المستديرة في السعودية منذ ما يقارب 100 عام كرة القدم تحمل رسالة المحبة والإخاء بين الشعوب عندما تهمُّ في الحديث أو الكتابة عن الرياضة، واللعبة الأكثر شعبية في العالم، تحتار من أين تستهل؟!، جميع ما في هذه اللعبة يدفع للتوقف والتأمل حتى تستوعب كيف تحولت كرة القدم إلى لعبة ذات صيت، جعلت العالم خلالها ينساب في علاقات تقاربية فريدة بين الشعوب والأديان والثقافات المختلفة. ومن الإنصاف ومنح كل ذي حق حقه، يجعلنا نبدأ مع الانطلاقة الحقيقية للعبة كرة القدم، وأقصد تحديداً التاريخ، الذي تشكَّلت فيه الذكرى المئوية لأول بطولة دولية لكرة القدم في التاريخ التي أقيمت في 25 مايو 1924م خلال الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس، فما قبل 25 مايو 1924م يختلف اختلافاً جذرياً عما قبله، فخلال ال 100 عام التالية تحقق لكرة القدم ما لم يتحقق للعبة أخرى، خلال 100 عام، سبقت تاريخ أول بطولة دولية لكرة القدم. منذ عام 1924م، والكرة المستديرة، بدأ وهج عشقها، وأصبحت تمنح الانتصارات والألقاب لمن يبرع في التعامل معها، بالأداء الرجولي والتخطيط التكتيكي، فظهرت بسببها الكيانات المنافسة والنديدة، ليس لأندية دولة فقط، بل لكل أندية العالم، وفي مختلف القارات. منذ أن سطعت الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس 1924م على العالم، وخريطة الميول والممارسات تتبدل وتشهد هيمنة واضحة من القادم الجديد «كرة القدم، ومن تلك الانطلاقة التفتت أعناق وتوجهت أنظار شعوب العالم إلى كرة القدم ومتابعتها، في الدول والمدن والقرى والهجر، من جميع الفئات العمرية، وتتم ممارستها في الشوارع والقرى والمدارس والساحات من أجل المتعة والمسابقات، فالجميع تيقَّن أن ما تحقق هو انطلاقة ليست للفوز بمجرد كأس أو درع أو ألقاب فخرية، بل أكبر من ذلك بكثير، في دعم المساواة بين الجنسين والاندماج المجتمعي، وتعزيز التفاهم والتسامح والاحترام والتضامن المتبادل. وبالفعل هذا ما تحقق، فالكل رأى كيف تكررت الفوائد والثمار، وكيف تغيرت موازين الحواجز، وكيف بات كل حضور لبطولة ومنافسة في كرة القدم بمثابة تحد جديد، أصبحت «كرة القدم» لغة عالمية يتم التحدث بها في أرجاء العالم، وتجاوزت الحواجز الوطنية والثقافية والاجتماعية والاقتصادي، وباتت كرة القدم هي اللعبة رقم واحد التي يتم لعبها ومتابعتها في أنحاء العالم، والأبرز من بين كل الألعاب، ضربت بقوة حتى تساقطت أمامها كل الألعاب، وكانت كرة مدهشة ممتعة بديعة، التي استمتع الجمهور بها في الملاعب أو من خلف الشاشات التلفزيونية، مما ساعد الجمعية العامة للأمم المتحدة على تبني قرار، يوم الثلاثاء 8 مايو 2024م، بإعلان يوم 25 مايو يوماً عالمياً لكرة القدم، وسط تصفيق الدبلوماسيين في قاعة الجمعية، بعد أن اعتمد رئيسها، دينيس فرانسيس، القرار بحضور أعضاء الجمعية العامة المكونة من 193 عضواً، وشارك في رعايته أكثر من 160 دولة، وهو قرار من شأنه أن يشجع جميع الدول على دعم كرة القدم وغيرها من الألعاب الرياضية كأداة لتعزيز السلام والتنمية وتمكين النساء والفتيات. البراهين في شعبية كرة القدم كثيرة، لكن سأورد مثالاً واحداً فقط، الجميع منا شاهد