النصر حالة خاصة في شؤونه الإدارية والفنية والتنظيمية والاحترافية، واختيارات اللاعبين غير المناسبين، على الرغم من الإنفاق الهائل الذي كان عليه في الخمس سنوات الأخيرة، والذي من المفترض أنه وصل لمراحل متقدمة في المنافسة والحصول على البطولات. وزاد الطين بلة على عشاق فارس نجد عندما رأوا الاستقرار السلبي على المدرب كاسترو الذي أنا أعتبره مدرب مرحلة، والمفروض يكون بديله مدرب يفوقه على الصعيد الفني والتكتيكي الأمر الذي يفتقده البرتغالي تماماً. منذ عرفت نادي النصر لم أره مستقراً إطلاقاً ومستحيل أن ترى النصر مستقرا على نسق عمل واحد لمدة خمس سنوات متواصلة، وحتى في نجاحاتهم السابقة كانت بمثابة القفزات السريعة، ومن ثم يعودون إلى سابق عهدهم في التخبطات والعشوائية والتجارب السلبية. تركيبة هذا النادي معقدة وصعبة، وتحتاج بالحقيقة إلى تغيير جذري وشامل من ناحية الثقافة السلبية المتمثلة بنظرية المؤامره ورمي الفشل على الآخرين دون الاعتراف بالقصور في عملهم الذي لو ركزوا عليه بالطريقة الصحيحة والمناسبة لكان النصر من أكثر الأندية حصولاً على البطولات. الزميل حمود الفالح أشار في أحد تغريداته إلى إحصائية مخيفة للنصر، وهي من عام 2000 حتى عام 2024، وصل النصر إلى عشرين نهائيا، كسب منها أربع بطولات، بينما خسر 16 نهائيا، وهذا دليل أن النصر يعاني من مشكلة أزلية ومتجذرة منذ عقود! خسارة بطولة السوبر من الجار الهلالي أنا أعتبرها الخسارة المسبقة، لأن الفريق لم يتغير فيه شيء ولم يضف إليه إلا الحارس البرازيلي بينتو، ودفاعه يحتاج إلى ترميم ولم يرمم بلاعبين أصحاب إضافة فنية، والفريق يوجد لديه معاناة في محور الارتكاز الذي يشكل ساترا دفاعيا حقيقيا، ولاعب طرف يكن مناسباً لتوليفة النصر، وإلى مدرب يجيد التوازن التكتيكي، وإذا استمر النصر على نفس مستوى الموسم الماضي سيكون حده الفوز فقط في بعض المباريات دون الفوز بالبطولات! ختاماً: يوجد حكمة هندية تقول: لو وزعت الأموال على جميع الناس، لبقى الناجح ناجحاً، والفاشل فاشلاً! والدعم أحياناً يكن مساعداً لك على النجاح، وبنفس الوقت يكن مساهما في الفشل، فلا نربط الدعم بأنه الوسيلة الوحيدة للنجاح.