من المقرر أن يعين رئيس بنغلادش محمد شهاب الدين، الحائز على جائزة نوبل للسلام محمد يونس رئيساً للحكومة الانتقالية في البلاد، بعد يوم من إجبار رئيسة الوزراء شيخة حسينة على الاستقالة والفرار إلى الهند عقب احتجاجات حاشدة. وقال متحدث باسم الرئاسة لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" هاتفياً إن القرار بتعيين يونس "84 عاماً" جاء في اجتماع حضره الرئيس ومسؤولون عسكريون كبار وأعضاء بالمجتمع المدني وممثلون عن منظمي الاحتجاجات الطلابية. يشار إلى أن يونس، وهو رائد أعمال اجتماعي، ومصرفي واقتصادي، فاز بجائزة نوبل للسلام في عام 2006 لدوره الريادي فيما يتعلق بمفاهيم القروض الصغيرة والتمويل المتناهي الصغر. وأضاف أنه سيتم اختيار الأعضاء الآخرين بالحكومة الانتقالية بعد مشاورات مع الأحزاب السياسية. وحل الرئيس البرلمان في وقت سابق، بعدما أدت أسابيع من الاحتجاجات العنيفة التي أسفرت عن مقتل نحو 400 شخص إلى استقالة حسينة وفرارها من بنغلادش الاثنين. وكان الوضع في شوارع العاصمة دكا هادئاً صباح الثلاثاء بعد رفع حظر التجوال الذي فرضته إدارة حسينة. وذكرت وسائل أعلام محلية أن ما يربو على 100 شخص لقوا حتفهم وأصيب آخرون إثر أعمال العنف التي اندلعت بعد استقالة حسينة. وأضافت التقارير أن معظم الوفيات وقعت نتيجة لهجمات المحتجين على مباني الشرطة والمنشآت العامة ومساكن مؤيدي حسينة وأعمالهم التجارية. وأفادت صحيفة "بروثوم ألو" البنغلادشية بمقتل حوالي 109 أشخاص خلال أعمال الشغب الاثنين. وذكرت الصحيفة أن حصيلة القتلى منذ 16 يوليو، عندما تصاعد العنف خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة، وصلت إلى 440 شخصاً. ولم تتمكن (د.ب.أ) من التحقق من حصيلة القتلى بصورة مستقلة. إلى ذلك قال ضابطان مطلعان في جيش بنغلادش لرويترز إن رئيس الأركان الجنرال واقر الزمان عقد اجتماعاً مع كبار الضباط في الليلة التي سبقت فرار رئيسة الوزراء الشيخة حسينة المفاجئ من البلاد وسط احتجاجات دامية وقرر أن القوات لن تفتح النار على المدنيين لفرض حظر تجول. ووفقا لمسؤول هندي مطلع، اتصل الزمان بعد ذلك بمكتب حسينة وأبلغها بأن الجنود لن يتمكنوا من تنفيذ الحظر الذي طلبته. وأضاف المسؤول أن الرسالة لحسينة كانت واضحة، وهي أنها لم تعد تحظى بدعم الجيش. ولم يُعلن من قبل عن تفاصيل الاجتماع الذي عقد عبر الإنترنت بين كبار قادة الجيش أو الرسالة التي تلقتها حسينة بأنها فقدت الدعم. وتساعد هذه التقارير على تفسير سبب انتهاء حكم حسينة بطريقة فوضوية مفاجئة يوم الاثنين عندما فرت من بنغلادش إلى الهند. واستمر حكم حسينة 15 عاماً وقلما تسامحت خلاله مع المعارضة. وفُرض حظر التجول في عموم البلاد بعد مقتل 91 شخصاً على الأقل وإصابة المئات في اشتباكات بأرجاء البلاد يوم الأحد، الذي سقط فيه أكبر عدد من القتلى منذ بدء الاحتجاجات ضد حسينة بقيادة طلاب في يوليو. وأكد المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل سامي أود دولا تشودري المناقشات التي جرت مساء يوم الأحد ووصفها بأنها اجتماع عادي للاطلاع على آخر المستجدات بعد أي اضطرابات. ولم يدل بتفاصيل حين طرحت عليه أسئلة أخرى عن اتخاذ القرار في ذلك الاجتماع. ولم يتسن الوصول إلى حسينة، ولم يرد ابنها و مستشارها سجيب وازد على طلبات متكررة للتعليق. ولم يفسر الجنرال واقر الزمان علنا سبب قراره سحب الدعم من حسينة. لكن ثلاثة ضباط سابقين في الجيش البنغالي قالوا لرويترز إن حجم الاحتجاجات وعدد القتلى جعلا دعم حسينة بأي ثمن أمراً غير مقبول.