أصدر الجيش الإسرائيلي أمرا جديدا اليوم الجمعة بإخلاء مناطق في جنوب ووسط غزة كانت محددة في السابق بأنها مناطق إنسانية آمنة، قائلا إن هذه المناطق تستخدمها حركة حماس قاعدة لإطلاق قذائف المورتر والصواريخ نحو إسرائيل. وقال سكان من دير البلح، وهي آخر منطقة لم تقتحمها القوات الإسرائيلية منذ بدء الحرب قبل أكثر من 10 أشهر، إن القصف اشتد وعبرت الدبابات السياج المحيط بالمدينة. وقال الجيش أنه أرسل منشورات ورسائل نصية تحذيرية إلى سكان المنطقة الواقعة في شمال مدينة خان يونس بجنوب القطاع وفي شرق دير البلح حيث يحتمي عشرات الآلاف من القتال الدائر في مناطق أخرى من القطاع. وأضاف الجيش في بيان "يهدف التحذير المسبق إلى تخفيف الضرر عن المدنيين وتمكينهم من الابتعاد عن منطقة القتال". وقد يدفع أي هجوم مستمر على دير البلح عشرات الآلاف إلى الفرار مرة أخرى إلى أجزاء أخرى من القطاع الفلسطيني الذي تحول إلى أنقاض بالفعل. وفي تعليقها على أمر الإخلاء الجديد، قالت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة، إن الناس "ما زالوا محاصرين في كابوس لا ينتهي من الموت والدمار على نطاق صادم". وذكر الجيش في وقت سابق أنه قصف منطقة في خان يونس أُطلقت منها صواريخ باتجاه مستوطنة كيسوفيم أمس الخميس، وأنه عثر على أسلحة بينها صواريخ تطلق من على الكتف ومتفجرات. تأتي تحذيرات الإخلاء الأخيرة في وقت يجتمع فيه المفاوضون في الدوحة لليوم الثاني للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب. وتكرر نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة ردا على هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول. وترد تقارير بانتظام عن سقوط قتلى في الضربات الإسرائيلية حتى في المناطق المعلنة مناطق إنسانية آمنة. وتتهم إسرائيل حماس وجماعات مسلحة أخرى بإخفاء مقاتليهم في مناطق مدنية عمدا، وهو ما تنفيه حماس. وعلى أية حال، أصبح القتال أكثر امتدادا في مناطق متفرقة وأقل تنظيما مع تحول حماس نحو حرب العصابات التي تضطلع بها مجموعات صغيرة من المقاتلين. وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص. وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن الهجوم على غزة قتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين. وتقول إسرائيل إنها قضت على 17 ألف مقاتل من حماس.