لم تقتصر جهود حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله- على الدعم الداخلي للمواطن السعودي وكل من يعيش على أرض المملكة العربية السعودية بل امتدت يد الخير والعطاء للخارج، ومن خلال منصة المساعدات السعودية، حيث تظهر لنا المنصة كيف أنه لم يقتصر خير المملكة منذ تأسيسها على أبنائها فقط وإنما عم معظم أرجاء العالم، حيث قدمت المملكة المساعدات الإنسانية والتنموية والخيرية من منح وقروض ميسرة لعدد من دول العالم دون تمييز للون أو دين أو عرق، وكانت المملكة دوماً من أكبر عشر دول في العالم تقديماً للمساعدات. ولإبراز جهود المملكة دولياً وحفظ حقوقها في العطاء أسوة بالدول المانحة الكبرى، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الأمر السامي الكريم رقم 41555 وتاريخ 10/9/1438 المتضمن قيام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بإنشاء منصة بيانات المساعدات السعودية مشتملة على ما تقدمه المملكة من مساعدات إنسانية متنوعة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة. ومن ثم قام المركز بتصميم المنصة وإعدادها لتسجيل المشاريع والمساهمات الإنسانية والتنموية والخيرية بناء على المعايير الدولية في التسجيل والتوثيق المعتمدة لدي لجنة المساعدات الإنمائية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية DAC-OECD ومنصة التتبع المالي للأمم المتحدة UNFTS ومبادئ الشفافية الدولية (IATI). وتشمل مساعدات المملكة العربية السعودية المساهمات النقدية والعينية التي تقدم على شكل منح إنسانية وخيرية وقروض ميسرة لتشجيع التنمية. كما تشتمل بيانات المساعدات مبالغ مدفوعة وإلتزامات مالية تدفع لاحقاً. وتم تدريب الجهات المانحة السعودية على تصنيف المساعدات وإدخالها منذ تأسيس المملكة حتى الآن. «الدور الريادي» وانطلاقاً من دور المملكة العربية السعودية الإنساني والريادي تجاه المجتمع الدولي في شتى أنحاء العالم، واستشعاراً منها بأهمية هذا الدور المؤثر في رفع المعاناة عن الإنسان ليعيش حياة كريمة، بادرت بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ليكون مركزاً دولياً مخصصاً للأعمال الإغاثية والإنسانية، دُشنت أعماله في مايو من العام 2015، بتوجيه ورعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-. ويعتمد المركز في أعماله على ثوابت تنطلق من أهداف إنسانية سامية، ترتكز على تقديم المساعدات للمحتاجين وإغاثة المنكوبين في أي مكان من العالم بآلية رصد دقيقة وطرق نقل متطورة وسريعة، تتم من خلال الاستعانة بمنظمات الأممالمتحدة والمنظمات غير الربحية الدولية والمحلية في الدول المستفيدة ذات الموثوقية العالية. وروعي في المشاريع والبرامج التي يقدمها المركز، أن تكون متنوعة بحسب مستحقيها وظروفهم التي يعيشون فيها أو تعرضوا لها، وتشمل المساعدات جميع قطاعات العمل الإغاثي والإنساني (الأمن الإغاثي، إدارة المخيمات، الإيواء، التعافي المبكر، الحماية، التعليم، المياه والإصحاح البيئي، التغذية، الصحة، دعم العمليات الإنسانية، الخدمات اللوجستية، الاتصالات في الطوارئ). ويسعى مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أن يكون نموذجاً عالمياً في هذا المجال، مستنداً على مرتكزات عدة، من بينها: مواصلة نهج المملكة في مد يد العون للمحتاجين في العالم، تقديم المساعدات بعيداً عن أي دوافع غير إنسانية، التنسيق والتشاور مع المنظمات والهيئات العالمية الموثوقة، تطبيق جميع المعايير الدولية المتبعة في البرامج الإغاثية، توحيد الجهود بين الجهات المعنية بأعمال الإغاثة في المملكة، احترافية وكفاءة العاملين في المركز والمتطوعين، ضمان وصول المساعدات لمستحقيها وألا تُستغل لأغراض أخرى، وأن تتوافر في المساعدات، الجودة العالية وموثوقية المصدر. «المملكة تتصدر» وتصدرت المملكة العربية السعودية الدول المانحة في مجال تقديم المساعدات الإنمائية الرسمية (إنسانية وتنموية) إلى الدول منخفضة ومتوسطة الدخل بمبلغ 26,71 مليار ريال سعودي ما يعادل 7,12 مليارات دولار أميركي، وذلك وفق البيانات التي نشرتها لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يوم 21 ديسمبر 2022م –وفقًا لما سبق وأكده معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، والتي تبين المساعدات الإنمائية الرسمية التي قدمتها الدول المانحة في عام 2021م (الدول الأعضاء، والدول بعضوية مشارك في لجنة المساعدات الإنمائية)، حيث تعد اللجنة أكبر منتدى للدول المانحة ومقرها العاصمة الفرنسية باريس. وبين معاليه أن هذه المساعدات تشكل 1,05 % من الدخل القومي الإجمالي للمملكة، مضيفًا أنه بهذه النسبة تكون المملكة قد تصدرت الدول المانحة وتخطت الهدف الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في أكتوبر 1970م المتمثل في أن تخصص الدول المانحة نسبة 0,7 % من دخلها القومي الإجمالي كمساعدات إنمائية رسمية مع السعي إلى تدبير مصادر مبتكرة لتمويل التنمية في الدول النامية، مشيرًا إلى أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بعمل دؤوب لتسجيل مساعدات المملكة الإنسانية والتنموية في منصة المساعدات السعودية التي دشنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عام 2018م حيث يتم توثيق المساعدات بالتعاون مع الوزارات والجهات السعودية ذات العلاقة وذلك لإبراز هوية المملكة الإنسانية والتنموية، مثمنًا معاليه ما تقوم به تلك الجهات من جهود كبيرة في توثيق وتسجيل المساعدات التي تقدمها المملكة لشعوب ودول العالم عبر المنصات الدولية وفق المعايير المعتمدة دوليًا. وقال معاليه: «إن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- أسهمت في هذا الإنجاز الكبير الذي وضع المملكة في صدارة العمل الدولي الإنساني بكل جدارة واستحقاق»، موضحًا أن المملكة كانت عبر تاريخها وما زالت بلدًا معطاءً تمد يدها بالخير لنجدة الملهوفين وإغاثة المحتاجين أينما كانوا وهي مستمرة على ذات النهج النبيل الذي يجسد القيم الراسخة لقيادة المملكة الحكيمة وشعبها الكريم، مؤكداً معاليه أن الإنجازات الاستثنائية والمتتالية لبلادنا الغالية في هذا العهد الزاهر تأتي نتاجاً لرؤية المملكة الطموحة 2030. «مساعدات عالمية» ومن خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أنشئت منصة المساعدات السعودية في عام 2018 بأمر ملكي من الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصُممت المنصة نتيجة لتعدد الجهات السعودية المانحة، لتصبح هناك آليةٌ فعالة تجمع وتنسق وتوثق إحصاءات السعودية، بما يبرز حجم ونوع المساعدات التي تقدمها المملكة العربية السعودية لدول العالم المحتاجة وشعوبها. وبلغ إجمالي مساعدات المملكة المقدمة عبر جهاتها المانحة ل «الدول الأشد احتياجاً» المسجلة في منصة «المساعدات السعودية» التي تبرز جهود السعودية دولياً وتحفظ حقوقها في العطاء نحو 129 مليار دولار، بواقع 483.75 مليار ريال، إذ تشمل المساعدات المساهمات النقدية والعينية المقدمة على شكل منح إنسانية، وخيرية، وقروض ميسرة. ووفقاً لمنصة المساعدات السعودية –فإن عدد المشاريع الإنمائية والإنسانية التي نفذتها السعودية بلغت نحو 6856 مشروعاً، فيما وصل عدد الدول المستفيدة من تلك المشروعات نحو 169 مشروعاً. في الوقت ذاته، تظهر بيانات المنصة الدول المستفيدة من المساعدات السعودية، فيما استحوذت نحو 5 دول على نصيب «الأكثر» استفادة من مساعدات السعودية، إذ تصدرت جمهورية مصر 32,488,683,703 دولارات، وجاءت اليمن في المرتبة الثانية 26,398,267,565 دولاراً، ثم باكستان في المرتبة الثالثة في قائمة الدول المستفيدة من المساعدات السعودية، إذ بلغ دعم مشروعاتها الإنسانية والتنموية من قبل السعودية 12,779,471,019 دولاراً، وفي المقابل استفادت الجمهورية السورية من المساعدات المالية السعودية 7,355,320,227 دولاراً. ومن الدول المستفيدة أيضاً، منحت المملكة مساعدات مالية ل «العراق» 7,331,868,611 دولاراً، فيما منحت المملكة العربية السعودية مساعدات إنسانية وتنموية ل «فلسطين» ب 5,326,650,730 دولاراً. وفي إحصائية عامة بلغ عدد المشروعات 7072 مشروعاً، وعدد الدول المستفيدة 170 دولة، وبلغ عدد القطاعات 46 قطاعاً، أما الشركاء فبلغوا 598 شريكاً، والجهات المانحة للمشروع 19 جهة، وإجمالي مبالغ المساعدات 110.12 مليارات دولار (412.96 مليار ريال). المساعدات دون تمييز اهتمام ورعاية للجميع توزيع سلال غذائية للاجئين