لمع اسم سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، منذ عام 2015م، على الساحات، المحلية والإقليمية والدولية، كيف لا وهو خريج مدرسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله وحفظه-، وتتلمذ على يديه منذ نشأته، ليقود وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين مشروع تحديث الدولة السعودية بكافة قطاعاتها، وعلى كافة المستويات، ويبدأ برؤية 2030 التي أصبحت نموذجاً تتبعه العديد من الدول، وتتحدث عنه الأوساط السياسية والاقتصادية والإعلامية، كنموذج للتطوير والتحديث للدول والمؤسسات الدولية، لقد انطلق سموه في سباقٍ مع الزمن لتحديث مفاصل الدولة السعودية وإعادة رسم خارطتها الاجتماعية والثقافية والسياسية، لصناعة المستقبل السعودي المشرق، متسلحاً بالإيمان والإرادة واليقين والآمال والطموحات، وليكون الملهم ليس فقط للشعب السعودي، بل للشعوب الطامحة للوصول لمستقبل أكثر إشراقاً واستقراراً، لتصبح المملكة العربية السعودية رقماً لا يمكن تجاوزه في كافة المعادلات الإقليمية والدولية. لقد ارتكزت التحولات الكبرى، والتغييرات الجوهرية، والمبادرات التي أطلقها على رؤية 2030، فلقد أنقذ بفضل الله تعالى البلاد من شرور الإرهاب والتطرف والعنف، وخلَّص المجتمع السعودي من الأفكار الضالة والتيارات المنحرفة والجماعات الإرهابية والنزعات المتطرفة، وغرس الحب والتسامح وقبول الآخر والبعد عن الطائفية والفئوية والعنصرية، ونزع فتيل التعصب الديني، ليفك طوق التطرف الذي كان يحاصر حياتنا الاجتماعية، ويُسمِّم علاقاتنا ببعض. ويلغي خطابات الكراهية والعنف والتشدد السائدة لتحل محلها خطابات التسامح والمحبة بين الجميع، لقد تعلَّمنا من سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان لغة الحب والخير، والتسامح والتعاون، وحب الوطن والفضائل الطيبة، والمناقب الحميدة، والعمل الدؤوب الجاد، والنشاط، والحيوية، والعطاء المستمر، فهيَّأ الدرب ومهَّد الطريق للتحديث والبناء والتجديد، حتى أصبحت المملكة العربية السعودية اليوم، آمنةً من كل الأفكار الضالة والمنحرفة والمتطرفة، حيث، كرَّس القيم الوطنية والاجتماعية التي تُبرز السمات الحقيقية للسعوديين من حيث التسامح والانفتاح على العالم، والقيم النبيلة والعادات الطيِّبة والأخلاق الحميدة، وأصبحت المملكة اليوم مقصداً للسائحين، ومنارةً للزائرين، فالكل ينظر بإعجاب لما حصل ويحصل في المملكة العربية السعودية، ويتحدث عنها وراغبا في زيارتها، كيف لا وهي أرض الحرمين الشريفين، ومملكة الإنسانية، وأرض الخير والعطاء ووطن الجميع، الأرض التي ترحّب بالسياح والضيوف والزوار من كل دول العالم، في جميع المواسم والمناسبات، الدينية، والسياحية، والترفيهية، وذلك بفضل ما تملكه من إرثٍ حضاري، مما جعلها محط أنظار العالم، وإعجابه، فقد فازت بتنظيم أكسبو (2030مExpo2030)، وكذلك استضافة تنظيم كأس العالم ( 2034م )، لم يأتِ من فراغ، فقد كان لتوجيهات سموه الكريم الأثر الكبير في كل ما نراه من تنظيم الفعاليات والبطولات والمواسم، في مجالات الرياضة والترفيه والاقتصاد والمالية والطب والعقار، وغيرها من المجالات الأخرى، إلى المؤتمرات العالمية والمنتديات الدولية وتنظيم الاحتفالات والمعارض، لتتحول المملكة وكما ذكرت العديد من وسائل الإعلام الدولية إلى ورشة عمل لا تهدأ ليلاً أو نهاراً. لقد جعل سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان -سدَّد الله خطاه- السعوديين كتلة واحدة، وشكَّل منهم جبهة وطنية داخلية صلبة، من خلال رهانه على أبناء وطنه، وفي كل مرة يتحدث عن المملكة يُثني فيها على المواطن السعودي، مُبدياً اعتزازه به، فالجميع في عينيه سواسية، وعلى قلب إنسان واحد، يحملون ذات الروح السعودية، والعقلية المتميزة، والهمة العالية، والمنطلقات الوطنية المشتركة، وذابت بينهم الفوارق والاختلافات على اختلاف عاداتهم وتقاليدهم ومناطقهم، فكلهم سعوديون، يحملون ذات الحماس الوطني، والحميَّة المشتركة على الوطن، ولقد عبَّر سموه ذات يوم عن أبناء الشعب السعودي بالقول «إنه يعيش بين شعب جبار وعظيم، وأن همة السعوديين كهمة جبل طويق لن تنكسر». أما في الشأن السياسي، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، فقد أصبحت المملكة العربية السعودية وجهة لملوك ورؤساء العالم بحثاً عن حلول لأزمات إقليمية أو دولية، أو بحثاً عن فرص استثمارية معها، فقد قام سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان بلم الشمل العربي في القمة العربية في جدة، حيث حضرت جميع الدول العربية وبدون استثناء، سعيا منه في توحيد الصف العربي لمواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة، وإيمانا منه بأن لن تكون هناك تنمية مستدامة والدول العربية تسودها الفرقة والمشكلات، ولذلك كانت قمة جدة انطلاقة للعمل العربي المشترك، وتبعتها القمة العربية الإسلامية الاستثنائية في الرياض لمواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة، وقادت المملكة الدول العربية لمواجهة هذا العدوان ووقفت حاجزاً منيعا أمام المشاريع الإسرائيلية في فلسطين، لتمنع التهجير القسري للفلسطينيين من غزة وغيرها، وذلك بجهودها الدبلوماسية الدولية والتي أثمرت في اعتراف العديد من دول العالم بالدولة الفلسطينية، وعلينا أن نذكر مقولة سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان «أطمح بأن تكون منطقة الشرق الأوسط أوروبا الجديدة». كما قامت المملكة وخلال العامين الماضيين باستضافة قمتين رئيستين الأميركية في جدة والصينية في الرياض إضافة إلى زيارات الرئيس الروسي والفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني وغيرهم من مسؤولي العالم. إن هذا القائد الاستثنائي في تاريخ بلادنا، الذي استند أولاً إلى مدرسة سلمان بن عبدالعزيز، وإلى الحكمة والبصيرة، ويسير بخطى واثقة، يستحق منَّا الشكر والثناء والتقدير، فشكراً سمو الأمير لقد أعدت لحياتنا رونقها وغرست البهجة في صحرائنا العطشى، وسقيت رمال وطننا الطاهر بماء الحياة والحب والأمل، فيحق لنا الاعتزاز بك والافتخار باسمك، فلن نوفيك حقَّك مهما فعلنا وكتبنا وتحدثنا.