شاهدنا الجمع الغفير من حجاج بيت الله الحرام، وهي تفيض أفواجاً إلى المشاعر المقدسة في طمأنينة وسكينة وأمن استثنائي، سٌهِرَتْ من أجله الليالي وأُخْرِجَتْ له سيوف من غمدها تمثلت في جاهزية كافة القطاعات العسكرية والصحية والأمنية بحضور مشرف لقادتها داخل الميدان. بذلك تتجلى الحقيقة كوهج الشمس في كبد السماء على القيادة الشابة الرشيدة المتابعة لموسم الحج وتقديم كافة الخدمات المريحة لضيوف الرحمن دون مرونة أو تهاون. ومما يميز هذا المشهد الإيماني لهذا العام 2024 أنه حج تقني بامتياز لاعتماد كافة الجهات الحكومية على التقنية للتعامل مع الحجاج وإدارة الحشود. ومما أنعم الله على هذه الأرض الطيبة أن شرفها بالحرمين الشريفين، وقيض لها من خيار رجالها لحماية المقدسات جيلاً بعد آخر، كالميثاق الغليظ الذي يتشرف بحمله والحفاظ عليه كل حاكم. عاماً تلو أخيه تبهرنا القيادة المحنكة بإجراءات وخدمات للحجيج لتيسير حجهم دون مشقة أو عناء في مشاهد تسر الناظرين وتغيظ العدا، ويسمو به جبين كل مواطن سعودي ينتمي لهذا الثرى الطاهر تحت قيادة آل سعود حفظهم الله. تبريد الطرقات للحجاج للإسهام في تقليل درجات الحرارة ونقل المرضى المنومين في ناقلات إسعافية إلى مشعر عرفة لإتمام فريضتهم، والتاكسي الجوي الذي تم تدشينه لأول مرة بحضور وزير النقل، وكذلك الإسعاف الجوي للتجاوب المذهل مع الحالات الطارئة ونقلهم إلى المراكز الصحية كل ذلك وأكثر لن تراه سوى في أرض السعودية. ولأن الحضن الحاني المملكة العربية السعودية استقبلت ما يربو على مليون وثمانمئة حاج من كافة بقاع العالم دعانا التميز في التطور الخدمي في بلادنا لإيجاد الروبوت الذكي الذي يتحدث بأحد عشر لغة مختلفة للتعامل وشرح المعلومة وسهولة تلقيها مدعمة بخدمة الترجمة الفورية للإفتاء مما يسهل على الحجاج قضاء ركنهم. والتعامل الإنساني الرائع الذي يتحلى به جنودنا البواسل مع ضيوف الرحمن دون تعب أو ملل. ترجم ذلك دموع الحجيج فرحا وفخرا بأنهم في أيدٍ أصيلة وأمينة. نتقدم بالشكر العظيم بعد الله عز وجل إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وإلى سيدي سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان آل سعود -أيده الله- على ما تم تقديمه من صورة مشرفة أمام العالم بأكمله لمشهد الحج العظيم ... ولا عجب فهذه هي السعودية العظمى.