انتهى موسم الحج ولله الحمد والمنة بنجاح منقطع النظير، وهو أمر ليس بمستغرب كون منظومة الحج التي هي من أكبر التجمعات البشرية العالمية وتتميز عنها أنها تجمعات ذات نمط معين، فجموع الحجيج المليونية تمارس ذات الشعائر في ذات الوقت في ذات المكان وهو ما يجعل من الأمر مختلفًا عن أي تجمعات أخرى، وهذا ما يجعلها أكثر صعوبة في التعامل خاصة إذا عرفنا أن سبعة وسبعين في المئة من جموع الحجيج من غير الناطقين بالعربية وهذا يجعل من التعامل أصعب لولا أن هناك من يتحدث بلغاتهم وهو ما يحدث فعلًا، فالخدمات التي يتم تقديمها خاصة الإرشادات تكون بعدة لغات ما يسهل التعامل معهم، هذا غيض من فيض، حيث استفاد أكثر من 126 ألف حاج من الخدمات الصحية المتنوعة، منذ اليوم الأول من شهر ذي القعدة حتى يوم عيد الأضحى المبارك، وطبعًا تلك الخدمات وغيرها تقدم بالمجان لكل ضيوف الرحمن، وبعد ذلك يأتي من يريد التشكيك في قدرات المملكة على خدمة الحجيج بمسرحية هزلية سامجة لا يصدق ماجاء فيها إلا حاقد موتور أعمى البصر والبصيرة يحاول محاولة يائسة أن يغطي شمس الحقيقة الساطعة بغربال مقطع الأجزاء، يحاولون وحاولوا قبلهم أن ينالوا من جهود المملكة غير العادية لرعاية الحجاج والمعتمرين والزوار التي قل مثيلها في العالم فخابوا وخاب مسعاهم، فالواقع ظاهر جلي شاهده العالم بأسره وشهد له أن المملكة تسخر كافة إمكانياتها سنويًا حتى يكون موسم الحج نموذجيًا بكل مافيه، وحتى يؤدي ضيوف الرحمن نسكهم آمنين مطمئنين لا تشوب حجهم شائبة. المولى عز وجل شرف بلادنا بأعظم شرف خدمة الحرمين الشريفين ورعاية قاصديهما، وهي تعتز أيما اعتزاز بذلك الشرف الذي لا يضاهيه شرف آخر، وتقوم بواجباتها تجاه حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين وزوار المسجد النبوي الشريف على أحسن مايكون دون أن تنتظر ثناء من أي كان.