أدى تزايد مخاوف التهديدات السيبرانية خلال الأعوام الماضية، إلى قفزة كبيرة في حجم سوق الأمن السيبراني العالمي ليصل إلى نحو 222.6 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن ينمو القطاع بمعدل سنوي مركب يبلغ 12.3 % حتى عام 2030، أي أن إيرادات القطاع بحلول نهاية العقد الحالي مرشحة للوصول إلى 500 مليار دولار، بفعل انتشار الهجمات الإلكترونية، بينما تعد منصات التجارة عبر الإنترنت وظهور الأجهزة الذكية ونشر السحابة من العوامل الرئيسة التي تدفع نمو السوق، وعلاوة على ذلك، من المتوقع أن يؤدي الاستخدام المتزايد للأجهزة المجهزة بإنترنت الأشياء والتقنيات الذكية إلى زيادة حالات التهديدات السيبرانية، مما يجبر المؤسسات المستخدمة إلى دمج حلول الأمن السيبراني المتقدمة للتخفيف من مخاطر الهجمات المؤثرة على البيانات والمدمرة للاقتصاد. ومع ظهور البيئة السيبرانية كنظام متكامل للغاية، أصبحت الحاجة إلى نظام أمني قابل للتكيف ومتعدد الطبقات وذي تعلم ذاتي أمرًا ضروريًا، بالإضافة إلى ذلك، أدت عوامل مثل ظهور الأجهزة المحمولة المتصلة بالشبكات، وانتشار الاتصالات الإلكترونية، ونمو وسائل التواصل الاجتماعي، والاعتماد المتزايد على البيانات الضخمة، إلى خلق حاجة ماسة إلى تحديث نظام الأمن السيبراني الدفاعي مع سيناريو التهديد السيبراني المتغير، في الوقت نفسه زادت الحكومات إنفاقها على حلولا لأمن السيبراني لحماية الأجهزة والبيانات السرية من الهجمات السيبرانية، مما يدعم نمو السوق. يسمح التقدم في التقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني، والتعلم الآلي، وتحليلات البيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء، والجيل الخامس، والحوسبة المتطورة، والحوسبة السحابية، يسمح للاعبين الأساسيين في السوق بتقديم حلول جديدة تعتمد على هذه التقنيات، وجذب العملاء المحتملين، وتوسيع مصادر إيراداتها، وعلى سبيل المثال، أطلقت مؤخراً شركة برودكوم الأميركية، ومقرها الرئيس مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا، أطلقت الحماية التكيفية، وهو حل أمني جديد، يتم تشغيله بواسطة تقنية ML ويوفر أمانًا معززًا مخصصًا ومؤتمتًا للهجمات الإلكترونية مع توفير التكاليف للعملاء من خلال الاستفادة من قوة الذكاء الاصطناعي. برغم مرور أربع سنوات على جائحة كورونا، إلا أن العديد من الموظفين ما زالوا يواصلون العمل من المنازل أو عن بعد، وتتيح نماذج الأجهزة الخاصة للموظفين الوصول إلى معلومات العمل من خلال الأنظمة الأساسية السحابية، مما يجعلهم عرضة لسرقة البيانات، ولا تستطيع حلول الأمن السيبراني التقليدية حماية الأجهزة من جميع أشكال التهديدات المستمرة المتقدمة (APT) أو هجمات البرامج الضارة، ممايزيد الطلب على حلول الأمن السيبراني المتقدمة، وعلاوة على ذلك، يشهد سوق التدريب على الأمن السيبراني ازدهارًا، مدفوعًا بالتهديد المتزايد باستمرار للهجمات السيبرانية، فيما تدرك الشركات بجميع أحجامها أهمية الاستثمار في التدريب على الأمن السيبراني لموظفيها، حيث يمكن أن يكون لهجوم سيبراني واحد عواقب وخيمة. تؤدي اللوائح الصارمة للحكومات بخصوص أمن البيانات وحماية الخصوصية والامتثال إلى زيادة الطلب على حلول الأمن السيبراني للمؤسسات، وفي أبريل 2019، اعتمد الاتحاد الأوروبي «قانون الأمن السيبراني للاتحاد الأوروبي»، الذي يقدم نظامًا لخطط الاعتماد في جميع أنحاء أوروبا، من جهة أخرى، أدى الارتفاع الكبير في التهديدات السيبرانية إلى دفع الطلب على وظائف الأمن السيبراني على مستوى العالم، حيث تسعى المؤسسات إلى توظيف محترفين ماهرين لتعزيز دفاعاتهم الرقمية والحماية من المخاطر السيبرانية المتطورة، في ذات الوقت يقدم اللاعبون الرئيسون في السوق دورات مجانية لشهادات الأمن السيبراني لتدريب المتخصصين والطلاب على الاستفادة من الحلول الأمنية المتقدمة بطريقة استراتيجية. أدت موجة التحول الرقمي المستمرة إلى تغييرات كبيرة في مختلف الصناعات والقطاعات