طالب مدرب المنتخب السعودي للشباب الوطني خالد القروني الأندية السعودية بإعطاء المدربين الوطنيين الفرصة لإثبات ما لديهم، مبرراً عدم وجود المدرب الوطني مع أحد الأندية السعودية في دوري زين بسبب رغبة إدارات الأندية النأي بنفسها عن انتقادات الجمهور والإعلام، مؤكداً أفضلية المدرب الوطني عن الأجنبي الموجود في الدوري السعودي. وكشف القروني في حوار مع «الحياة» خفايا المعسكر والمباريات الودية التي سيخوضها «الأخضر» قبل مشاركته في كأس العالم للأندية للشباب في كولومبيا، مبدياً استغرابه ممن ينتقدون المدرب الوطني، رافضاً احتراف المدرب الوطني خارجياً، مرجعاً ذلك إلى عدم إشرافه على الأندية السعودية سلفاً. فإلى تفاصيل الحوار: أمام المنتخب السعودي مشاركة «عالمية»... كيف تراها بعين المدير الفني؟ - أعتقد أنها مشاركة فعالة بالنسبة إلى منتخب الشباب لاعتبارات عدة، منها وجود المنتخب في أكبر بطولة في العالم، إذ إن هذه المشاركة تجلب الخبرة، وتحدث احتكاكاً أفضل بالنسبة إلى الكرة السعودية بشكل عام، ولا شك أن هذه البطولة محك حقيقي بالنسبة لنا - نحن المدربين الوطنيين - لإثبات قدراتنا، ونحن نبحث أولاً عن الإنجاز الذي يرفع الكرة السعودية قبل كل شيء، وتقديم مستوى مشرف، وهذه فرصة لإثبات أن الكرة السعودية لديها مدربون على مستوى يتماشى مع هذا الحدث. ما طموحاتك في البطولة؟ - أتطلع إلى تحقيق البطولة وتقديم مستويات تسجل للكرة السعودية، وهي فرصة لتعويض الإخفاقات التي واجهتها في الفترة الأخيرة، وهذا حق مشروع بالنسبة إلى الجميع، واستعداداتنا على أفضل وجه بقيادة الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل الذي يعمل ويوفر جميع سبل النجاح للمنتخب السعودي في هذه البطولة أو غيرها. هل تعتقد أن هذا الجيل مؤهل لحصد البطولات؟ - بالنسبة لنا كجهاز فني وإداري، لا نبحث فقط عن المستوى الفني، بل نسعى لبناء جيل جديد يواصل الانتصارات السعودية مستقبلاً، وهذه آخر مشاركة لهؤلاء اللاعبين على مستوى الشباب، ونحن نسعى للاستفادة منهم على المستوى الأولمبي والفريق الأول، وبناء اللاعب من جميع الجوانب السلوكية والفنية مع استمرارية عطائه. أنت تشرف على جيل الكرة السعودية المقبل، ولوحظ أنك تُكثر من المحاضرات الفنية، فضلاً عن الحرص على برامج التغذية؟ - بعد اجتماعاتنا مع الجهاز الإداري والفني والطبي في المنتخب، ومن خلال أهدافنا في بناء هذا المنتخب ليكون متكاملاً من جميع النواحي، ويعي اللاعب معنى الاحتراف بشكل كامل، إذ سيستمر على مستوى تمثيل المنتخبات في المستقبل، لذلك فالمحاضرات والبرامج الغذائية من أهم العوامل المساعدة في نجاح العمل في الفئات السنية، فطموحاتنا أكبر مما يتصور الجميع. تشهد الفئات السنية فترة انتعاش محلي، ألم يُصعّب ذلك من مهمة اختيار اللاعبين؟ - في اعتقادي، اللاعبون الذين وقع عليهم الاختيار هم الأفضل في الفترة الحالية، وقمنا بمتابعتهم في الفترة الأخيرة قبل أن نعتمدهم في القائمة، ووجدنا أنهم الأكثر جاهزية حالياً، وأعتقد أن التفريخ في الأندية هو في مصلحة المنتخب السعودي في النهاية. هل مشاركة بعض اللاعبين مع الفريق الأول تزيد من تميزهم في البطولات الكبرى؟ - هذا يساعدنا بكل تأكيد، وهو نوع من الخبرة في احتكاكه مع لاعبين يفوقونه في أعمارهم وكبار في مستوياتهم، وأيضاً من يشارك في الفريق الأولمبي ينطبق عليه الأمر ذاته، وهذا يدل على أن اختياراتنا هي الأفضل. هل تلبي ودية ليسوتو طموحاتكم الإعدادية؟ - لا تنسَ أن هذا أول معسكر، وليسوتو متأهل لبطولة أفريقيا المؤهلة لكأس العالم، وفي فترتنا الأولى لعبنا مع المنتخبات الآسيوية، والآن نفكر في المنتخبات الأفريقية، ومنتخب ليسوتو ليس منتخباً معروفاً، ولكنه قدم مستويات هائلة على الصعيد القاري، وفي المرحلة الثانية سنلاقي نيجيريا والكاميرون ونحن فضّلنا التدرج ولذلك أرى أننا نسلك المسار الصحيح. العودة ل«المونديال» بعد غياب 3 نسخ متتالية... ماذا تعني لك؟ - الكرة السعودية دائماً ما تكون موجودة في البطولات الكبرى ولا تبتعد كثيراً، لكن هناك أسباباً لعدم تأهلها على صعيد المستويات الفنية، وما يحصل الآن من عودة لمنتخب الشباب لكأس العالم، نتيجة عمل إداري وفني أُعد له بشكل جيد للوصول إلى هذه المرحلة وأكثر، والغريب بعد هذا التأهل هو عدم تأهل المنتخب فيما لو حدث أما تأهله فليس بالأمر الغريب في ظل هذا العمل كما قلت لك. يتعرض المدرب الوطني لانتقادات بشكل مكثف... بمَ تفسر ذلك؟ - الانتقاد ليست للمدرب السعودي في ذاته، لكن في العمل الفني الذي يقدم، وهذا سواء كان المدرب وطنياً أو أجنبياً، ولم يكن هناك تقليل من المدرب السعودي سواء القروني أو غيره، وإذا كانوا ينتقدونني كمدرب سعودي، فإن المدرب الذي ينتقدونه استطاع أن يعيد «الأخضر» إلى بطولة كأس العالم بعد غياب دام ثلاث نسخ عنها، وهذا كافٍ للرد عليهم، والإعلام يعطي كل ذي حق حقه ولذلك لابد أن نتقبل النقد. لماذا لا نرى مدرباً وطنياً يقود أحد أندية دوري زين؟ - إدارات الأندية تسعى لحماية نفسها من الجمهور والإعلام، وتقوم بإحضار مدرب أجنبي لكي تكون بمنأى عن النقد، وال14 فريقاً في دوري زين جميعها استعانت بمدربين أجانب، ومع ذلك تجد إخفاقات في عدد منها، وأنا أرى السبب ليس في المدرب نفسه، وأعتقد أنه لو كان هناك مدربون سعوديون فإنهم سيكونون أفضل من بعض الموجودين، ولا ألمس فروقات شاسعة بشكل عام بين المدرب الوطني والأجنبي، وهناك مجموعة كبيرة تتوسم فيها النجاح، ولكن تحتاج لعمل وفرصة أكثر ودورات واسعة تساعدها في الاستمرارية. إذا كان المدرب السعودي مؤهلاً... فلماذا لا نراه في الدوريات الخارجية؟ - بالعقل والمنطق كيف للمدرب السعودي أن يحترف خارجياً وهو لم يدرب في الدوري المحلي، ولم يحصل على الفرصة التي تجعله يكشف عن إمكاناته مع أنديتنا، فلا أعتقد أن من حقنا أن نطالب بالاحتراف الخارجي في ظل هذا الوضع، رغم أن هناك عروضاً خارجية تلقيناها. ماذا تنتظر من الإعلام في البطولة المقبلة؟ - الإعلام بدأ يقف مع المنتخب السعودي بحكم عدم وجود مشاركات حالياً للمنتخب السعودي سوى كأس العالم للشباب، خصوصاً بعد تأهلنا، وعندما عدنا من البطولة الآسيوية وجدنا كل حفاوة وتقدير من الإعلام الذي أعطانا حافزاً كبيراً، وهذا فقط ما نريده. تحملون آمال المتابعين في «المونديال» كيف ستتعاملون مع ذلك؟ - هذا يعطينا الدافع الكبير لتعويض النتائج السلبية السابقة للكرة السعودية، ونحن حريصون على أن تكون مشاركتنا على مستوى يليق بالكرة السعودية المعروف ورفع راية هذا الوطن. كمدرب وطني يشرف على منتخب بلاده... كيف وجدت ناصر الجوهر مع «الأخضر»؟ - ناصر الجوهر قدم مستويات عالية ونجاحات يشكر عليها، والمدربون دائماً ما يكون لديهم نوع من المخاطرة والتضحية وهذا هو عمل المدرب، وإذا كان الجوهر مدرباً للأول فكأننا جميعاً المدربون، ونحن نبحث عن إثبات أن المدرب الوطني ما زال في الواجهة. كيف تقرأ نجاح بعض المدربين الآسيويين مع منتخبات بلدانهم؟ - المدرب الوطني هو أقرب شخص يعرف ما يدور في مخيلة اللاعب وفكره، وبما يشعر به بحس وطني أكثر من الحس الفني، ويعي الطموح الذي يبحث عنه الشارع الرياضي أكثر من الأجنبي، وأيضاً حبه لبلاده بعيداً عن المغريات المادية، بينما الأجنبي يأتي باحثاً عن عقد، ونحن نبحث عن شيء نقدمه لبلدنا. كيف تنظر إلى دوري زين للمحترفين هذا العام مقارنة بالمواسم الماضية وبرؤية فنية؟ - تعمقت كثيراً مع دوري درجة الشباب لدرجة أنني لم أتابع دوري زين بشكل كافٍ، لكن المنافسة في دوري زين أصبحت عالية والمستويات متقاربة، فالفيصلي مثلاً وهو الوافد الجديد في منتصف ترتيب الدوري، ويصعب التنبؤ بنتيجة أي مباراة، وهذا يعطي انطباعاً عن قوة الدوري وإن كان بعض الجمهور لا يحب ذلك، خصوصاً جماهير الأندية الكبيرة، كما أن عودة النصر إلى مستوياته العالية إضافة قوية للدوري وإثارة أكثر. كيف رأيت فريقك السابق الرياض في كأس ولي العهد؟ - نادي الرياض بشكل عام اختلف كثيراً عن المواسم الماضية برئاسة تركي آل براهيم، وإدارته الطموحة التي قدمت الدعم المادي لاستقطاب لاعبين وأجهزة فنية على مستوى عالٍ، وأنا أرى أنها تسير في الطريق الصحيح، إلا أنني تمنيت أن يكون تركيز الفريق على الصعود لدوري زين من الدرجة الأولى لأنه أهم الآن من التشتت بين دوري الدرجة الأولى وكأس ولي العهد، فالفريق خسر أكثر من مباراة في الدوري بعد لقاء الحزم، ما سيؤدي إلى ضياع فرصة الصعود.