يلاحظ العديد من المرضى الدور المهم الذي تلعبه العينان حيث تمثل منطقة العينين نقطة محورية في الوجه. هنالك العديد من الطرق التي يمكن استخدامها لتعزيز جمال العينين، بما في ذلك العلاجات الطبية، والاجراءات الجمالية والرعاية المنزلية. على مر التاريخ كانت الصورة المثالية للعين تتمثل في العيون اللوزية الشكل التي تمتاز بزاوية خارجية أعلى من زاويتها الداخلية بقليل. كما أن العينين تبدوان أكثر جاذبية عندما تكونان متطابقتين وواسعتي الحدقتين. وللأسف غالبا ما تكون العين هي المنطقة الأولى التي تظهر عليها علامات الشيخوخة وذلك بسبب الاختلاف في بنية الجلد المحيط بالعين. حيث يكون الجلد أرق بحوالي 0.5-1 ملم مقارنة بالمناطق أخرى من الوجه، مثل الذقن، والتي يبلغ فيها متوسط سمك الجلد 1.3 – 2.5 ملم. ولا يوفر الجلد الرقيق حول العين دعماً أقل فحسب بل أيضاً تظهر عليه عيوب البشرة بوضوح أكبر مثل الهالات السوداء والانتفاخ والخطوط الدقيقة والتجاعيد. ومع توفر الكم الهائل من المنتجات والعلاجات الخاصة بمنطقة العين أصبح من الصعب التعرف على الأنواع الفعالة منها. ومن المؤسف أن شركات التجميل والعناية بالبشرة تقدم منتجاتها من خلال دعايات واعدة بالتخلص من الهالات السوداء والانتفاخات حول العين دون النظر إلى العوامل المسببة لها. في حين أن الطريقة الأفضل لكسب الثقة واحترام المستهلك هي من خلال المصداقية في ترويج المنتجات. الوقاية يكمن السر في الحفاظ على شباب الوجه - تحديداً منطقة العين- في الوقاية بالمقام الأول. ومن المعروف أن الحماية المستمرة من أشعة الشمس واتباع نمط حياة صحي هي أفضل الطرق لتجنب شيخوخة الجلد قبل أوانها. ومع ذلك فإن الحديث عن الوقاية من أشعة الشمس لا يتناول في كثير من الأحيان منطقة العين. هناك العديد من المنتجات المتاحة للعيون لإصلاح الضرر، والحد من الهالات السوداء وتقليص الخطوط والتجاعيد، ولكنها نادرا ما تحتوي على عامل وقاية من الشمس. ويرجع السبب في الأرجح إلى أن الجلد حول العين يعتبر رقيقاً وأكثر عرضة للتهيج. إذا كنتِ لا تستخدمين منتجاً خاصاً لحماية منطقة العين فإن أحد الخيارات الجيدة هي استخدام منتج يحتوي على أكسيد الزنك. ويوصي الأطباء باستخدام النظارات الشمسية للحصول على الحماية المثلى من الأشعة فوق البنفسجية. ويتعين على من يعانون من حساسية العين لأشعة الشمس ارتداء النظارات الشمسية على أساس منتظم، وعادة ما يعكس ارتداؤها مظهراً شبابياً وجذاباً. ويمكن تفادي علامات الشيخوخة حول العينين باستخدام المنتجات الموضعية. إن طبيعة الجلد المحيط بالعين من حيث البنية والوظيفة يختلف عن بقية الجلد مما يوجب وجود منتجات خاصة للمنطقة حول العين. تحتوي منطقة العين على الحد الأدنى من الغدد الدهنية مقارنة ببشرة الوجه، ولذلك ينبغي ترطيبها موضعيا بكثرة للحفاظ عليها ناعمة ونضرة مما يساعد على الحد من علامات الشيخوخة. عند اختيار المنتجات الخاصة بحماية منطقة العين ينبغي البحث عن المواد المضادة للأكسدة، لأنها تعمل على حماية البشرة من حدوث المزيد من الضرر. ومن المكونات الشائعة والمهمة الشاي الأخضر وفيتامين C وفيتامين E كما ينصح باحتواء المنتج على حمض الهيالورونيك والسيراميد والببتيدات. الخطوط الدقيقة والتجاعيد ينصح بإضافة منتجات العناية بالبشرة الموضعية الخاصة بالتجاعيد والخطوط الدقيقة حول العين إلى نظام العناية ببشرتك. وغالبا ما يتم اختيار المنتجات التي تحتوي على الببتيدات التي توفر الحماية وتحفز إنتاج البروتينات المصفوفة والكولاجين ومرونة الجلد نظراً لنتائجها الملحوظة وقلة ما ينجم عنها من تهيجات جلدية. ومن المكونات الداخلة في منتجات العناية بالعين نيوروببتيد Neuropeptides لقدرتها مع مرور الوقت على إبطاء تقلص العضلات. لقد دخلت العناصر المرممة والمحفزة على النمو في تركيب الكثير من منتجات العناية بالجلد حول العين، ومنها عوامل حيوانية أو مركبّة تعمل على