بات الفرق واضحاً اليوم بين الأندية التي شملتها المرحلة الأولى من مشروع تخصيص الأندية والأندية التي ما زالت تحت مظلة وزارة الرياضة، وهذه الفروقات التي تتسع يوماً بعد آخر أصبحت ملحوظة بشكل كبير على كافة النواحي سواء المالية أو التعاقدية أو حتى على مستوى تجهيز المنشآت والطواقم الإدارية الخبيرة والفنية الكبيرة. وقبل أن نعرج على أندية صندوق الاستثمارات العامة، من الملفت ما تقوم به الأندية التي استحوذت عليها الشركات والقطاعات مثل القادسية المملوك لأمبراطور النفط أرامكو أو نيوم لشركة نيوم بمدينة تبوك، بالإضافة إلى نادي العلا المملوك للهيئة الملكية بمحافظة العلا، وأخيراً نادي الدرعية المملوك من قبل هيئة تطوير بوابة الدرعية. التطور في هذه الأندية سريع جداً على مستوى المباني ومنهم من يرمم ويشيد مبناه وآخر يبني مقر جديد له كما يفعل نادي الدرعية، بينما تنوعت خبرات مجالس إدارات هذه الأندية بين أعلى الكفاءات الإدارية التي ترتبط بشكل مباشر بمالك النادي، حيث نجد مجلس إدارة كل نادٍ ينبثق من مسؤولي المالك وهذا ما جعل الأندية محط اهتمام ورعاية الملاك الذين تفاعلوا بشكل كبير مع مشروع تخصيص الأندية الرياضية الذي أطلقه ويرعاه صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز عراب الازدهار في القطاع الرياضي والقطاعات الأخرى. ومما يلفت الانتباه أن هذه الأندية باتت لديها قوة مالية كبيرة أعطتها مجالاً واسعاً في سوق الانتقالات، حيث تسيد نادي القادسية سوق التعاقدات حتى الآن بصفقات قوية وصلت إلى أبطال أوروبا والعالم ريال مدريد الإسباني، حيث استقطب القادسية مدافع الفريق وقائده في دوري أبطال أوروبا في نسختها الأخيرة ناتشو فرنانديز الذي قاد دفاع "الريال" طوال الموسم الماضي، علاوة على حارس منتخب بلجيكا في اليورو الحالي كوين كاستيلز الذي يذود عن مرمى فلفسبورغ الألماني منذ عدة سنوات. أما نادي نيوم الصاعد حديثاً من دوري الدرجة الثانية إلى دوري يلو للمحترفين فلا يقل عن القادسية في قوة الأسماء بعد تعاقده مع مهاجم الاتحاد الهداف رومارينهو واللاعب الدولي السعودي المتألف عباس الحسن قادماً من دائرة منتصف ميدان فريق الفتح وحارس الشباب السابق مصطفى ملائكه والصفقات مستمرة. ويجري العلا والدرعية مفاوضات عدة مع لاعبين بارزين في دوري روشن للمحترفين، وهذه التحركات لم تكن في الحسبان ولم يتوقعها عشاق الفريقين قبل التخصيص الذي جعلهما في مصاف الأندية القوية مالية والمرغوبة أيضاً. المجال أصبح أوسع بعد إعلان مجلس الوزراء عن الموافقة على تخصيص 14 ناديا ضمن المرحلة الثانية من المسار الثاني مما سينقل هذه الأندية من وضعها الحالي إلى أوضاع أفضل وأكثر تقدماً، وسيستمر التقدم الرياضي لكرة قدم الوطن يوماً بعد آخر وسط هذا المشروع الرياضي الكبير والتاريخي، الذي يقوده الأمير سمو ولي العهد.