تحاصرنا وسائل التواصل الاجتماعي حتى بات من الصعب على الإنسان أن يعزل نفسه عن التفاهات التي تنشرها وتحيط به من كل جانب، كمية هائلة من المعلومات غير المهمة والتافهة والضوضاء الرقمية التي تشكل تحديًا كبيرًا للسلام الروحي الذي نجاهد قدر الإمكان لتحقيقه محاولين الهروب من التفاهة وتصفية الذهن. ولتحقيق ذلك ليس لنا إلا أن ننهج منهجًا صارمًا في فرز كل ما هو غير ضروري في حياتنا والتركيز على الأمور التي تساهم في تعزيز سلامنا الداخلي، وقد وجدت العديد من النصائح التي تجيب على السؤال: كيف يمكننا تجنب التفاهة في حياتنا اليومية؟ أولًا، علينا تحديد التفاهات التي تستهلك وقتنا وطاقتنا، قد تكون هذه التفاهات في شكل محتوى إعلامي تافه، أو شائعات وأحاديث فارغة، أو حتى علاقات اجتماعية لا تضيف لنا شيئًا، وبمجرد تحديد المصدر يمكننا ببساطة أن نتخذ خطوات عملية لتجنبها. ثانيًا، يتطلب التركيز على المفيد وضع أهداف واضحة من تعرضنا اليومي لوسائل التواصل الاجتماعي؛ بدون أهداف، يصبح من السهل الانجراف وراء كل ما هو تافه. الأهداف تعمل كبوصلة توجهنا نحو الأمور التي تستحق اهتمامنا، سواء كانت هذه الأهداف تعليمية، أو مهنية، أو شخصية، فإن وجودها يساعدنا في تحديد الأولويات والابتعاد عن التفاهات، وهذا يعني أن تحدد هدفك من كل منصة تتصفحها وتلتزم به. ثالثًا، ينبغي أن نتعلم فن الانتقاء في استهلاك المعلومات، في عصر التواصل الاجتماعي يمكن لأي شخص نشر أي شيء في أي وقت، هذا يخلق بيئة غنية بالمعلومات لكنها أيضًا مليئة بالتفاهات، القدرة على تمييز المعلومات القيمة من غيرها تعتبر مهارة حيوية، يمكننا تحقيق ذلك من خلال متابعة مصادر موثوقة وتليق بأهدافنا، وتجنب المصادر التي تروج للتفاهات. رابعًا، ينبغي أن نحيط أنفسنا بأشخاص يشاركوننا القيم والأهداف نفسها، حيث إن البيئة الاجتماعية تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل اهتماماتنا، فإذا كنا محاطين بأشخاص يركزون على ما ينفعهم، فإن ذلك حتمًا سيساعدنا في التركيز على ما ينفعنا. إن عزل النفس عن التفاهات والتركيز على ما ينفعنا يتطلب جهدًا ووعيًا مستمرين، وهي عملية تحتاج إلى تفكير نقدي وإرادة قوية، لكنها في النهاية ستؤدي إلى حياة أكثر توازنًا وإنتاجية؛ لأن العقل البشري يحتاج إلى التركيز ليزدهر. ... "الحياة ليست قصيرة، لكننا نحن من نجعلها كذلك بإضاعة الوقت في الأمور التافهة". لوكيوس سينيكا