يمكن للمرض أن يكون فرصة للمساعدة عندما نواجه مرضًا أو إعاقة صحية، قد يشعر الكثير منا بالإحباط والتشاؤم. فالمعاناة الجسدية والنفسية الناتجة عن المرض والتي يكابدها أحباؤنا تبدو كابوسًا مرعبًا يجثم على صدورنا ويؤلم أرواحنا. ومع ذلك، فبريق الأمل وإحسان الظن بالله جل وعلا يدفعاننا للنظر إلى هذه التحديات الصحية كفرصة لتحقيق الخير والمساعدة للآخرين. فالتجربة الشخصية مع المرض تمنح الفرد فهمًا عميقًا للتحديات التي يواجهها المرضى. وهذا الفهم الداخلي يمكن أن يوجِّه الشخص لتقديم الدعم والمساعدة للآخرين المعنيين من نفس الحالة المرضية. على سبيل المثال، قد يستخدم شخص عانى من السرطان خبرته للعمل مع مؤسسات خيرية لتوفير الدعم النفسي والمادي للمرضى الآخرين وعائلاتهم. أو قد يستخدم شخص لديه اضطراب نفسي معرفته للمساعدة في كسر وصمة العار المرتبطة بالصحة العقلية. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي البحث عن علاجات أو حلول للمشكلات الصحية الشخصية إلى اكتشافات طبية جديدة يمكن أن تساعد الآخرين. فالتحفيز للعمل على مشكلة طبية خاصة من الأسباب التي تؤدي إلى تطوير علاجات أو أدوية مبتكرة تنفع المجتمع بأكمله. بالطبع، لا ينبغي أن ننكر التحديات والآلام الحقيقية للمرض. ولكن إذا استطعنا تغيير نظرتنا إليه وإلى كيفية التعامل معه، فقد نجد أن المحنة الصحية يمكن أن تتحول إلى منحة ذات قيمة للذات وللآخرين على حد سواء. هذا الفهم الداخلي يمكن أن يوجه الشخص لإنشاء مبادرات أو برامج تقدم الدعم والمساعدة للمرضى الآخرين خصوصاً أنه مر بتجربة منحته فهمًا عميقًا لمعاناة المرضى والاحتياجات المختلفة التي قد لا يدركها الآخرون وهذه المبادرات يمكن أن تنقذ أرواحاً وتحسن نوعية الحياة للملايين. بالمجمل، تحويل التحديات الصحية إلى آثار إيجابية للمجتمع هو طريقة مهمة للتعامل مع المرض والإعاقة. فبدلاً من النظر إليها كمصيبة وكارثة، يمكننا رؤيتها كفرصة للنمو الشخصي والمساعدة الاجتماعية. * سفير التصلب الحدبي المتعدد ورئيس مجلس إدارة جمعية أسرار التصلب الحدبي المتعدد