نعت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح الفلسطينية، في بيان الأربعاء أحد قادتها خليل المقدح الذي قتل بضربة إسرائيلية في جنوبلبنان، وأكدت إسرائيل قتله لارتباطه بالحرس الثوري الإيراني وتنسيق هجمات ضدها في الضفة الغربيةالمحتلة، واتهم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي من رام الله إسرائيل بأنها تريد "إشعال المنطقة في حرب اقليمية واسعة". والمقدح هو أول مسؤول من حركة فتح يُقتل بضربة إسرائيلية في لبنان، منذ بدء الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر إثر هجوم غير مسبوق للحركة على جنوب الدولة العبرية. وفتح على أثرها حزب الله من لبنان ما أسماها "جبهة إسناد" لغزة عبر حدود لبنان. ونعت كتائب شهداء الأقصى المقدح "الذي اغتيل في عملية جبانة نفذتها طائرات الصهيونية". وأشادت "بالدور المركزي" الذي لعبه "في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته خلال معركة طوفان الأقصى"، (هجوم حماس)، وكذلك ب"دوره الكبير في دعم خلايا المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني على مدار سنوات طويلة في الضفة الباسلة". وأكّد الجيش الإسرائيلي من جهته في بيان أن طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي "قصفت.. الإرهابي خليل حسين المقدح" -على حد زعمه- متهماً إياه وشقيقه منير المقدح الذي يتولى قيادة الجناح العسكري لفتح في لبنان، بأنهما "يعملان لصالح الحرس الثوري الإيراني". وأضاف أنهما "متورطان في قيادة الهجمات الإرهابية وتهريب الأموال والأسلحة لأنشطة إرهابية" في الضفة. وبحسب البيان، جرى الكشف في مارس 2024 عن "تهريب كميات من الأسلحة إلى يهودا والسامرة وتوزيعها على خلايا إرهابية تم تجنيدها وتوجيهها" من شبكة يديرها الشقيقان المقدح من لبنان. وإثر إعلان مقتله، حمّل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في رام الله توفيق الطيراوي إسرائيل مسؤولية "اغتيال" المقدح. وقال لوكالة فرانس إن "قوات الاحتلال تستخدم الدم الفلسطيني في كافة أماكن تواجده وقودا لإشعال هذه الحرب". وبينما تسيطر حركة حماس على قطاع غزة، تدير حركة فتح السلطة الفلسطينية من الضفة الغربيةالمحتلة. وتصاعد التوتر والمواجهات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية منذ بدء الحرب في قطاع غزة. واستهدفت إسرائيل المقدح بينما كان يقود سيارته في مدينة صيدا، البعيدة نسبيا عن الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وإثر الغارة، أكد أمين سرّ حركة الفصائل الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات ومصدر أمني لبناني لفرانس برس مقتله جراء الغارة الاسرائيلية. وقال شقيقه منير المقدح لقناة تلفزيونية "الاغتيالات تزيدنا صلابة". واستُهدفت السيارة على طريق يؤدي الى مخيم المية والمية للاجئين الفلسطينيين شرق صيدا التي يقع فيها أيضا مخيم عين الحلوة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وإثر تداول نبأ مقتل المقدح، تجمّع العشرات من عناصر فتح الغاضبين داخل مخيم عين الحلوة، على وقع إطلاق رصاص متفرق شجبا لمقتله، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس. ومنذ الثامن من أكتوبر، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف يوميا. وتعلن بين الحين والآخر مجموعات أخرى حليفة لحزب الله، بينها حركة حماس، إطلاق صواريخ من جنوبلبنان باتجاه إسرائيل، بينما تنأى حركة فتح إجمالا بنفسها عن العمليات العسكرية. ومنذ بدء التصعيد، قتل 593 شخصا في لبنان، بينهم 383 مقاتلاً من حزب الله إضافة الى 130 مدنيا، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى بيانات لبنانية رسمية ونعي حزب الله ومجموعات أخرى. وفي الجانب الإسرائيلي، أعلنت السلطات مصرع 23 جندياً و26 مدنياً.