لفت انتباهي قبل أيام أثناء مشاهدتي لحلقة من برنامج «بيت السعد» والذي يُعرض على قناة MBC ويقدمه الممثل عمرو سعد والمغني أحمد سعد، وكان ضيفهما الممثل إبراهيم الحجاج، أن الحديث في إحدى فقرات البرنامج، لم تكن لائقة ذوقيا من حيث فكرة الحوار، فكان موضوع الدراسة والاستهزاء بها حاضرا وبصورة كبيرة، ويتفاخر مقدمو البرنامج وضيفهم، بالفشل الدراسي وبصورة تحولت بالحوار لكوميدية لجذب المشاهدين والتفاعل معهم وهم بكل فخر فاشلين دراسياً! بعض الحوارات البرامجية ودون تدخل رقيب الذائقة العامة، تتحول إلى برامج محبطة خصوصا أن الكثير من الصغار الذين يتابعونهم يعتبرون هؤلاء الممثلين أو المغنين قدوات لهم، تحت تأثير النجومية والاهتمام الكبير الذي يطاردهم، فيصبح بنجوميته قدوة مثالية، ويزداد الأمر بصورة أكثر تأثيراً عند الحديث عن الدراسة وأنها كانت مرحلة غير مهمة وفشلهم فيها قمة الكوميديا والنجاح. هو حوار غير مسؤول بطبيعة الحال، تظهر فيها التركيبة الثقافية المتسمة بالنقص ومخالفة الواقع الطبيعي، ولكن استغلال هذا الفشل والتفاخر فيه عبر منبر إعلامي مهم أمر محبط وغير جيد ذوقيا ويحتاج إلى التفافتة لمراقبة الذوق العام بها الخصوص، فالحديث للوسيلة الإعلامية، ليس كالحديث بين الأصدقاء الفاشلين مع بعضهم بالأماكن غير العامة، هو حديث مهم ويحتاج لانضباطية وألفاظ موزونة، ليس المطلوب الكذب بادعاء التفوق الدراسي أو أهمية الدراسة في حياتهم، ولكن المطلوب هنا عدم السماح للتفاخر وبصورة ساذجة بأمور تؤثر على الكثير ممن يشاهدهم وقد يعتبر تجربتهم وما وصلوا له من نجومية لفشلهم الدراسي. لا بد أن يعي النجوم بكافة المجالات والذين تتاح لهم فرصة الظهور الإعلامي، أن ظهورهم أمانة عظيمة، كونك فشلت دراسيا ونجحت بمجالك، هذا أمر قد يخصك وحالة خاصة، ولكن اعتبار أن موضوع العلم والدراسة لا جدوى منها أو غير مهمة، فهذا أمر حساس وله تأثيرات سلبية، ليس كوميديا على سبيل المثال أن تذكر وأنت نجم تقدم برنامج للملايين «أنك استغفلت والدتك الأمية وأخبرتها بعد حصولك بإحدى المواد الدراسية على درجة «صفر من ثلاثين» أنك فقط خسرت الثلاثة وحصلت بفخر على الصفر»...!! الغريب أن هذه الحلقة تمت إعادتها قبل بداية العام الدراسي الجديد بيوم واحد فقط.