الخدمية مثل تكنولوجيا المعلومات، والرعاية الصحية، وتستثمر الشركات في أحدث التقنيات، مثل G5 وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والسحابة، والتي تولد فرصًا هائلة لسوق الأمن السيبراني، في الوقت نفسه تم دمج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في حلول الأمن السيبراني، وتتيح هذه التقنيات إمكانات أكثر تقدمًا للكشف عن التهديدات والاستجابة لها من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات لتحديد الأنماط والحالات الشاذة التي قد تشير إلى انتهاكات أمنية محتملة، وبالتالي، تتخذ الشركات خطوات مهمة لدمج التقنيات المتقدمة في عروض الحلول الأمنية الخاصة بها. توفر التقنيات السحابية مجموعة واسعة من الفوائد لشركات الاتصالات، مثل المساعدة في تقديم مجموعة متنوعة من التطبيقات وإدارة البيانات، وعلى هذا النحو، تقوم العديد من شركات الاتصالات بتسويق خدمات «السحابة كمستخدم» نظرًا لمرونة التكلفة المرتبطة بها، كما تقدم أيضًا حلولاً جديدة لعملائها من خلال الشبكات السحابية، وتستفيد شركات الاتصالات بشكل متساوٍ من المنصات السحابية لتطوير عروض قيمة جديدة، والتي من المحتمل أن تخلق نماذج أعمال جديدة وتعزز تجربة المشتركين، وعلى سبيل المثال، قامت شركة الاتصالات «إم تي إن» ومقرها الرئيس جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا، بتحقيق دخل هائل من عروضهما السحابية عبر توفير مجموعة من الخدمات السحابية للشركات الصغيرة التي استطاعت من خلال السحابة في توسيع نطاق عملياتها. يشهد سوق الأمن السيبراني العالمي مستوى عالٍ من مبادرات الاندماج والاستحواذ من قبل العديد من اللاعبين الرائدين، وعلى سبيل المثال، في سبتمبر 2023، أعلنت شركة Cisco Systems Inc، وهي مجموعة شركات اتصالات رقمية وحلول أمنية، عن الاستحواذ على شركة Splunk Inc، وهي شركة ناشئة تقدم حلول الأمن السيبراني، ومن المتوقع أن يساعد هذا الاستحواذ المؤسسات على تعزيز قدراتها الرقمية وتسريع استراتيجية Cisco Systems لربط كل شيء ممكن بشكل آمن، لأن دمج هذين القائدين في مجال الأمن والذكاء الاصطناعي وإمكانية المراقبة يوفر حلولاً أكبر وأكثر أمانًا. يخضع سوق الأمن السيبراني العالمي أيضًا للقواعد واللوائح التي تضعها الهيئات التنظيمية الدولية والإقليمية، وفي يونيو 2022، أقرت الحكومة الأميركية مشروعي قانونين للأمن السيبراني بهدف تعزيز التعاون بين وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية وحكومات الولايات، وبالتالي، يتوقع أن تؤدي مثل هذه الخطوات المهمة إلى تعزيز سوق الأمن السيبراني، وعموماً، يتزايد الطلب بشكل كبير على الأمن السيبراني للرعاية الصحية، والأمن السيبراني للطيران، والأمن السيبراني للسيارات، وتعد العوامل الرئيسة، بما في ذلك ظهور إنترنت الأشياء والتقنيات المتصلة، والاعتماد السريع للهواتف الذكية للمدفوعات الرقمية، واستخدام الشبكات غير الآمنة للوصول إلى الخوادم التنظيمية، من بين العوامل الأساسية التي تدفع الطلب على حلول الأمن السيبراني المتقدمة تقنيًا بين الشركات. استحوذ قطاع الخدمات على أكبر حصة من الإيرادات بنسبة 54.3 % في عام 2023، مستفيداً من زخم التفضيل القوي للمؤسسات لنشر حلول الأمن السيبراني المناسبة بناءً على الهيكل التنظيمي، مما يدفع إلى اعتماد خدمات الأمن السيبراني عبر العديد من الصناعات والقطاعات، وبسبب أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تمتلك ميزانيات محدودة، فإن هذه المؤسسات تفضل الاستشارة قبل تنفيذ أي حلول، مما يدعم نمو القطاع، وتشترك العديد من المنظمات في خدمات الأمن السيبراني كجزء من جهودها لبناء هيكل أمني قوي للتخفيف من الهجمات السيبرانية، ومن المتوقع أن يسجل قطاع الأجهزة أسرع معدل نمو سنوي مركب بنسبة 14.8 % خلال السنوات المقبلة، حيث تقوم العديد من المؤسسات بتنفيذ منصات الأمن السيبراني وترقية منصاتها. يقوم موردو خدمات الأمن بتطوير حلول الأمن السيبراني