"في هذه الفترة التي يشعر فيها العالم بالقلق على أمن الإمدادات الطاقة، أود أن أؤكد لكم، يا فخامة الرئيس، أن بإمكان كوريا الجنوبية الاعتماد على المملكة دائمًا في مواجهة ما قد تشهده الأسواق الطاقة العالمية من اضطرابات" .. تعكس تلك الكلمات التي وجهها معالي وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح إلى رئيس جمهورية كوريا الجنوبية مون جاي إن، عام 2019م الأهمية الكبرى التي تمثلها مصفاة "إس-أويل" "S-Oil" لحاضر ومستقبل العلاقات الاقتصادية بين المملكة وكوريا، فضلاً عن أهميتها البالغة لقطاع البترول، والطاقة والبتروكيماويات. في عام 2019م جرى الاحتفال بتوسعة مصفاة "إس-أويل" التابعة لشركة أرامكو في العاصمة الكورية "سيول" بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد حفظه الله، ورئيس جمهورية كوريا الجنوبية مون جاي، وخلال الاحتفال قال رئيس شركة أرامكو المهندس أمين الناصر إن شركة S-Oil تضطلع بدور حيوي في توفير الطاقة اللازمة للنمو في كوريا، مشيراً إلى أن أهمية منتجات S-Oil تبرز في مساندة كبرى الصناعات والشركات الكورية التي تستخدم منتجاتها العالمية في الحياة اليومية، وتُصنَّف ضمن الأفضل على مستوى العالم، من حيث التقنية، والابتكار، والجودة. وجاء ذلك في إطار رؤية المملكة 2030، القائمة على بناء وتعزيز وتطوير شراكات استراتيجية مع دول العالم ذات الثقل الاقتصادي والعلمي والتقني والصناعي، ومنها جمهورية كوريا الجنوبية . وتُعد مصفاة "إس-أويل" ثالث أكبر مصافي نفط كوريا الجنوبية التي تملكها شركة أرامكو"، وتعتمد في تكريرها بصفة أساسية على البترول السعودي، وتبلغ طاقتها الإنتاجية 670 ألف برميل يومياً، حسبما أوضح مدير مصفاة أرامكو بالرياض سابقاً م. عبدالرحمن بن عبدالعزيز الفاضل. وأطلقت المصفاة اسم وزير البترول السعودي السابق المهندس علي النعيمي؛ على أهم شارع فيها، تكريماً له على جهوده في تأسيس الشراكة بين "إس-أويل" و"أرامكو". مدير مصفاة أرامكو بالرياض سابقاً: أحببت هذه المصفاة جداً ويتذكر م . عبد الرحمن الفاضل ذكرياته حول تلك المصفاة فيقول: في شهر يناير عام 2018 م سَعِدتُ بزيارة لمصفاة إس أويل في كوريا الجنوبية (تقع في مدينة أُولسان)، وشَمِلَ برنامج الزيارة عرض نبذة عن المصفاة وإنجازاتها، وزيارة ميدانية لها، ولغرفة التحكم. وأثناء زيارة غرفة التحكم ذكر لي فريق العمل في المصفاة أنَّ 50 ألف برميل من اللقيم للمصفاة وهو من نوع النفط العربي الممتاز (ASL) والذي يتم إنتاجه في مدينة الحوطة، وطلب مني فريق المصفاة النظر في مكانية زيادة إمدادهم بكمية أكبر من هذا النفط بسبب جودته (خفيف جداً ونسبة الكبريت فيه قليلة). ويقول الفاضل : للمعلومية لا يُنتج هذا النوع من النفط إلا في مدينة الحوطة، بطاقة إنتاجية تبلغ 200 ألف برميل يومياً يتم تصديرها كالتالي: 150 ألف لليابان، و50 ألف لكوريا. ويكمل الفاضل : أحببت هذه المصفاة جداً عندما توقفنا خلال الجولة في شارع بوسط المصفاة تم تسميته شارع علي إبراهيم النعيمي (معالي وزير النفط والثروة المعدنية السعودي آن ذاك)، كما تم تعليق صور للرؤساء التنفيذيين السعوديين الذين تعاقبوا على رئاسة المصفاة في مبنى الإدارة الرئيسي، ومنهم: م . احمد الأرنأوط و م. سمير الطبيِّب، وم. أحمد السبيعي، وم. ناصر المهاشير. ويوضح الفاضل أن أفضل انواع النفط السعودي (كما يُعتَبر من أفضل انواع النفط عالمياً) يتم إنتاجه في مدينة الحوطة (160 كم جنوبالرياض). ويطلق عليه اسم النفط العربي الممتاز (ASL)، مشيراً إلى أن أرامكو السعودية تنتج خمسة أنواع من النفط الخام: العربي الثقيل، العربي المتوسط، العربي الخفيف، العربي الخفيف جدًا، والعربي الممتاز. المصفاة شاهد على نجاح جامعة الملك فهد للبترول والمعادن: ومن اللافت في المصفاة أنها تسجل ضمنياً شهادة نجاح لواحدة من كبرى الجامعات السعودية، وهي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، حيث اعتمدت توسعة المصفاة في عملها على عدة تقنيات من بينها تقنية ( HS-FCC ) المبتكرة التي تم تطويرها في الجامعة، وترخيص براءة اختراعها للشركة الكورية . وقد تم ترخيص التقنية الجديدة لتكسير وإنتاج النفط الثقيل لتكون بذلك أول تقنية سعودية تغزو الأسواق العالمية، بعد تجاوزها مراحل التسجيل كبراءة اختراع، ثم الترخيص التجاري والنمذجة على مستوى صناعي ليتم استخدامها في بناء معمل تكرير ضخم، حيث نفذت الجامعة بحثاً علمياً وحصلت على براءة اختراع وقامت بتطوير التقنية على مدى (20) عاماً، وكانت البداية في مختبرات الجامعة.