وجد كيليان مبابي نفسه في وسط الاضطرابات السياسية التي تشهدها بلاده أمس (الأحد) عشية المباراة الأولى لفرنسا ببطولة أوروبا لكرة القدم 2024 إذ وصف الأحداث المضطربة التي وقعت في بلاده بأنها لحظة فارقة في التاريخ الفرنسي. وتراجعت أهمية الأسئلة المعتادة عن مواجهة النمسا في المجموعة الرابعة في دوسلدورف خلال المؤتمر الصحفي الذي يسبق المباراة حيث تحدث مبابي قائد المنتخب بصراحة بشأن مخاوفه، مشيراً إلى أن الوضع في فرنسا «رهيب». وأبلغ مبابي الصحفيين: «إنه حدث لا سابق له. ولهذا أريد الحديث للشعب الفرنسي برمته، وكذلك الشباب.. نحن جيل قادر على صناعة الفارق. نرى التطرف يطرق أبواب السلطة ولدينا فرصة تشكيل مستقبل بلدنا». وطالب الاتحاد الفرنسي لكرة القدم يوم السبت باحترام حيادية المنتخب وبعدم تسييسه بعدما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي لانتخابات برلمانية مبكرة في أعقاب هزيمة حزبه الحاكم من تيار الوسط على يد حزب التجمع الوطني المناهض للاتحاد الأوروبي بزعامة مارين لوبان في انتخابات البرلمان الأوروبي يوم الأحد الماضي. وزجت هذه الخطوة بفرنسا في حالة من عدم اليقين السياسي وأثارت اضطرابات في الأسواق المالية، إذ حصل اليمين المتطرف على فرصة للحصول على سلطة سياسية حقيقية يمكن أن تضعف رئاسة ماكرون قبل ثلاث سنوات من انتهائها. وأظهرت استطلاعات رأي أن حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف قد يفوز بالانتخابات لكنه ربما لا يحقق الأغلبية المطلقة التي تمكنه من الحكم بمفرده. ورغم أن الاتحاد قال: إنه يرفض أي ضغط أو استغلال المنتخب لأهداف سياسية، قال الاتحاد الفرنسي: إن للاعبين حرية التعبير عن آرائهم. وقال مبابي، الذي سينضم إلى ريال مدريد بعد البطولة: «أوافق هذا الرأي. أوافق نفس الرأي عندما تحدثت عن التنوع والتسامح والاحترام.. مباراة اليوم مهمة جداً (...) لكن هناك موقف أهم من المباراة.. كيليان مبابي ضد الآراء المتطرفة وضد الأفكار التي تفرق بين الناس. أريد أن أفتخر بتمثيل فرنسا، لا أريد أن أمثل بلداً لا يتماشى مع قيمي أو قيمنا». وتمنع لوائح الاتحاد الأوروبي للعبة (اليويفا) الفرق واللاعبين من القيام بأي بوادر سياسية لكن مبابي لم يستبعد حدوث ذلك اليوم الاثنين، لكنه قال: إنه لا يريد أن يسرق الأضواء. وقال اللاعب البالغ عمره 25 عاماً: «الجميع يهتم. الجميع يفهم الوضع في فرنسا. هناك بعض الأشخاص الذين يشعرون براحة أكبر عند قول شيء ما والتحدث علناً.. نريد حماية جميع لاعبينا وبالطبع حماية المنتخب الفرنسي. لكننا فكرنا في هذا الأمر وأعتقد أننا سنفعل شيئاً ما. لذا ابقوا أعينكم مفتوحة.. الناس لا تخلط بين كرة القدم والسياسة ولكننا هنا نتحدث عن وضع مهم حقاً، وأهم من اللعبة. الوضع في بلادنا رهيب وعلينا أن نتحرك».