عند الحديث عن العناية بالبشرة فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو الوجه بشكل عام، إلا أن هناك أجزاء أخرى من الجسم يمكن أن تظهر عليها علامات التقدم في العمر مع مرور الزمن لاسيما إذا لم تتوفر لها الحماية المناسبة والعناية اللازمة بالبشرة. ومن أكثر المناطق التي لا تحظى بالاهتمام المطلوب الرقبة والصدر. ومن الأهمية بمكان التمييز بين طرق العناية بالجلد في الرقبة والصدر ومدى اختلافها عن الوجه، ومن ذلك التعرف على العناصر والمكونات التي تستهدف كل منطقة وكيفية استخدامها بالشكل الصحيح للحصول على النتائج المثلى. الاختلافات الفسيولوجية للعين المجردة لا يظهر الجلد في الرقبة والصدر مختلفاً عن بشرة الوجه، ولكنه في الواقع يختلف تماماً. حيث يحتوي جلد الوجه على عدد أكبر من الغدد الدهنية التي ترطب البشرة طبيعياً وتوفر له الحماية. وتؤدي قلة الغدد الدهنية في الرقبة والصدر إلى انخفاض نسبة رطوبة الجلد في الصدر والرقبة وبالتالي ارتفاع نسبة التعرض للجفاف. كما يتميز جلد الرقبة والصدر بأنه أكثر رقة كما أنه يحتوي على طبقة ضئيلة من أنسجة الدهون الداعمة للأدمة والكثير من الأوعية الدموية. ومع تقدم العمر لا يحتفظ الجلد بالتدرج الطبيعي لتوزيع الكالسيوم في البشرة مما يؤدي إلى فقدان وظيفة الخلايا الكيراتينية ويجعل الأدمة رقيقة. وعلى الرغم من أن هذا هو الحال مع جلد الجسم بشكل عام إلا أن طبيعة الجلد الرقيق في الرقبة والصدر تزيد من سرعة ترهله وظهور التجاعيد. ومن المؤسف أن مجموعة من العوامل كالجلد الرقيق وزيادة الأوعية الدموية والجفاف وفقدان الكالسيوم يمكن أن تؤثر في مظهر الرقبة والصدر فتؤدي إلى زيادة الخطوط والتجاعيد وظهور بقع حمراء وتصبغات جلدية. العواقب عادة ما يتمتع الأشخاص الذين يترددون على عيادات الجلدية بقدر من الوعي والثقافة حول ضرورة استخدام منتجات العناية اليومية وواقي الشمس على الوجه، ومع ذلك فإن الكثير منهم يغفلون عن وضعها على منطقة الرقبة والصدر. وهي مناطق معرضة على نحو مستمر لأشعة الشمس الضارة تمامًا كالوجه، وبدون الحماية اللازمة من الأشعة فوق البنفسجية ومن العوامل البيئية فإن علامات التقدم بالسن تظهر عليها بوضوح. وتؤثر العديد من الممارسات اليومية على الجلد وتؤدي إلى تدهوره ومن ذلك الخروج في الهواء الطلق وإن كانت لفترات قصيرة لأن نتيجتها التراكمية تظهر مع الوقت. فقيادة السيارة على سبيل المثال من الأنشطة اليومية التي تتعرض خلالها الرقبة والصدر لأشعة الشمس المباشرة وحيث إنها أشعة قوية بما يكفي لاختراق الزجاج يصبح من المهم استخدام منتجات الوقاية واسعة الطيف على المناطق المكشوفة من الجسم. عندما يتعرض الجلد للأشعة فوق البنفسجية فإن خلايا الجلد تضطرب وتفقد توازنها وانتظامها فتتشكل الخطوط الدقيقة والتجاعيد. كما تساهم الأشعة فوق البنفسجية في زيادة نشاط الخلايا الصبغية وتوسع الشعيرات الدموية مما يؤدي إلى حدوث التصبغات الجلدية والأورام الوعائية. وفي حالة الرقبة والصدر يكون الجلد رقيقاً مما يجعل الأعراض الوعائية والتصبغات الجلدية أسهل حدوثاً مقارنة بالوجه. تلعب الأنزيمات المسؤولة عن انهيار نظام دعم الجلد Matrix metalloproteinases (MMPs) دورا في القضاء على جزيئات البروتين القديمة وغير الفعالة داخل الجلد. وتلاحظ السيدات اللواتي يستخدمن منتجات العناية بالبشرة أن البشرة المعالجة تصبح أكثر صحة ورطوبة وانسجاماً. وإذا تم إهمال العناية بالرقبة والصدر فإن التباين في شيخوخة الجلد يبدو واضحاً بين الوجه والرقبة والصدر. علامات الشيخوخة ويمكن أن تشمل علامات شيخوخة الجلد الترهل، والارتخاء، والخطوط الدقيقة والتجاعيد، وترقق الجلد، والجفاف، وفرط التصبغ. وكل هذه الأعراض يمكن أن تظهر على مناطق الجلد المكشوفة عادة ولكن هناك علامات مقتصرة على الرقبة والصدر. ويشار إلى إحداها باسم «قلادة» التجاعيد- وهي تجاعيد تظهر على شكل خطوط أفقية عبر العنق وتحدث بسبب التعرض لأشعة الشمس، انهيار خلايا الجلد المصفوفة، والجاذبية وفقدان مرونة الجلد. تبكل الجلد السيفاتي هو علامة أخرى تظهر على الرقبة والصدر. وهي