أثر التقدم التكنولوجي على الكثير من القطاعات وفي مختلف مجالات الحياة تأثيراً إيجابياً. ومن أهم المجالات التي دخل فيها التطور التكنولوجي المجال التعليمي، حيث لعب هذا التطور دوراً كبيراً في تحسين وتسهيل المنظومة التعليمية بشكل عام. ومن هذا المنطلق تولي المملكة اهتماماً كبيراً في هذا الشأن، حيث عززت من دخول التطور التكنولوجي للتعليم، مما أدى إلى أحداث تحول كبير في عمليات التدريس والتعلم، بطريقة تعزز التفاعل بين المعلم وطلابه وفهم المحتوى التعليمي بشكل عميق، الأمر الذي ساهم في أن تكون في مصاف الدول التي أظهرت تقدماً ملحوظاً في التعليم الرقمي بين مختلف دول العالم، ومن أوجه الاهتمام في تكنولوجيا هو التعليم عن بعد حيث اعتمدت هذه الآلية على استخدام التقنيات الحديثة في عملية التعلم بشكل كلي. خطوات تطويرية تهتم المملكة بالتعليم الرقمي وتطويره، وتعمل على الاستفادة منه والاعتماد عليه بما يتماشى مع احتياجاته، واستمراريته في شتى الظروف. ومن أبرز الخطوات في تحقيق هذا الهدف إصدار وزارة التعليم بالمملكة إنشاء وحدة التحول الرقمي لدعم التوجهات التي تلبي أهداف رؤية المملكة 2030، حيث تولت مسؤولية إعداد خطة شاملة لإتمام عملية التحول الرقمي وإطلاق المشاريع والبرامج التي تساهم في تحقيق هذا الهدف، كما تنسق مع المؤسسات المحلية والدولية في هذا الشأن، وغيرها من القرارات والخطط التي تساهم بعملية تطوير تكنولوجيا التعليم في السعودية تتم بشكل أسرع وليس عشوائياً. ومن أوجه الاهتمام الواضحة في تطوير المجال التعليمي في المملكة، حجم ميزانية التعليم التي تحددها بشكل سنوي للتطوير والتحسين الدائم لهذه المنظومة، كما أشار تقرير مركز التنافسية العالمي إلى أن المملكة حصدت المركز الأول عالمياً في عام 2019 في إجمالي الإنفاق على المجال التعليمي. تحول رقمي من ضمن مساعي وزارة التعليم إلى التحول الرقمي في التعليم في خدماتها، تم دخول نظام التصحيح الآلي للاختبارات في المدارس وفقاً لضوابط محددة، بشرط الحصول على الموافقة من إدارات الاختبارات والقبول في إدارات التعليم المختلفة وبحسب إمكانيات كل مدرسة. ومن زاوية أخرى، سعت وزارة التعليم إلى سهولة وتنظيم عمل المعلمين والإداريين من خلال استغلال التطور التكنولوجي، حيث أطلقت نظام فارس الذي يعرف على أنه نظام إدارة الموارد الإدارية والمالية. يقدم هذا النظام خدماته لجميع منتسبي النظام التعليمي في المملكة مثل المعلمين والإداريين أو العاملين بالمؤسسات التعليمية وغيرهم، ويلبي متطلباتهم الوظيفية في مجال إدارة الموارد الإدارية والمالية، حيث يقدم نظام فارس مجموعة من الخدمات بشكل إلكتروني، ويسمح للمستفيدين منه الحصول على الموافقات اللازمة بشكل آلي دون الحاجة للعودة إلى الإدارة، مما يوفر الجهد والوقت ويساهم في زيادة إنتاجية العاملين في المجال التعليمي من خلال تحويل المعاملات الروتينية إلى معاملات إلكترونية سريعة. ومن الأنظمة التكنولوجية نظام نور، حيث يعد أحد أهم مظاهر تكنولوجيا التعليم في السعودية، ويعرف بأنه متخصص في إدارة عملية إدخال وتجميع بيانات الطلبة ونتائج الاختبارات وغيرها. طالبة تستخدم السبورة الذكية عمل الطلاب على أجهزة الكمبيوتر