هي صالون الأسرة المدرسية وديوانيته التي من خلالها يقرع جرسُ العطاء؛ فتنهضُ الهمم، وتنثالُ كثائبُ المعارف، وتفيضُ مناهلُ القيم. غرفةُ المعلمين المُفعمةُ بروح الفريق الواحد، والمترعةُ بالأفكار والخبرات المتنوعة، والتعزيزات المتبادلة؛ هي نتاج بيئةٍ جاذبة وأجواء صحية تكونت في أروقة هذه المقصورة التعليمية؛ لتُحلِّق بمجتمعها التعليمي فوق هامات التميز. وعلى العكس تمامًا فإنَّ غرفةَ المعلمين التي تعطَّلتْ أدوارها، وشُلَّتْ حركتها؛ ينطفئ معها وهج المجتمع المدرسي، وتتلاشى أنشطته الحيوية، وتندثر مثيراته الحسيَّة؛ مما يتسبب في نقص الدافعية للتعلم، وقلّة فرص اكتشاف الموهوبين. غرفةُ المعلمين الآمنة هي غرفة العمليات التي تُدير المشهد التعليمي عن كثب، وتسيطر على ميدانه وقاعدة إمداداته. في داخل ثُكناتها يتم التخطيط والرصد والتحليل وتوزيع المهام، وتنسيق الأدوار، ووضع الخطط العلاجية، وتعليق الخرائط الذهنية؛ مما يُسهم في بناء كتائب تتسلَّح بالعلم، وتتدرع بالمعرفة طوال عامها الدراسي. غرفةُ المعلمين الصحية هي العيادة الروحية التي يتكيفُ معها المعلم والمتعلم في علاقة طردية. فالمعلمُ المُستجدُ -مثلاً- ينكسرُ داخله روتين الرسمية، بمجرد إطلالته الأولى في هذه العيادة. فيبدأ بالاندماج والتكيف مع أعضاء المجتمع المدرسي مما يجعله مستقراً ومتوائمًا مع بيئته المدرسية كافة. وقد قال علماء النفس: التكيف لبّ العملية التعليمية. وما أجمل أن نختم بقول شوقي : إنَّ التعاونَ قوةٌ عُلْوِيةٌ تبني الرجال، وتبدع الأشياء