حالة حميدة تحدث غالباً لدى النساء، في أعلى الصدر وجانبي الرقبة، ولكنها لا تؤثر في الحلق. وهذه الحالة مزيج معقد من فرط التصبغ وتمدد الأوعية الدموية، وتترك مظهراً مرقشاً على الجلد. ويعتقد أن سببها التعرض لتراكمات الأشعة فوق البنفسجية، وتتفاقم مع المكونات في مستحضرات التجميل والعطور، وعلى الرغم من أن الهرمونات قد تلعب دوراً في هذه الحالة. إلا أنها أكثر انتشاراً في الأفراد ذوي البشرة البيضاء، ومع ذلك يمكن أن تصيب أي شخص. إلى جانب ذلك، يعتبر من الشائع معها زيادة فرط التصبغ والأوعية الدموية المتوسعة من التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية. ومن الحالات الشائعة تشكل خطوطاً عمودية عميقة على الصدر عند السيدات اللاتي يفضلن النوم على الجانبين، مما يضغط على الجلد بين الثديين. ويمكن معالجة هذه الحالة بالعلاجات الموضعية لتحسين الكولاجين وتعزيزه إلا أن التحسن لن يتم بدون تعديل وضعيات النوم. يزداد مظهر الجلد الشفاف في الرقبة نظراً لكون الجلد رقيقاً كما يأخذ بالارتخاء نتيجة لانخفاض إنتاج الكولاجين والمرونة في نسيج الأدمة. الحلول والمكونات لم يفت الأوان أبداً على العناية بالبشرة حيث أحرزت الدراسات في مجال العناية بالبشرة تقدماً كبيراً من حيث المكونات الفعالة التي أظهرت نتائج مذهلة في علاج علامات شيخوخة الجلد في الرقبة والصدر. زيادة متانة الجلد ومرونته: خير طريقة للعناية بالجلد الرقيق في الرقبة والصدر هي باستخدام منتجات العناية بالبشرة الخاصة بهذه المناطق. حيث تحتوي على عناصر تمت دراستها على الأنسجة الضعيفة من الرقبة وتستهدف الترهلات الشائعة فيها وأظهرت فعاليتها في زيادة تماسك الجلد ومرونته مما يحسن أنسجة الجلد بشكل عام في منطقة الرقبة. إن الببتيدات مثل palmitoyl tripeptide-38 تعزز البروتينات في خلايا الجلد على وجه التحديد الكولاجين، وحمض الهيالورونيك. كما أن الريتينول هو أحد أكثر المكونات التي تمت دراستها في مجال العناية بالجلد، وهو يوفر مجموعة من المزايا للبشرة كتحفيز إنتاج الكولاجين ومرونة الجلد وقمع الأنزيمات MMP ويساهم في عملية استحداث الميلانين، فضلاً عن أنه مضاد للأكسدة ويزيد من سرعة دوران الخلية وتجددها وهي العملية التي تزداد بطئاً مع التقدم في السن مما يفقد البشرة نضارتها ويجعلها تبدو باهتة. معالجة فرط التصبغ واحمرار الجلد: كما ذكر سابقاً تشكل التصبغات الجلدية مصدراً للقلق في حال ظهورها في منطقة الرقبة والصدر. تحتوي المنتجات الموضعية على مكونات خاصة لمعالجة هذه المشكلة مثل الهيدروكينون، وخلاصة عرق السوس وحمض اللاكتيك والكوجيك وهي مكونات يمكن تحملها وتعطي نتائج مذهله. عنصر آخر فعال في علاج فرط التصبغ والاحمرار هو نياسيناميد niacinamide. وهو أحد أشكال فيتامين (ب) ويلعب دوراً في التفاعلات الكيميائية الحيوية والمتعددة داخل الجلد. وإلى جانب قدرته في التخلص من التصبغات وتبديد الاحمرار فإنه يعمل على التقليل من التفاعلات المؤدية إلى اصفرار الجلد مع تقدم العمر. علاجات إضافية يمكن أخذها في الاعتبار كما هو الحال في العناية ببشرة الوجه يمكن استخدام التقشير الكيميائي السطحي بشكل منتظم على بشرة الرقبة والصدر في سبيل الحصول على نتائج أفضل. ويوصي الأطباء باستخدام طبقات قليلة من المحلول المقشر عند معالجة جلد الرقبة والصدر نظرا لطبيعة الجلد الرقيق في هذه المناطق وتفادياً لحدوث أي نوع من التصبغات الناجمة عن الالتهابات المحتملة بعد التقشير أو غيرها من المضاعفات. ويساعد التقشير عادة في تجديد خلايا الجلد في الرقبة والصدر مما يجعل البشرة شابة وصحية. وقبل اتباع أي من العلاجات التي سبق ذكرها ينبغي الحرص على استخدام منتجات الوقاية من الشمس واسعة الطيف بشكل يومي. فهي حقيقة لا شك فيها أن تجنب الشمس وحماية المناطق المكشوفة من الجسم هي الطريقة الأفضل والأكثر فعالية في مكافحة مشاكل الجلد المرتبطة بالعمر. كما أن اختيار المكونات الخاصة بمعالجة الرقبة والصدر جنباً إلى جنب مع منتجات العناية بالبشرة التي تستهدف مشاكل الجلد الشائعة سيساعد في تحسين المظهر العام للرقبة والصدر.