أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على والدة الأمير فهد بن عبدالله بن عبدالمحسن    الصين تدعو مواطنيها في كوريا الجنوبية إلى توخي "الحذر"    عبدالعزيز بن سلمان: السعودية الدولة الوحيدة التي تحقق عائدات مالية من تحول الطاقة    الجبير يلتقي نائب وزير خارجية إيطاليا    مدرب ليفربول: لن نتعجل عودة أليسون من الإصابة    مستشفى الرعاية المديدة بالرياض يعزز تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في بيئة العمل    فرع الإفتاء بمنطقة جازان يطلق مبادرة اللحمة الوطنية"    صدور موافقة خادم الحرمين على منح وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة ل 72 مواطنًا ومواطنة لتبرعهم بأحد أعضائهم الرئيسة    إطلاق خدمة الامتثال بالتأمين الصحي للمنشآت في المملكة    جمعية أصدقاء البيئة تشارك في مؤتمر الأطراف COP16 بالرياض    تحول سوق العمل السعودي.. إنجازات تاريخية وتمكين المرأة في ظل رؤية 2030    التحالف ينفي تصريحات ومزاعم القيادي الحوثي حول جثمان شقيقه    مدير تعليم الطائف التطوع قيمة إسلامية ومطلب مجتمعي    الشورى يقر دراسة إعادة جدولة القروض العقارية للمتقاعد وفقاً لراتبه    نائب أمير مكة يشهد توقيع مذكرة تعاون بين الإمارة وجامعة الطائف    إسرائيل تحذر: لن نميّز بين لبنان وحزب الله حال انهيار الهدنة    قطاع ومستشفى تنومة يُفعّل"اليوم العالمي للسكري"    المملكة نموذج عالمي للإصلاحات.. اتفاقية استراتيجية مع البنك الدولي لإنشاء مركز عالمي للمعرفة    تشكيل الهلال المتوقع ضد الغرافة    الإتحاد يعلن تطورات إصابات هوساوي وبيرجوين    «التجارة»: السجن والتشهير بمواطن ومقيم ارتكبا جريمة التستر في المقاولات    الهيئة الملكية لمحافظة العُلا تعلن زراعة 500 ألف شجرة وشجيرة    مجمع إرادة بالرياض: المضادات الحيوية لها تأثيرات نفسية تصل إلى الذهان    الصندوق العقاري يمنح مستفيدي الإقراض المباشر قبل عام 2017 خصمًا يصل %24 في حالة السداد المبكر    مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف يستقبل طلاب البحرين    المياه الوطنية: إغلاق جزئي لشارع 18 بحيّي القزاز والعدامة لتنفيذ مشروع تحسين جودة مياه الشرب بالدمام    مذكرة تفاهم بين هيئة الصحفيين بمكة وجامعة جدة وكلية جدة العالمية للتدريب والتطوير    أكثر من 60 مفكرًا يشاركون في مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة الخميس المقبل    هلال جمادى الآخرة يُزين سماء الوطن العربي اليوم    سفير قطر بالمملكة: التأييد الدولي التاريخي لملف استضافة المملكة لمونديال 2034 يؤكد مكانتها المرموقة    إصابة خمسة فلسطينيين في قصف إسرائيلي على مدينة دير البلح    الكلية التقنية تكرم فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف بجازان    أمير القصيم يتفقد محافظة النبهانية ويناقش احتياجاتها مع الأهالي والمسؤولين    أمير القصيم يكرم عددًا من رجال الأمن المتميزين في شرطة محافظة النبهانية    «إكس» تميز الحسابات الساخرة بملصق خاص    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ونيابة عنه.. نائب أمير مكة المكرمة يرعى الملتقى العلمي لأبحاث الحج والعمرة    يجمع بين رواد الحِرف اليدوية من مختلف الدول.. «بنان».. تعزيز التفاهم الثقافي بين الشعوب    أهمية الداش كام وكاميرات المراقبة المنزلية    تطبيقات توصيل الركاب ما تزال غير آمنة    مبادرات إنسانية    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 27 إلى لبنان    ازدواجية العدالة.. وديون الليث والوحدة    وزير الدفاع يستعرض مع منسق الأمن القومي السنغافوري التعاون المشترك    ولي العهد والرئيس الفرنسي يشهدان مراسم توقيع مذكرة تفاهم بشأن تشكيل مجلس الشراكة الاستراتيجي بين حكومتي المملكة وفرنسا    روسيا: الدولار يفقد جاذبيته عملةً احتياطيةً    تعليم سراة عبيدة يحتفي باليوم العالمي للطفل    البشر القدماء يمتلكون رؤوسا كبيرة    تامر يكشف سراً مع أليسا عمره 12 عاماً    أطباء في جدة يناقشون أسباب إصابة 17.9 % من البالغين بالسكر    لا تنحرج: تجاهلُها قد توصلك للموت    5 أغذية تصيبك بالكسل    أدب القطار    تأرجح مفهوم النخبة    محمد بن عبدالرحمن يلتقي مسؤولي "مكنون"    بيولي يُبرر خسارة النصر أمام السد    وزير الدفاع يبحث مع الوزير المنسق للأمن القومي السنغافوري الأوضاع الإقليمية والدولية    رحم الله الشيخ دخيل الله    الشؤون الإسلامية تواصل تنفذ جولاتها الرقابية على الجوامع والمساجد بأبي عريش وفيفا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وقفات مع الهجرة النبوية
نشر في الرياض يوم 15 - 07 - 2024

في بداية العام الهجري الجديد نستذكر حدثا عظيما غيَّر مجرى التاريخ، وحملت في طيَّاته معاني التضحية، والصبر والنصر، والتوكُّل على الله، وجعلها الله طريقًا للنصر والعزة، ورفع راية الإسلام، وهذا الحدث ساهم إلى انتقال الأمة الإسلامية من مرحلة الاضطهاد والضعف إلى مرحلة المنعة والقوة والأمن، ألا وهي الهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة.
