، وفي ضوء تنامي مصادر المعرفة التي شكلتها ثورة تطبيقات التواصل الاجتماعي، والمرحلة التي يجب أن نعترف به وبتأثيراتها، وهي المرحلة التي يقضي فيها أولادنا مع وسائل التواصل ساعات طوالا، وهي مرحلة يجب أن نعمل جميعا على توجيه أولادنا فيها إلى الطريقة المثلى للاستفادة إيجابيا من منتجات شبكة النت. المعلم الذي نريده اليوم بحاجة إلى تطوير وتدريب مستمر، ليتم العمل على تحديث أدواته وأساليبه، ليساير التطوير والتحديث داخل العملية التعليمية، فالمعلم حجر الزاوية وركنها المكين، الذي يجب أن يحظى بالدعم النفسي والمعنوي والمادي كذلك، ودعم مصادر تطويره وتدريبه وتمهينه كذلك، بالاطلاع على كل ما يطور المعلم، ويتماشى مع جديد التعليم، بحكم أن المعلم لم يعد "ناقلا للمعلومة والمعرفة" فدوره اليوم "باحث وموجه وميسر ومعاون وقائد لعمليات التعلم" التي ينغمس فيها طلابه وهو إلى جوارهم. إن إعداد المعلم ليس فقط من أجل أن يتقن مهارات التدريس أو التقويم أو إدارة الفصل أو إدارة عمليات التعلم؛فحسب إنما ليتمكن كذلك من تقييم أدائه قبل تقييم مدير المدرسة له وقبل تقييم المشرف التربوي أيضا، ويكون قادرا على حل المشكلات التي قد تطرأ داخل عمله أو في ميدانه، لكي يتعرف على أنماط الشخصية لطلابه فيعطي كل طالب حقه من التعامل المناسب، ويعطي تهيئة أجواء الفصل الدراسي أهمية، لتصبح بيئة مناسبة للتعلم، ويتجه نحو اكتساب الخبرات اللازمة بدافع ذاتي، فيطور قدراته، ويعمل على النجاح في اختيار الأنشطة الفصلية مع طلابه، الأنشطة التي تساعد على التعلم، وكيف يوظف مصادر التقنية في التعلم مع طلابه بالشكل الذي يجعلهم، يستثمرون وجودهم مع الأجهزة الذكية.. وللحديث بقية.