قد يبدو العنوان للوهلة الأولى معبرًا عن القدرة التي نمتلكها لنصدر ثقافتنا وجعلها محور اهتمام العامة من الأمم إلا أنها حالة تقليدية تقوم بها أي مؤسسة أو وزارة معنية بالثقافة على وجه الخصوص. لكننا هنا نقدم الإبداع على شاكلة رؤية وفي الحديث عن الرؤى فإننا نخص بالذكر رؤية المملكة العربية السعودية 2030، حيث إن الإبداع لم يقتصر على بعض النشاطات هنا وهناك أو حتى معارض متناثرة في الأرجاء، بل هي رؤية متكاملة استطاعت لشدة تطورها أن تدمج مختلف القطاعات مع بعضها البعض فالنهضة المتوجهة والتي تحمل الوعي الكافي في طياتها تكون نهضة شاملة تربط مختلف القطاعات ويدعم القطاع قطاعًا آخر لتحقيق النتيجة التي تندرج تحت هدف واحد وهو تحقيق الرؤية وتطلعاتها النهضوية. ونحن هنا لسنا بصدد تعداد للأمثلة المختلفة أو حتى تلخيص لتلك الرؤية إنما ما نحاوله هنا هو تسليط الضوء على كم الإبداع الذي ظهر في دمج القطاعين السياحي والثقافي في آخر اتفاق على هامش مؤتمر مستقبل الطيران 2024، حيث قامت وزارة الثقافة بتنفيذ شراكة متعددة مع مطارات القابضة التي تدير وتشغل المطارات في المملكة العربية السعودية. ومما لا شك فيه أن التنوع الثقافي والغنى الذي يتمتع به التراث السعودي يستحق الظهور بأبهى صوره وبهذا ستبدأ رحلة المسافرين في عالمنا المتنوع وبمجرد أن تطأ قدم السائح أراضي المملكة ستبدأ ملامح ثقافتنا بالظهور حيث سيكون المطار بوابة العبور نحو أولى بوادر الثقافة والفن العريق لنقدم للمسافر تجربة فريدة تجعله يؤمن بأن المستحيل يتحول إلى ممكن وهذا ما فعلته وتفعله وزارة الثقافة من خلال استراتيجية شاملة تضمن حزمة شاملة ومتنوعة من الشراكات مع القطاعات العامة والخاصة والمنظمات والهيئات غير الربحية بحيث تكون النتيجة النهائية تحقيق أفضل ما يمكن من تطبيق عملي لتحويل الرؤية إلى واقع. لعل التعمق قليلاً في حزمة القرارات التي أصدرها صاحب السمو الأمير بدر بن فرحان وتحليل محتوى هذه القرارات سنجد مدى ملاءمة ومطابقة معايير القرارات مع رؤية المملكة عام 2030 حيث أقيم أول معرض فني في مطار الرياض وسيتم نقل التجربة إلى مطارات المملكة المختلفة بحيث تكون التجربة فريدة من نوعها تعبر عن الإبداع وعن وعي التجربة في تحقيق أقصى نتيجة تصب في الصالح العام. ما زال الطريق أمامنا طويلاً ولكن لنا أن نستشرف المستقبل من خلال ما تم إنجازه إلى هذه اللحظة وكيف أن المملكة تدعم القطاعات بخطىً ثابتة ليأتي عام 2030 كما خططنا له.