القائمة على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، الأمر الذي يتطلب بنية تحتية متطورة لتكنولوجيا المعلومات، ومع الزيادة الملحوظة في التهديدات السيبرانية من العديد من الشبكات المجهولة، من المتوقع أن تقوم العديد من شركات المستخدمين النهائيين ومقدمي خدمات الإنترنت بنشر أجهزة أمنية متقدمة، مثل محركات أقراص USB المحمولة المشفرة، وأنظمة منع التطفل. استحوذ قطاع حماية البنية التحتية على أكبر حصة من الإيرادات بنسبة 27 % من إجمالي إيرادات عام 2023، وتساعد حماية البنية التحتية في ضمان استقرار وأمن ومرونة الأنظمة، وتساعد أنظمة حماية البنية التحتية في تأمين الأصول المادية والافتراضية بما في ذلك شبكات النقل وأنظمة الاتصالات والأصول التشغيلية الداخلية، ويشهد السوق تعاونًا أكبر بين الوكالات الحكومية والمؤسسات الخاصة ومتخصصي الأمن، لتطوير أطر حماية شاملة وقابلة للتكيف لتحديد المخاطر والاستجابة لها في بيئة تهديد سريعة التطور، من جهة أخرى، من المتوقع أن يُظهر قطاع الأمن السحابي أسرع معدل نمو سنوي مركب يزيد على 15 % مستفيداً من الطلب القوي على حلول الأمان السحابية. استحوذت أميركا الشمالية على أعلى حصة سوقية بلغت 34.9 % في عام 2023، ويتوسع سوق الأمن السيبراني في أميركا الشمالية بشكل تدريجي بما يتماشى مع التقدم المستمر في أحدث التقنيات، مثل البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء، وعلاوة على ذلك، فإن انتشار شركات تكنولوجيا المعلومات وأعمالها المتنوعة في المنطقة يخلق حاجة لحماية الأجهزة، وتتابع الحكومات مبادرات مختلفة لزيادة الوعي حول الأمن السيبراني بين المنظمات وتشجيعها ودعمها في اعتماد تدابير الأمن السيبراني المناسبة، وبالتالي، من المتوقع أن تدفع هذه العوامل سوق الأمن السيبراني في أميركا الشمالية، أما سوق الأمن السيبراني في أوروبا فهو مدفوع بالتطور المتزايد للبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، وتزايد انتشار الإنترنت، وعلى سبيل المثال، ينمو سوق الأمن السيبراني في المملكة المتحدة بسرعة بسبب الاعتماد السريع للتقنيات الرقمية والأجهزة المتصلة بالشبكات التنظيمية الكبيرة. تسجل منطقة آسيا والمحيط الهادئ أسرع معدل نمو سنوي مركب يزيد على 15 %، ويعزى هذا النمو إلى وجود عدد متزايد من مراكز البيانات، وزيادة اعتماد التقنيات السحابية، وانتعاش وظائف الأمن السيبراني وانتشار أجهزة إنترنت الأشياء، وعلاوة على ذلك، فإن العديد من منظمات الأمن السيبراني في آسيا لديها حلول مدمجة بقدرات لاكتشاف أي نقاط ضعف محتملة مما يخلق أيضًا بيئة مواتية للنمو، وعلى سبيل المثال، يحتفظ سوق الأمن السيبراني في الصين بحصة سوقية تبلغ حوالي 26 % من حجم السوق في آسيا والمحيط الهادئ، فيما تحتفظ الهند بحصة سوقية تبلغ 18 % من حجم سوق الأمن السيبراني في المنطقة الآسيوية، ورغم نمو قطاع التكنولوجيا المالية في الهند إلا أنه أيضًا يعد من بين القطاعات الأكثر استغلالًا من قبل مجرمي الإنترنت ولهذا، سجلت الهند أكثر من 1.39 مليون هجمة للأمن السيبراني في عام 2023. من جهة أخرى، بلغت قيمة سوق الأمن السيبراني في السعودية 3.6 مليارات دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن تصل القيمة السوقية إلى 10.5 مليارات دولار بحلول عام 2030 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 12.9 %، مستفيداً من مشهد الأمن السيبراني المنتعش في المملكة، والتي تشهد تطورًا هائلاً على المستوى الرقمي، ويستعد سوق الأمن السيبراني في المملكة لتحقيق نمو كبير حتى نهاية العقد الحالي، مدفوعًا بنهج استباقي لمعالجة مشهد التهديدات السيبرانية الكبير، ومع اكتشاف 110 ملايين تهديد، أصبحت الحاجة ملحة إلى اتخاذ تدابير قوية للأمن السيبراني، وقد أدى ذلك إلى تخطيط 33 % من المؤسسات السعودية لزيادة ميزانياتها السيبرانية بنسبة 10 %، مما يعكس التزامًا قويًا بتعزيز البنية التحتية للأمن السيبراني في السعودية.