منذُ تأسيس المملكة العربية السعودية وتوحيدها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- شهدت البلاد على عهده وعهد أبنائه الملوك الميامين من بعده استقرار ورخاء وأمن وأمان نتفيأ بظلاله من غير فزع أو خشية، فقد أولت المملكة العربية السعودية منذُ تأسيسها العناية البالغة بالحج وخدمة ضيوف الرحمن على أكمل وجه بكل يسر وطمأنينة، وصولاً إلى هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله- فشهدت البلاد في عهدهم نهضة عظيمة في شتى المجالات ومختلف الميادين، وما يوليانه حفظهما الله من اهتمام بالغ وعناية خاصة بالحجاج لتوفير كافة سبل الراحة والرفاهية والأمن والأمان والطمأنينة والتيسير، وتقديم أرقى الخدمات وتسخير الإمكانات والجهود لخدمة الحجاج وتذليل جميع العقبات حتى ينعم الحاج بالراحة والرفاهية والطمأنينة دون مشقة أو عناء. وما نشهده اليوم من نقلة نوعية كبيرة في قطاع الحج والعمرة هي من ثمار رؤية المملكة العربية السعودية 2030، ويحظى قطاع الحج والعمرة باهتمام من قيادتنا -حفظها الله- فقد أطلق خادم الحرمين الشريفين برنامج خدمة ضيوف الرحمن في شهر رمضان من عام 2019 الذي يتيح للقادمين إلى الحرمين الشريفين من الخارج والداخل تجربة إيمانية مميزة، من خلال وجود مرافق ذات جودة عالية وبنية تحتية متقدمة وخدمات رقمية تتيح للجميع أن ينعموا بتجربة إيمانية ثرية. وأسهم برنامج خدمة ضيوف الرحمن في نقلة نوعية متميزة في خدمة الملايين من ضيوف الرحمن من جميع أنحاء العالم، وأن ينعم ضيف الرحمن بكافة سبل الراحة والتيسير منذُ أن يقرر زيارة البقاع المقدسة حتى يعود إلى بلاده وهو يحمل الذكرى الجميلة الطيبة. برنامج خدمة ضيوف الرحمن يعمل بالتعاون مع عدد كبير من الهيئات الحكومية والقطاع الخاص والقطاع غير ربحي ليضمن أن ينعم الضيوف بجميع الخدمات ذات الجودة العالية المتكاملة. يسعى البرنامج للارتقاء بتجربة ضيف الرحمن من خلال التيسير والتسهيل للملايين من ضيوف الرحمن لأداء مناسكهم، حيث يسهم البرنامج في تحقيق هدف رؤية السعودية 2030 لتمكين أكبر عدد من المسلمين من أداء فريضة الحج ومناسك العمرة من خلال رفع تطوير الكوادر البشرية وتأهيل البنية التحتية لتحقيق هدف البرنامج برفع جاهزية المملكة لاستضافة 15 مليون معتمر سنوياً بحلول عام 2025 مما يسهم في تعزيز مكانة المملكة كوجهة يقصدها المسلمين من شتى أرجاء الأرض. محمد السماري