إذا حاولت أن تلخص السنوات الأخيرة من عمر السعودية الجديدة، والتطورات والتغيرات الكبيرة المتلاحقة فيها، فيمكن اختصار مدة التسع سنوات الأخيرة من خلال احتفالية دار كريستز العالمية والمرموقة للمزادات، لنموذج سعودي، يحكي عبر اللغة العالمية الراقية، وهي اللغة الفنية رحلة 25 عاماً، ربع قرن من التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية، يحتضنها حي سانت جيمس اللندني الفاخر، لإبداع السعودي أحمد ماطر القادم من قرية رجال ألمع بطموح تحقيق حلم كلية الطب والتخرج منها والعمل كطبيب، إلى المحافل العالمية المهتمة بالفنون ودار كريستز مثالاً عليها وهي تخصص قاعاتها لاحتضان 100 عمل فني متنوع ومقتنيات فريدة لماطر، بمعرض يستمر لمدة شهر ولأول مرة بهذا الحجم تكون الفرصة لفنان عالمي! تظاهرة سعودية ثقافية بمختصر الكلمات كانت منذ 17 يوليو الحالي وتستمر إلى 22 أغسطس المقبل، والجميل أن من تصدر مشهدها بالحضور والدعم والرسائل الإعلامية والدبلوماسية الأمير خالد بن بندر بن سلطان، سفير خادم الحرمين الشريفين بالمملكة المتحدة، لم يكن حضورا بروتوكوليا عاديا، كان حريصا من بداية افتتاح المعرض، واحتفاليته بالحضور من مختلف دول العالم والمهتمين بالفنون العالمية، بمبنى السفارة السعودية بلندن، بقاعة جميلة، مزدانة بالآيات القرانية، وكان حديثه أن القيادة السعودية تهتم بدعم الفن والفنانين وتهتم بالجانب الحضاري الذي يمثلونه كون رسالتهم سعودية للعالم. بإمكان سمو السفير أن يحضر اليوم الأول فقط، ولكن ولأن هذا المعرض يمثل رسالة سعودية مختلفة وبهذا الحجم الكبير، وجدناه حاضراً وبمشاركة فاعلة وتفاعل أظهر المكنون الثقافي الذي يكتنزه وبلغة وحضور دبلوماسي، جعلت من سموه أن يخاطب الفنان أحمد ماطر بكونه أيضا السفير هنا بلندن. الثقافة السعودية كانت وما زالت حاضرة، والقيادات السعودية الشابة التي تقود المشهد الحضاري حاضرة، ومن خلفهم عراب الثقافة السعودية الجديدة سمو الأمير بدر بن عبدالله وزير الثقافة، بالفعل ما شاهدته مختلف سياسياً وثقافياً وإنسانيا، فكان أحمد ماطر نموذجا لمشهد ثقافي جديد، وسمو السفير الأمير خالد، نموذجاً لدبلوماسي يمثل الرؤية السعودية الجديدة.