تظهر بعض التسريبات الإعلامية عن نية مشروع الاحتراف الخارجي لبعض اللاعبين الذين أعمارهم لا زالت صغيرة، وقادرة على العطاء وخدمة المنتخب لسنوات عديدة، وأمر الاحتراف ليس له علاقة بمشروع منتخب بقدر ما هو رغبة لاعب في المقام الأول والأخير. لا أعلم عن حقيقة هذا الخبر المسرب الذي يُقال أنه بفكرة مدربنا الإيطالي روبرتو مانشيني، ونعلم أن مهمات المدرب تقتصر على الجوانب التدريبية والفنية والتكتيكية فقط، ولكن أمور المشاريع التخطيطية المعروف أنها تبدأ فكرتها من الإدارة، ومن ثم يتم الإعلان عنها لكي يتم الاستعداد لتطبيق فكرة هذا المشروع المزعوم. وبعض الأفكار نحن نراها جميلة، ولكن ليس كل جميل مناسب لك، ويحقق لك مكاسب، والحال يشبه البحر الذي نراه بعيداً جميلاً وفي عمقه غزير وقد يغرقك! المقصد أننا لو أجبرنا اللاعبين على الاحتراف الخارجي وهم لا يرغبون للذهاب، قد نخسر الكثير وتكن عواقب الخسائر وخيمة، ومن الممكن أن تَؤول الأمور إلى ما لا تحمد عقباها! ولنا تجربة سابقة في عام 2018، عندما بعثنا أكثر من لاعب لأندية الدوري الإسباني، وكانت الفكرة هي احتكاك اللاعبين ويتم الاستفادة منهم في كأس العالم حينها في روسيا، ومشكلتنا هي الاستعجال على النتائج، ولا نفكر في التدريج، ولا نصبر على التخطيط! والنتيجة النهائية من هذا الاحتراف الإجباري لم يستفيد منه على المدى البعيد إلا سالم الدوسري، وظهر ذلك على مستوياته مع ناديه ومنتخبه، بينما لم ينجح يحيى الشهري، ولم يستفد فهد المولد من هذا الاحتراف، ولا حتى عبدالله الحمدان لم يحصل على الفائدة من ذهابه هناك محترفاً. يوجد مثل تاريخي يقول: "البر في رجب"، يعني أن الشيء إذا لم يكن مرتب ومخطط له مسبقاً لن يحقق النجاح بطريقة سريعة ومباشرة. وإذا كانت الفكرة على العشرة محترفين، والذي يرونه يقلص مشاركة اللاعب السعودي في تشكيلة الفرق، ويؤثر هذا الشيء على المنتخب في مشاركاته، ويصورونك أن اللاعب السعودي انتهى دوره بهذا القرار، طبعاً أنا اختلف تماماً مع هذه الفكرة. وأرى أن اللاعب السعودي سيكون مؤثراً ومنقذاً لفريقه في حال إخفاق الأجنبي المتوقع حدوثه. ختاماً: أعتقد أن اللاعب السعودي قد يرفض الذهاب للاحتراف الخارجي في قارة أوروبا، وقد يقبل الاحتراف الإقليمي أقصد في الخليج العربي تحديداً في الدوريين القطري والإماراتي كون البيئة، والأجواء، والعادات والتقاليد متقاربة مع بلده، وأقول هذا الكلام واقعاً وعلى حسب تجارب طويلة، ولا أحب أن أكون مبالغاً في كلامي ويدغدغ مشاعر الجماهير للحظات مؤقتة، والوقت كفيل بكشف الواقع لا محالة. حسين البراهيم