يعد اختيار نائب الرئيس الأميركي من قبل مرشح الانتخابات الرئاسية الأميركية محطة مهمة، ويلعب دورًا مؤثرًا من حيث زيادة حظوظ المرشح للفوز بالبيت الأبيض. وفي هذا السياق ذكرت تقارير صحفية متعددة بأن اختيار حاكم ولاية ألاسكا ساره بالين لمنصب نائب الرئيس من قبل المرشح الجمهوري والسياسي المخضرم جون ماكين خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2008 كان سببًا جوهريًا في خسارة الانتخابات من قبل ماكين لصالح باراك أوباما، هذا الرجل الذي لم يكن يملك نصف شعبية جون ماكين وخبرته في المجال السياسي. على النقيض في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016 والتي فاز بها المرشح غير المعروف داخل المشهد السياسي-دونالد ترمب- كان اختيار السياسي المخضرم حاكم ولاية إنديانا مايك بنس نقطة تحول في حظوظ ترمب، وأسهم في نهاية المطاف في إيصال المرشح الجمهوري إلى البيت الأبيض. في الانتخابات الرئاسية الأميركية الحالية تتوجه أنظار الناخبين إلى منصب نائب الرئيس من جديد، وقد كثرت التكهنات بهذا الشأن بعد أن فقد المحافظون داخل الحزب الجمهوري الأمل في عودة نائب الرئيس السابق مايك بنس الذي خذل ترمب خلال معاركه القضائية، خصوصًا المتعلقة بأحداث السادس من يناير مما صنع فجوة كبيرة بينه وبين الرئيس السابق، ما حرم محبي مايك بنس من عودته إلى جانب ترمب في انتخابات 2024. خلال الأيام القليلة الماضية قلص المرشح الجمهوري دونالد ترمب قائمة المرشحين لمنصب نائب الرئيس بعد أن أصبح تاريخ الانتخابات الرئاسية على الأبواب، وقد ذكرت تقارير صحافية بأن حملة ترمب الانتخابية بدأت في طلب معلومات عن عدد من المرشحين المحتملين لمنصب نائب الرئيس، وأرسلت أوراق فحص طبي إلى عدد منهم، وهي قائمة قصيرة جدًا، وفقًا لمصادر مطلعة على هذا الجهد. وفي هذا المقام ذكرت المؤسسة الإخبارية شبكة إن بي سي نيوز أن السيناتور ماركو روبيو (جمهوري عن فلوريدا)، وتيم سكوت (جمهوري عن ولاية ساوث كارولينا)، وجي دي فانس (جمهوري عن ولاية أوهايو) من أفضل أربعة مرشحين محتملين لهذا المنصب. كذلك أكدت شبكة إن بي سي نيوز أن الحاكم دوغ بورغوم (جمهوري من ولاية إنديانا) ضمن القائمة القصيرة وهو من بين أولئك الأكثر حظًا لهذا المنصب، وقد ظهر بورغوم مع الرئيس السابق في فعاليات الحملة الانتخابية إلى جانب محاكمته المتعلقة بأموال الصمت في نيويورك. اختيار نائب الرئيس الأميركي سيظل موضع جدل حتى يعلن الرئيس ترمب بشكل رسمي عن قراره، وفي هذا الصدد قال المتحدث باسم حملة ترمب، بريان هيوز: "إن أي شخص يدعي أنه يعرف من أو متى سيختار ترمب نائبه يكذب، إلا إذا كان اسم الشخص دونالد جي ترمب، وحذر أيضًا من أن قائمة ترمب مائعة ومتطورة وأن القرار سيكون متروكًا له. ولكن هذا لا يعني أن المتابعين للمشهد لا يحق لهم أن يضعوا الاحتمالات بحسب معايير ومشاهدات تمكنهم من تقليص دائرة الاختيار بما فيهم محدثكم وبحسب تقديري الشخصي الأقرب إلى قلب ترمب يجب أن يكون إما بشكل رئيس صاحب خبرة في دائرة حاكم ولاية مثل الحاكم دوغ بورغوم أو شخص قادر على جذب الناخبين من الأقليات العرقية المؤثرة وبالأخص الناخبين اللاتينيين الذين يعشقون السيناتور ماركو روبيو.