انطلقت منافسات دوري روشن في موسمه الجديد 24\25، والعالم كله ينتظر هذه البداية المنافسات، الموسم الماضي موسما ناجحا بكل المعايير، تجربة أولى مميزة، كانت أهم الخطوات هي خصخصة أندية الهلال والنصر والأهلي والاتحاد، وملكيتها لصندوق الاستثمارات العامة، وبرنامج الاستقطاب الذي زخ بنجوم عالميين كبار في الدوري، وأصبح دوري روشن محط أنظار الكثير من جماهير كرة القدم وعلى مستوى العالم، هذه الجماهير التي أصبحت تنتظر جديد صفقات الأندية السعودية، وكحال أي تجربة وأي مشروع لا بد من وجود إيجابيات وسلبيات. الإيجابيات عديدة، إضافة لحصول السعودية على مكان حول طاولة كبار الدوريات العالمية، وتبيان المملكة كبلد آمن وأمان، وما حققه تواجد هؤلاء النجوم العالمين من إضافات نوعية حول قوة الاقتصاد السعودي، وطبيعة الشعب، وأن السعودية بلد جاذب، وأن سياسة المملكة وفقا لروح رؤيتها المباركة 2030 تسير على خطى النجاح والتميز والريادة، فإن محبي كرة القدم، يستمتعون بكل لقاء وكل مباراة وكل خبر وكل حدث رياضي، أن تشاهد رونالدو في مواجهة بنزيما، وأن تشاهد ناتشو في القادسية، وأن تتابع تمرينات رياض محرز، وأن تستمتع بمهارات بونو في الهلال، كل هذه وجبات دسمة من المتعة أضافت على المنافسة تحديات وجمالية أكثر. يخطئ من يظن أن سيطرة الهلال الموسم الماضي كان لها أثر سلبي، بالعكس تماما، فما صنعه الهلال في الموسم الماضي وحصوله على اللقب وحسمه له مبكرا، رغم غياب نيمار عن الهلال، أوجد حالة من شبه التحدي القوي لدى نجوم الكرة في الأندية السعودية، وعلى مقدمتهم رونالدو، الذي أوضح ذلك في مباراة السوبر السعودي بين الهلال والنصر، وخسارة النصر بأربعة أهداف مقابل هدف واحد أمام الهلال، وهو يشير بأن الفريق نائم، وأن اللاعبين متراخين في نادي النصر، وهذا دليل على أن لاعب بحجم رونالدو لن يقبل أن يكون في فريق يخسر مواجهته مع الهلال، وأنه سيرفع مستوى التحدي ويثير حماسة زملائه، وهذا ينطبق على بنزيما وناتشو ومحرز وكونتي وكراسكو، فكلهم الآن ليس فقط يريدون تحقيق الإنجازات، بل كل منهم يريد أن يكسر هيمنة الهلال، وأن يحافظ على تاريخه ومنجزاته السابقة قبل اللعب في دوري روشن، كذلك كل لاعب جديد يلتحق، يعلم أنه في دوري صعب،، وأن المنافسة لهذا الموسم في أقصى وأعلى وأشد حالاتها، من الإيجابيات أيضا رفع مستوى اللاعبين السعوديين، خاصة وأنهم يلعبون مع نجوم عالميين سيستفيدون منهم ويتعلمون، وهذا كله من المفروض أن ينعكس على أداء ونتائج المنتخب الوطني، كذلك فتح بوابة الاحترام المتزن للاعب السعودي في أوروبا. السلبيات وإن كانت قليلة، لكنها مهمة جدا، ومنها على سبيل المثال ظهور بعض الأندية بمستوى متدن جدا وغير مؤثر في الدوري، وهذا ما نتمنى أن نشهد تحسنا هذا الموسم، وبما أنه ليس كل الأندية لديها القدرة المادية على منافسة الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، فإن على هذه الأندية أن تبحث عن فكرة اكتشاف المواهب وتقديمها، ومن ثم الاستفادة من عملية بيعها في سوق الانتقالات أو الإعارات، وهذه تحتاج من هذه الأندية أن يكون لديهم مشاريع خاصة بهم، إن كان الهلال يبحث عن اللاعب المحترف العالمي الجاهز ولديه القدرة على شرائه، فعلى نادٍ آخر ليس لديه إمكانيات مادية، أن يكثف بحثه داخل وخارج السعودية عن المواهب الشابة، وإدخالها عالم الاحتراف على أمل أن تخدم هذه المواهب بعد صقلها أنديتها ومن ثم تحقيق عوائد مالية جيدة تمكن النادي من التعاقد مع لاعبين دوليين محترفين، يساعدون في عملية المنافسة وتحقيق الإنجازات. سلبية أخرى لا بد والإشارة لها، وهي الحضور الجماهيري، نريده أن يكون أكثر، وليس محصورا فقط بمواجهة الكبار مع بعضها البعض، الجميل ونحن نذكر السلبيات فنحن أيضا نقدم الحلول، ووزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم وبرنامج رؤية المملكة 2030، يساهمون خطوة بخطوة على معالجة السلبيات، فما ستشهده المملكة قريبا من منشآت وبنية تحتية رياضية عالية المستوى في كل مدن المملكة، استعدادا لتنظيم كأس العالم 2034، ستؤدي عن بدء اكتمالها إلى زيادة الحضور الجماهيري، وتمتعها بمرافق رياضية على مستوى عالٍ، متبقي لدي في مقالتي هذه سلبية واحدة، وهي التحليل الرياضي، أو الإعلام الرياضي، فللأسف ما زال غالبية الإعلام الرياضي متأخرا ولم يطور من نفسه، وهذه تحتاج الى إضاءات وتسليط ضوء أكبر في قادم مقالتنا، وضمن تغطيتنا المستمرة إن شاء الله لأحداث منافسات دوري روشن الجديد.