التحول الرقمي في مجال التعليم هو مفهوم يشير إلى استخدام التكنولوجيا الرقمية والمعلوماتية في تحسين عمليات التعلم والتعليم. وفيما يتعلق بالتعليم لدينا فقد قامت المملكة بالتركيز على تعزيز التحول الرقمي في النظام التعليمي في السنوات الأخيرة، حيث قدمت المملكة ممثلة بوزارة التعليم العديد من المبادرات والبرامج لتعزيز التحول الرقمي في التعليم، على سبيل المثال، تم إطلاق برنامج «مدرستي الرقمية»، الذي يهدف إلى توفير بنية تحتية رقمية قوية في المدارس وتوفير الأجهزة والبرامج والمحتوى الرقمي للطلاب والمعلمين، كما تم تطوير المنصة الوطنية للتعلم الإلكتروني «مدرستي»، والتي توفر محتوى تعليمياً رقمياً متنوعاً ومتكاملاً للطلاب في جميع المراحل الدراسية. وتم تعزيز استخدام التكنولوجيا في الفصول الدراسية من خلال توفير الشاشات التفاعلية واللوحات الذكية والحواسيب اللوحية في المدارس، كما تم تدريب المعلمين على استخدام التكنولوجيا في التدريس وتطوير مهاراتهم الرقمية. بالإضافة إلى ذلك، تم تعزيز التعلم عن بُعد وتوفير المحتوى الرقمي عبر الإنترنت للطلاب في السعودية، خاصة خلال فترة جائحة كوفيد-19. قدمت العديد من المنصات التعليمية عبر الإنترنت، مثل منصة «مدرستي» ومنصة «مدرسة»، خدمات التعلم عن بُعد والتواصل بين المعلمين والطلاب. ويهدف التحول الرقمي إلى توفير فرص تعليمية متساوية وجودة تعليمية محسنة لجميع الطلاب، تساهم التكنولوجيا في توسيع نطاق الوصول إلى المعرفة وتعزيز التفاعل والمشاركة الفعالة للطلاب في عمليات التعلم. مع ذلك فإن التحول الرقمي في التعليم لا يأتي بدون تحديات، ومن بين التحديات المهمة التكنولوجيا المناسبة، والبنية التحتية الرقمية القوية، وتدريب المعلمين على استخدام التكنولوجيا بفاعلية، وتوفير الدعم الفني والتقني للمدارس والمعلمين والطلاب. على المستوى العام، يمكن القول إن التحول الرقمي في التعليم يسير بخطى سريعة وتتواصل الجهود لتعزيزه وتطويره حيث يعد التحول الرقمي أحد أولويات رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تحقيق تطور شامل في جميع القطاعات بما في ذلك التعليم. ومن المتوقع أن يستمر التحول الرقمي في التطور والنمو من خلال توفير المزيد من الفرص والموارد الرقمية للطلاب والمعلمين، وتعزيز التدريب والتطوير المستمر للمعلمين في مجال استخدام التكنولوجيا في التعليم. وبفضل الله قد تحققت العديد من النتائج الملموسة حتى الآن من خلال التحول الرقمي على سبيل المثال لا الحصر؛ زيادة الوصول إلى التعليم حيث ساهم التحول الرقمي في زيادة فرص الوصول إلى التعليم وتم توفير المحتوى التعليمي الرقمي والدروس عبر الإنترنت للطلاب في مناطق نائية مما ساهم في تقليل الفجوة التعليمية بين المدن والقرى، وكذلك تحسين جودة التعليم، حيث قدمت التقنيات الرقمية فرصًا لتحسين جودة التعليم في المملكة باستخدام الشاشات التفاعلية واللوحات الذكية والمحتوى المتعدد الوسائط، فهو يساعد في توفير تجارب تعليمية مشوقة وتفاعلية، وبالتالي تعزيز فهم الطلاب ومشاركتهم الفعالة في العمليات التعليمية وكذلك تطوير مهارات التكنولوجيا؛ فقد عزز التحول الرقمي في التعليم مهارات التكنولوجيا لدى الطلاب والمعلمين من خلال استخدام الأجهزة الرقمية والمنصات التعليمية عبر الإنترنت. ومن أهم النتائج أيضاً تعزيز التفاعل والتواصل بين المعلمين والطلاب وبين الطلاب أنفسهم، بحيث يمكن للطلاب التفاعل مع المحتوى التعليمي والمشاركة في مناقشات مع زملائهم عبر الإنترنت، ويمكن للمعلمين تقديم ردود فعل فورية وتوفير الدعم الفردي للطلاب. يمثل التحول الرقمي في التعليم فرصة مهمة لتحسين جودة التعليم وتعزيز التفاعل والمشاركة للطلاب ويعكس الجهود المستمرة لتحقيق رؤية تطوير التعليم وتحقيق التقدم والابتكار في المجال التعليمي.