وقد حملت هذه الهجرة النبوية العظيمة معاني سامية ودروسا مستفادة منها الإشارة إلى عظم حق حب الوطن والتعلق به، والدفاع عنه، فهذا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلَّم- يضطرُّ إلى مغادرة بلده مكة الذي وُلِد فيه وترعرع، وترك أقرباءه وعشيرته، فقال وهو يغادرها بِنَبْرة من الحزنِ: (واللهِ إنَّك لَخيْر أرْض الله، وأحبُّ أرْض الله إلى الله، ولوْلا أنِّي أُخْرِجْت منْك ما خرجْتُ)»الترمذي».
وقد حاول المشركون تدبير المكيدة لاغتيال وقتل رسول الله عليه الصلاة والسلام ولكن الله سبحانه فضح أمرهم وأفشل مخططهم وأنجى نبيه عليه الصلاة والسلام منهم منتصراً كما قال الله عز وجل: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ). وجاءت الهجرة النبوية بالإشارة أيضاً إلى وجوب التوكل على الله بعد فعل الأسباب جميعها فمَنِ الذي منع المشركين من أن يَعْثروا على النبِيِّ -صلى الله عليه وسلَّم- وصاحبه، وقد وقَفوا على شفير الغار، حتَّى قال أبو بكر: «لو أنَّ أحدهم نظر تَحْت قدمَيْه لأبصرنا»؟ إنه الله؛ ولذلك كان جواب الرسول - صلى الله عليه وسلَّم: (ما ظَنُّك يا أبا بكر باثْنَيْن اللهُ ثالثُهما؟) البخاري. وقال الله تعالى (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) إن الأخوة الإيمانية القائمة على أساس العقيدة الصافية سبب في بناء المجتمع وتحصينه من الآفات والتصدع، ويتجلى ذلك من الهجرة النبوية بعقد الإخاء الذي جمع المهاجرين والأنصار قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). وقد دلت الهجرة النبوية على فضل المسجد ودوره في التربية والتعليم، وتوحيد الكلمة، ورص الصف، ويتجلى ذلك في أن أول عمل قام به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد دخوله المدينة المنورة بناء المسجد، ومشاركة الصحابة رضوان الله عليهم في البناء، وقد مدح الله أهل الإيمان أنهم يسبحون الله ويكبرونه فقال: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ). وفي الهجرة النبوية ظهرت مكانة أبي بكر الصديق صاحب رسول الله في الهجرة، بقوله تعالى: (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا)، فهو قرآن يتلى يثبت الصُّحبة للصِّديق ويظهر فضله من كلام الله تعالى إلى يوم القيامة. ولا يمكن أن ننسى الدور البطولي التي قامت به أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما التي وقفت مع زوجها رسول الله وأبيها، وأختها أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، التي ساهمت في تموين الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار بالزاد والماء والغذاء وذلك حينما شقَّت أسماء رضي الله عنها نطاقها وهو اللباس الذي كانت تختمر به، شقَّته نصفين لوضع الطعام والزاد فيه؛ فسمِّيت من يومها (بذات النطاقين).
هذه بعض الدروس المستفادة من الهجرة النبوية علينا أن نتأملها ونتدبرها، ونتخذها طريقاً ونبراسا نستضيء به في حياتنا وأعمالنا، وأن نعلم أولادنا وبناتنا تلك المعاني السامية والأخلاق الفاضلة ونغرسها في نفوسهم حتى ينشؤوا على الفضائل، ويتربوا على الشمائل ليكونوا أداة صالحة في خدمة مجتمعهم ووطنهم الغالي ودينهم. نسأل الله عز وجل بأن يجعله عام خير للمسلمين عامة، وعام خير ونماء واستقرار وأمن وأمان وقوة وعزة لبلادنا الغالية خاصة في ظل قيادتها الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.