شكلت مبادرة بيوت الثقافة التي أُطلقت عام 2020، وتترأسها هيئة المكتبات التابعة لوزارة الثقافة، خطوة مهمة نحو تطوير المكتبات العامة بمفهوم مجتمعي جديد، يتضمن إنشاء وتوظيف المكتبات العامة في السعودية وتحويلها لبيوت للثقافة تمثل التقاء المعرفة بالإبداع. وتجسّد هذه البيوت بوابة للمعرفة، ومنصة ثقافية ومجتمعية، تهدف إلى تنمية القدرات والمهارات، وتعزيز الهوية الثقافية للأفراد والمجتمعات، وتعزيز التواصل والتفاعل بينهم، ودعم الإبداع والابتكار، وتضم مكتبات متعددة للعامة واليافعين والأطفال، ومساحات تقنية، وأخرى للعمل والتعلم والابتكار، ومسارح رئيسة وللأطفال، فضلاً عن غرف للاجتماعات والدراسة والموسيقى، ومتاجر، ومراكز طباعة، ومقاهٍ، وغيرها من المرافق العامة التي تجعل من زيارتها تجربة ثقافية متكاملة. وفي هذا الإطار افتتحت الهيئة مؤخراً بيت الثقافة، الذي تحتضنه مكتبة الدمام العامة (شرق المملكة)، ويمثل منجزاً وطنياً على مستوى القطاع، وذلك بحضور رئيسها التنفيذي الدكتور عبد الرحمن العاصم، إذ يعزز هذا الصرح الإبداع والابتكار في مختلف المجالات الثقافية، ويشجع على تطوير المواهب والمهارات، وتتنوع النشاطات فيه مما يجعله مركزاً مثالياً لتبادل المعرفة، وممكّناً للإثراء الفكري والتنمية الثقافية. كما أعلنت هيئة المكتبات، عن افتتاح ثاني بيت ثقافي على مستوى المملكة، في محافظة أحد رفيدة بمنطقة عسير، وذلك ضمن مشاريع الهيئة بمشاركة هيئة تطوير منطقة عسير، ويعتبر افتتاح بيت الثقافة في أحد رفيدة إضافة قيمة كبيرة للمنطقة وفرصة لتطوير الحياة الثقافية والفنية في المدينة والمنطقة المحيطة بها بشكل شامل ومتكامل. وتساهم هذه البنية الثقافية الجديدة في المملكة بتعزيز تجارب الفن والثقافة والتعلم لجميع أفراد المجتمع، باعتبار بيوت الثقافة منصات متعددة الاستخدامات تسهم في نشر وتعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي بين الناس وتقدم فرصًا لخلق وتبادل المعرفة والفنون بطرق مبتكرة، سعياً نحو بناء مجتمع ثقافي واعٍ ومتطور، حيث يمكن للمواطنين الاستفادة من جميع الفعاليات والفرص التثقيفية والترفيهية التي تقدمها هذه البنية الحديثة. وتعتبر بيوت الثقافة في المملكة مراكز حضارية تهدف إلى تعزيز الثقافة والفنون والتراث في المجتمع، وتقدم هذه البيوت مجموعة متنوعة من البرامج والفعاليات التي تشمل ورش العمل، والمعارض الفنية، والعروض المسرحية، وورش القراءة، والمحاضرات التثقيفية. تعتبر بيوت الثقافة مكانًا للتعلم والتفاعل الثقافي بين أفراد المجتمع، وتسهم في نشر الوعي الثقافي والفني بشكل شامل. وتضم بيوت الثقافة في المملكة مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تهدف إلى تعزيز الثقافة والفنون في المجتمع. تشمل الأنشطة التي تُقدم عادة في بيوت الثقافة ورش العمل في مجالات مختلفة مثل: الرسم والخط العربي والتصوير الفوتوغرافي، كما تُقدم بيوت الثقافة معارض فنية للفنانين المحليين والدوليين، وعروضاً مسرحية وموسيقية، بالإضافة إلى جلسات قراءة ومحاضرات تثقيفية في مجالات مختلفة، تهدف إلى تعزيز التفاعل الثقافي والفني بين أفراد المجتمع ونشر الوعي الثقافي. وكان وزير الثقافة سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان قد أطلق منتصف يونيو 2020 مبادرة لتطوير المكتبات العامة في المملكة، وتحويلها إلى منصاتٍ ثقافية بمفهوم اجتماعي شامل وحديث، تلتقي فيه أنماط الإبداع الثقافي كافة، ويجد فيه الأفراد من مختلف شرائح المجتمع ما يمنحهم المعرفة والمشاركة والتفاعل. وجاءت المبادرة بعد دراسة ميدانية أجرتها الهيئة لواقع تلك المكتبات في السعودية، ووضعت استناداً عليها خطة تطوير تمتد حتى عام 2030 تستهدف خلالها إنشاء 153 مكتبة عامة بجميع المناطق، وتعتمد جميعها على مفهوم البيوت الثقافية، الذي يوائم بين الأدوار المعرفية للمكتبات والثقافية لهذه البيوت. تقرير بيوت الثقافة