توعّدت إسرائيل «بضرب العدو بقوة» بعد مقتل 12 فتى وفتاة في هضبة الجولان المحتلة بصاروخ اتّهمت حزب الله اللبناني بإطلاقه، في تصعيد أثار مخاوف من اتّساع نطاق الحرب الدائرة في قطاع غزة. وفي حين نفى حزب الله مسؤوليته عن الضربة الصاروخية على بلدة مجدل شمس، حذّرت طهران الدولة العبرية من أنّ أيّ «مغامرات» عسكرية جديدة في لبنان قد تسبّب «تداعيات غير متوقعة». ووفق الجيش الإسرائيلي فقد سقط صاروخ إيراني الصنع من طراز فلق-1 عيار 240 ملم أُطلق من لبنان في ملعب لكرة القدم في بلدة مجدل شمس التي تقطنها غالبية درزية، ما أدّى الى مقتل 12 طفلاً تراوح أعمارهم بين 10 و16 عاماً، وسقوط نحو 30 جريحاً. واتّهم البيت الأبيض حزب الله بشنّ هذا الهجوم «المروّع». وقالت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن «هذا الاعتداء ارتكبه حزب الله اللبناني. إن الصاروخ عائد اليهم وقد أطلق من منطقة يسيطرون عليها». وقالت الخارجية الإسرائيلية إن الهجوم نفّذ بواسطة صاروخ «فلق-1» البالغة زنة رأسه الحربية 53 كلغ، وحزب الله الذي قال إن «لا علاقة» له بالواقعة، هو الجهة الوحيدة التي بحوزتها هذا النوع من الصواريخ في المنطقة. ووصف الجيش الإسرائيلي الواقعة بأنها «الهجوم الأكثر دموية على مدنيين إسرائيليين» منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر. وشارك الآلاف الأحد في مراسم تشييع قتلى الضربة في مجدل شمس، حيث بدت عليهم علامات الحزن والتأثر. وتجمّعت نسوة تدثرن بالعباءة السوداء ووشاح الرأس الأبيض التقليدي لدى الدروز، حول نعوش مغطاة بالأبيض. والأحد تفقّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الموقع وتوعّد «بضرب العدو بقوة». ودفعت واقعة مجدل شمس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى العودة مبكراً من الولاياتالمتحدة. وقال مكتبه إنه فور وصوله ترأس اجتماعاً لمجلس الوزراء الأمني. وقال نتنياهو في بيان أصدره مكتبه إنّ «إسرائيل لن تدع هذا الهجوم الوحشي يمرّ بدون ردّ، وحزب الله سيدفع ثمناً باهظاً لم يسبق أن دفعه من قبل». وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب ليل السبت الأحد أهدافا لحزب الله «في عمق الأراضي اللبنانية وفي جنوبلبنان»، مشيراً الى أنه استهدف «مخازن أسلحة وبنى إرهابية». وأطلقت طائرة إسرائيلية مسيّرة صاروخين على بلدة طاريا في شرق لبنان، ما أدّى إلى تدمير مستودع ومنزل من دون وقوع إصابات، وفق ما أفاد مصدر أمني لبناني فرانس برس. ويؤكد حزب الله أنّ القصف الذي ينفذه عبر الحدود يأتي «إسناداً» لحركة حماس التي تقاتل الجيش الإسرائيلي في غزة منذ السابع من أكتوبر. وأخلى حزب الله مواقع له في جنوبلبنان وشرقه بعد التهديدات الإسرائيلية، وفق ما أفاد مصدر مقرّب من الحزب الأحد فرانس برس. وقال المصدر إنّ الحزب أخلى مواقع له في الجنوب والبقاع «يعتقد أنها قد تكون هدفاً طبيعياً لإسرائيل». ودعا لبنان الأحد إلى إجراء «تحقيق دولي» في القصف، محذراً من أن أي هجوم كبير على أراضيه قد يُشعل حرباً إقليمية. وندّدت سورية ب»أكاذيب» إسرائيل و»اتهاماتها الباطلة للمقاومة الوطنية اللبنانية»، وحذّرت مصر من «مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان»، أما بريطانيا فأعربت عن خشيتها من «تصعيد». وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الاثنين عن قلقه ازاء احتمالات توسع دائرة المواجهة العسكرية بين إسرائيل وحزب الله اللبناني بما يزيد عن نطاقها الحالي ويجر الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية. وأكد أبو الغيط، في تصريح صحفي نشرته الجامعة العربية على موقعها الإلكتروني، على التضامن الكامل مع الدولة اللبنانية وشجبه للتهديدات الإسرائيلية للبنان، مشدداً على أن أي تصعيد محتمل سيشكل تهديدا لأمن واستقرار المنطقة برمتها. وأوضح جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام أن الجامعة تدعو أيضاً إلى وجوب التحقق من ملابسات حادث مجدل شمس السورية المحتلة والذي أودي بحياة أفراد سوريين. وفي طهران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إنّ «أي خطوة تنمّ عن جهل من النظام الصهيوني قد تؤدي الى توسيع عدم الاستقرار وعدم الأمن والحرب في المنطقة»، مشدداً على أن إسرائيل ستتحمل مسؤولية «التداعيات غير المتوقعة وردود الفعل على تصرف أحمق كهذا». وندد الأمين العام للأمم المتحدة الأحد بالهجوم، داعيا «جميع الاطراف الى أكبر قدر من ضبط النفس». في حين دان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل «حمام الدم» في مجدل شمس، مطالباً بإجراء تحقيق دولي مستقلّ. أما وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك فدانت الأحد الهجوم «المروع»، داعية إلى «التصرف بهدوء». ونشر الجيش الإسرائيلي صوراً لشظايا قال إنها للصاروخ الذي استهدف مجدل شمس وأخرى لصاروخ فلق-1 الإيراني، وقد ظهرت عليها كتابات متطابقة. وأفادت وسائل إعلام لبنانية الاثنين بسقوط قتيل وأربعة جرحى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة ودراجة نارية في جنوبلبنان. ووفق الوكالة الوطنية للاعلام، استهدفت مسيّرة معادية سيارة بين ميس الجبل وشقرا على طريق القلعة، وأسفرت عن جريحين، وأشارت إلى استهداف دراجة نارية على طريق ميس الجبل - شقرا قرب قلعة دوبيه على الطريق بين ميس الجبل وشقرا، أسفرت عن قتيل وجريحين أحدهما طفل والآخر في حال خطرة ، لافتة إلى أن فرق الإسعاف تعمل على نقل الإصابات إلى مستشفى حكومي. من جهته، أجرى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي «سلسلة اتصالات دبلوماسية وسياسية، في إطار متابعة الأوضاع الطارئة المستجدة والتهديدات الإسرائيلية المتكررة ضد لبنان»، وفق بيان صادر عن مكتبه. وأكّد البيان أن «الاتصالات مستمرة في أكثر من اتجاه دولي وأوروبي وعربي لحماية لبنان ودرء الأخطار عنه». وقال سياسيون لبنانيون، إن المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين تواصل معهم على خلفية التهديدات الإسرائيلية. إلى ذلك تسعى دول أبرزها الولاياتالمتحدة لتفادي التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، بعدما توعدت الدولة العبرية بالردّ على ضربة صاروخية في الجولان المحتل نسبتها للحزب، وفق ما أكد وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب. ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، يسجل تبادل شبه يومي للقصف عبر الحدود اللبنانية - الإسرائيلية بين حزب الله الداعم لحماس وفصائل حليفة له من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى. الآلاف يشيعون قتلى الضربة في مجدل شمس