تحفيز البروتينات لزيادة سماكة الجلد وترميم الخلايا التالفة. وتتميز المنتجات الحديثة الخاصة بالجلد حول العين بأنها مكونة من مزيج من الببتيدات والعوامل المرممة ومضادات الأكسدة ليكمل كل منها الآخر. وينصح باستخدام منتجات التقشير مثل الرتينويدات للخطوط الدقيقة المحيطة بالعين لتحفيز الجلد على النمو وتجدد خلاياه. ومن المهم استخدام واقي الشمس أثناء معالجة البشرة بالرتينويدات كلما هممت بالخروج والتعرض لأشعة الشمس. ومع وجود تشكيلة واسعة من منتجات العناية بالجلد ينصح بالبحث والتأكد من جودة المنتج قبل شرائه، ويمكنك استشارة طبيب الجلدية حول المكونات الداخلة في المنتج ومدى فاعليتها. تساعد بعض الأجهزة في تقليل الخطوط والتجاعيد حول منطقة العين ومن ذلك الأجهزة التي تقوم على انبعاث الضوء light-emitting diode (LED) والتيار الدقيق microcurrent. ويعرف الأخير بقدرته على إعادة تدريب العضلات باستخدام حركات معينة مما يعمل على شدّ منطقة العين. أما أجهزة الضوء فتعمل بحركة دائرية محفزة تزيد من التمثيل الغذائي للخلايا بما في ذلك الخلايا الليفية مما يؤدي إلى نعومة الجلد. ولا تظهر نتائج هذه الأجهزة من جلسة واحدة كما أن العلاجات الترميمية الموضعية ضرورية وتعتبر مكملة للحفاظ على النتائج. يتم عادة توجيه الأشخاص الذين يعانون من خطوط أكثر وتجاعيد أعمق إلى زيارة عيادة الجلدية للحصول على علاجات أكثر فاعلية. ومن أكثر الأجهزة شيوعاً في علاج منطقة العين تلك التي تعمل بالترددات اللاسلكية وأشعة الموجات فوق الصوتية، وتعتمد هذه الطرق على الحرارة في شد البشرة مما يؤدي إلى انتاج الكولاجين. وهناك بعض الأدوية كالحقن بمادة Neurotoxins التي تعمل على تحسين التجاعيد والخطوط حول العين من خلال تعطيل تقلص العضلات لفترة مؤقتة، كما تعمل هذه المادة أيضاً على رفع الحاجب عن طريق حقنها في نقاط محددة على نهاية الحاجب الأمر الذي يجعل العين تبدو أوسع. وتختلف حالة كل شخص عن الآخر ولذلك تختلف النتائج تبعاً لكل حالة حيث يحصل البعض على نتائج جيدة من الحقن وحده بينما تستدعي بعض الحالات تلقي العلاج الطبي قبل الحقن. الهالات السوداء هي احدى المشاكل الشائعة حول منطقة العين. وتظهر لعدة أسباب منها فرط التصبغ وتجمع الأوعية الدموية والظل الواقع على المنطقة الغائرة تحت العين. ويرجع السبب في الهالات السوداء الناجمة عن فرط التصبغ في أغلب الأحيان إلى الجينات الوراثية خاصة في أنواع البشرة الداكنه. وتشمل الأسباب الأخرى لفرط التصبغ الالتهاب الناتج عن التعرض لأشعة الشمس وكذلك فرط التصبغ اللا التهابي الذي يمكن أن ينتج عن فرك العيون على نحو متكرر أو استخدام منتجات خشنة أو سحب المنطقة حول العين وجذبها بشكل مفرط. ويتم عادة معالجة الهالات السوداء الناجمة عن فرط التصبغ بمنتجات تحتوي على عناصر لتفتيح لون الجلد كخطوة أولى. ويساعد هذا في السيطرة على صبغة الميلانين وتحضير الجلد لتلقي علاجات أكثر قوة إذا دعت الحاجة. من المعروف أن التقشير الكيميائي يعمل على تفتيح البشرة حول العين ولكن يجب أن تتم المعالجة تحت إشراف الطبيب إذا تعلق الأمر بالجلد الواقع في محيط العين. وقد يوصي الطبيب باستخدام الليزر السطحي في إزالة التصبغات من الطبقات الخارجية للجلد. الهالات السوداء الناجمة عن الأوعية الدموية يمكن أن تنشأ عن عدد من الأسباب الكامنة. فقد يتسرب الدم من الشعيرات الدموية الصغيرة ويظهر التجمع الدموي المحتقن تحت الجلد باللون الأرجواني الداكن. ويمكن أن يحدث وراثياً أو لضعف الدورة الدموية أو قلة النوم أو بسبب الحساسية. ويمكن رؤية الشعيرات الدموية والتجمع الدموي بسهولة ووضوح في المنطقة المحيطة بالعين لكون الجلد رقيقاً في محيط العين. بالإضافة إلى أنه مع التقدم في العمر تفقد المنطقة الدهون التي طالما كانت تخفي ما تحتها من شعيرات دموية. عند الاشتباه بأن سبب الهالات السوداء هو التجمع الدموي فالمنتجات الغنية بفيتامين