لم تقتصر علاقة أبناء المملكة والجزيرة العربية بالإبل بالانتفاع بها عبر التنقل والاستفادة من حليبها وجلودها ووبرها ولحمها فحسب، بل امتدت ليرتبطوا بها وجدانياً ويتشاركوا معها الأفراح والأحزان، من خلال علاقة امتدت لآلاف السنين، وتوارثتها الأجيال أباً عن جد، وهو ما جعل وزارة الثقافة تطلق على عام 2024 مسمى «عام الإبل»، للاحتفاء بمكانتها وقيمتها الثقافية، وتعزيز حضورها المحلي والدولي، عبر أنشطة وفعاليات خاصة، تركز على إبراز القيمة التي تتمتع بها الإبل، وارتباطها الوثيق بالهوية السعودية. وللإبل التي تعيش ما بين 30 إلى 40 سنة مسمياتٌ عند أهل الجزيرة العربية تختلف بحسب أعمارها، وترتبط بعدد السنين وسقوط الأسنان، فيسمى صغير الإبل عند الولادة «حوار» لأن أمه تحير عنده ولا تسير إلا وهو معها، حتى ينهي سنته الأولى، ويقال له «مخلول» في الأشهر الستة الأخيرة من سنته الأُولى؛ لأَنَّه يوضع له خِلال (عود) في أَنفه لكي لا يرضع من أمه، ويسمى «مفرود» حتى ينهي سنته الثانية، و»لقي» حتى ينهي السنة الثالثة، و»حِقّ» حتى ينهي السنة الرابعة، و»جَذَع» حتى ينهي السنة الخامسة، ثم يبدأ بعد ذلك العد بسقوط الأَسنان، فيقال «ثَنِيّ» وهو الذي أَتم خمس سنين وبدأَ في السادسة فتسقط خلالها ثنيّتاه وتنبت له ثنيتان أخريان مكانهما، وهو «ثني» حتى يتم السادسة والأُنثى ثنية والجمع ثِنيان وثنيات، أما ال»رباع» فهو الذي أَتم ست سنين وبدأَ في السابعة فسقطت رباعيتاه، وهما سِنَّان يليان الثنايا، ونبتت له رباعيتان أخريان مكانهما، وال»سَّدِيس» أو «سدَس» وهو الذي أَتمَّ سبع سنين وبدأَ في الثامنة فسقط السِّنَّان اللذان يليان رباعيّتَيه. وبعد مرحلة ال»سديس» ينتهي العد بسقوط الأَسنان ويبدأ العد بفَطر الناب وانفطار الجلد عنه وتسمى «فاطر»، وتستمر لثلاث سنوات، تبدأ بفطر أول للسنة الأولى لانفطار أو شق الجلد عنه يليه فطر ثان، وفطر ثالث، وبعد ذلك يشق الأسيود وهو نابٌ صغير حالك السواد عند ظهوره، وبعد ذلك يبدأ يتحول إلى اللون الأَشقر، فيُستدل بذلك اللون على أَنَّ الجمل قد بلغ منتصف العمر تقريباً، ثم يبدأ هذا اللون الأَسود بالاختفاء تدريجياً ليتحول إِلى اللون الأَبيض، ويعني ذلك أَنَّه بدأ في الكِبَر. وتصف العرب الإبل فيما بعد مرحلة السديس، ب»بازل» وهو الجمل في التاسعة من عمره، فإذا كان في العاشرة فهو «مخلف»، ثم «مخلف عام»، وبعده «مخلف عامين» فصاعدًا، فإذا كاد يهرم وفيه بقية فهو «عَود»، فإذا ارتفع عن ذلك فهو «قحْر». فإِذا انكسرت أَنيابه فهو «ثِلْب» أو «هرش» وفاطر بالنسبة للناقة في آخر عمرها، وإذا زاد عن ذلك فهو «ماج» لأَنَّه يمج ريقه ولا يستطيع أَن يحبسه من الكِبَر، فإِذا استحكم هرمُه فهو «كحكح». سَّدِيس الذي أَتمَّ سبع سنين