تتقلب أوراق التقويم اليومي ورقة تلو أخرى، توالياً مع مرور الأيام، فما نلبث أن يبتسم لنا أول يوم في العام الجديد حتى نقف وملامح الدهشة تعلو محيانا أمام اليوم الأخير منه. بين إنجازات وإخفاقات ومنعطفات، وما زلنا نستمتع بالسير في مناكبها وها نحن نبسط أيدي الحب والترحيب للعام الهجري الجديد 1446 الذي حل علينا بأمل يملأ ما بين الأرض والسماء لحياة تشع بالسلام. ولعل هذه المواقيت الزمنية الربانية ما زالت تعلمنا منهجاً مميزاً في أهمية تجديد العزم نحو إدارة التغيير وإدراك مبدأ (لكل نهاية بداية) تشمل بذلك كل جوانب الحياة. وأن ننفض غبار ما حل من الماضي، حاملين ألذ الزاد من الدروس والعبر واضعين نصب أعيننا أهمية التجلي أمام مرآة الحقيقة بحذق الماهرين في رسم التطلعات متحدين بذلك طوفان المقاومة لمنطقة الراحة الخاصة بكل منا. وأن ندير عجلة التوازن بتحقيق كافة الأهداف بل تجديدها تبعاً للمتغيرات الزمنية دون تراخٍ ترائياً للوصول إلى ذلك العرش السلطاني. مدركين أهمية سر المفاوضة مع عشاق الرتابة لنقلهم معنا في رحلة التغيير الممتعة، وبث روح الأقدام في نفوس المتشككين في نجاح الخطوة المقبلة. تتضمن هذه الخارطة بناء الأهداف قريبة المدى وبعيدة المدى فيما يتعلق بالجانب الصحي للجسد وإعطائه حقه العادل من الغذاء الصحي والنوم نسير قليلاً إلى الجانب العبادي ومعالجة جوانب التقصير بالتزود في الطاعات (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) نكمل العزم نحو الجانب الاجتماعي وتعزيز ربط الوصال دون الالتفات إلى هفوات الأحبة وتزهر الأغصان بقوة جذور الترابط الأسري فلم تعد المسؤولية على الوالدين بل ينبغي أن يعي كل فرد من أفراد الأسرة القيمة الثمينة للعائلة، أخيراً إلى الجوهرة الداخلية التي تحملها نفسك الطيبة واعياً بأهمية العناية المتكاملة لها دون أن تهوي بها في مسالك المحبطين بل تشرق مع كل صباح كالشمس في جمالها. وأخيراً أمامك 365 يوماً لتصنع نسختك الجديدة.