K ستساعد في تفكيك التجمعات الدموية الصغيرة ولا غرابة في ذلك لأن التسرب الدموي يشبه في الواقع الكدمات حيث يوصف فيتامين K في علاجها. كما أن الأغذية الغنية بفيتامين K مثل الخضراوات الورقية الخضراء تفيد في التخفيف من الهالات السوداء. يعمل فيتامين K طبيعياً على تقوية جدران الأوعية الدموية مما يمنع تسرب الدم ويقلل الالتهابات ويعزز الدورة الدموية على أكمل وجه. ويقوم فيتامين C أيضاً على تقوية جدران الأوعية الدموية بينما تساعد المنتجات التي تحتوي على الببتيدات والمكونات المرممة في تفتيح البشرة المحيطة بالعين من خلال بناء الجلد وزيادة سماكته. أحد أسباب الهالات السوداء غير الواضحة هو الظل الواقع في محيط العين بسبب عمق المنطقة حول العين، وأهم العوامل المؤدية لذلك فقدان طبقة الدهون خاصة تحت العين مع التقدم في العمر. يمكن التخفيف من عمق المنطقة عن طريق حقنها بمادة الفيلرز لتعبئتها ويتطلب هذا الإجراء مهارة في الأداء من قبل الطبيب المعالج. يعطي الفيلرز نتائج مؤقتة تستمر إلى تسعة أشهر على الأقل مما يجعله الخيار الأمثل لمن لا يفضلون الخيارات الجراحية حيث تصبح مثل هذه المنتجات إلى جانب مساحيق التجميل هي الحل الأفضل. ويمكن أن تحدث مساحيق التجميل فرقاً كبيراً إذا استغلت بالطريقة الصحيحة حيث توضع مساحيق الإضاءة highlight على المنطقة العميقة لتخفيف الظل بينما يستخدم منتج الكنتور على محيط المنطقة العميقة. إن معرفة السبب الحقيقي لوجود الهالات السوداء يساعد في علاجها بالشكل الصحيح وفي زمن قياسي ويجنبك عناء التجارب العلاجية غير المجدية. الانتفاخات تحت العين في أكثر الحالات شيوعاً يرجع سبب الانتفاخ تحت العينين - البسيط منها والمعتدل- إلى الدهون الزائدة. وفي حالة الدهون فإن الحل الوحيد للتخلص منها هو الجراحة. وهنا تبرز أهمية التشخيص الصحيح لسبب الانتفاخ بدلاً من إعطاء الوعود الزائفة للمريض بزوال الانتفاخ بالعلاجات الموضعية أو النوم الكافي. وقد يحدث الانتفاخ البسيط تحت العينين بسبب الحساسية أو قلة النوم أو احتباس الماء ويمكن معالجة الانتفاخ في هذه الحالات بالعلاجات الموضعية التي تحتوي على المكونات الفعالة في تنشيط الدورة الدموية مثل الكافيين والنياسيناميد niacinamide. ويوصي الأطباء عادة بتدليك المنطقة حول العين بلطف على نحو منتظم واستخدام الكمادات الباردة كحل مؤقت للعناية بمحيط العين. وبغض النظر عن مقدار الانتفاخ تحت العينين فإن الطريقة الصحيحة لعلاجه تبدأ دائما باستشارة الطبيب لتشخيص الأسباب قبل اختيار منتج ما أو اتباع خطة علاجية. الحساسية من الأسباب الكامنة لكل من الانتفاخ والهالات السوداء تحت العينين خلال موسم الحساسية حيث يستجيب الجسم للعوامل المثيرة للحساسية. وعلى الرغم من اختلاف ردة الفعل واستجابة الجسم إلا أن أكثر أشكالها شيوعاً هو تورم المنطقة المصابة أو المنطقة المحيطة بها. وتصل الحساسية الموسمية للجسم عن طريق الجهاز التنفسي والذي يقع بالقرب من تجاويف الجيوب الأنفية في الوجه. وعند حدوث التورم فإنه يضغط على الشعيرات الدموية مما يسبب انتفاخها فتبدو واضحة ولذلك تصبح عينا الشخص المصاب بالحساسية حمراء وكأنه لم ينم. وفي هذه الحالات يمكن معالجة الانتفاخ تحت العينين باستخدام مضادات الهستامين لعلاج الحساسية. البحث عن جذور المشكلة تهتم السيدات بالبشرة في محيط العين تحديداً حيث تمثل العين محور الوجه. وفي كثير من الأحيان يتبادر إلى الذهن البحث عن العلاج قبل التفكير في أصل المشكلة وهنا تكمن مهمة طبيب الجلدية في التشخيص والكشف عن الأسباب الكامنة للمشكلة وتقديم النصح والخيارات العلاجية. وتتوفر في عيادات الجلدية أجهزة حديثة وعلاجات مختلفة لتحسين عيوب البشرة حول العين يمكن أن تكون فعالة عندما يؤخذ السبب في الاعتبار. قبل وبعد حقن البوتكس قبل وبعد إزالة الدهون من الجفن السفلي منتجات العناية بالبشرة الموضعية تخفف من التجاعيد حول العينين