بطولة كأس العالم التي استضافتها دولة قطر الشقيقة 2023م، التي حضرها كم كبير من الجماهير التي أتت من مشارق الأرض ومغاربها، عرفنا كيف يمكن لكرة القدم أن تحمل رسالة المحبة والإخاء بين الشعوب، عرفنا كيف يمكنها أن تعلم الناس كيف يتعارفون مع بعضهم البعض، كيف تجمعهم مشاعر وأحاسيس واحدة تتعدى فروقاتهم البشرية، كيف يلتف جزء كثير من دول العالم حول منتخب لا يحمل جنسيته ولا ينتمي لديانته أو قوميته، عرفنا كيف يتحول الإنسان في شهر واحد إلى كائن عالمي، عرفنا كيف يتصاهر مع ملايين البشرية حول القيم والأساليب الرفيعة التي ترمز لمعايير التميز والإجادة والأداء الفني الرائع الذي يعتمد على الموهبة. المملكة.. دانة كرة القدم كرة القدم، والتي نحتفل بها في وطننا الكبير «المملكة العربية السعودية» بعامها ال 100، كما يحتفل بها العالم، هي ذات طبيعة مختلفة، جاذبة كمشاريعها التنموية البهية، حاضرة بين نجوم الكرة المستديرة المصنفين عالمياً، الحريصين على المشاركة دائماً مهما كانت الظروف محيطة بهم، علاقة تم تشييدها بين لاعب ولقب، بين إنسان ومكان، بين ضيف ومدينة لا تحس فيها كرة القدم بالغربة والوحدة. 100 عام من عمر كرة القدم الغالية مرّت كوميض البرق، كانت شاهدة على إبداعات العملاق البرازيلي روبرتو ريفيلينو نجم منتخب البرازيل، ومهارة النجم البرازيلي بيبيتو، وخفة دم البلغاري ستويتشكوف، وغيرهم من اللاعبين البارزين في العالم مثل السويدي فيلهامسون والإيطالي سيباستيان جيوفينكو والبرازيلي تياغو نيفيز والأرجنتيني إيفر بانيغا والألماني ماركو مارين والبيروفي أندري كاريلو، قبل بدء حقبة الاستقطابات المتمثلة في البرتغالي الأنيق كريستيانو رونالدو، الذي كان باكورة مشروع استقطابات النجوم، قبل أن ينضم إليه الفرنسي كريم بنزيمة ونغولو كانتي وغوتا في الاتحاد، وفي الهلال حضر سافيتش والبرازيلي مالكوم والبرتغالي روبن نيفيز والبرازيلي نيمار، وفي الأهلي انضم إدواردو ميندي وروبرتو فيرمينو، وفي النصر حضر مارسيلو بروزوفيتش وسيكو فوفانا والبرازيلي أليكس، قبل أن يعلن الاتفاق عن ضمه الإنجليزي هندرسون قائد ليفربول وموسى ديمبلي. وأيضاً وطننا الكبير (المملكة العربية السعودية)، تلك الأرض الموهوبة، القادرة على تنظيم جميع الأحداث والبطولات الرياضية في كرة القدم بنجاح منقطع النظير، باستطاعته على إدهاشك كل يوم وكل لحظة، ولعل تلك البطولات الرائعة « كأس العالم للشباب» و»كأس القارات» و»كأس العالم للأندية» و»كأس السوبر الإيطالي» و»كأس السوبر الإسباني» و»بطولة السوبركلاسيكو» بين الأرجنتينوالبرازيل في الرياضوجدة، هي إحدى لوحات وطننا «دانة القدم» المطلة على العالم بكرة مستديرة، ومواهب في النجومية من كوكب آخر، وإعلام يحرث القارات بالقصص والأخبار والحكايات لا تكاد تجدها إلا هنا. وجارٍ الاستعدادات لاستضافة كأس آسيا لكرة القدم 2027، ونيتها لاستضافة بطولة كأس العالم 2034، هنا الأمن والطيبة والطبيعة بجميع مفرداتها.. هنا وطن «عبدالعزيز» ودولة المملكة العربية السعودية.. هنا « دانة القدم « أيها السادة. كرة القدم.. تاريخ وأرقام إن الدعم الذي يناله القطاع الرياضي بشكل عام، والاتحاد السعودي لكرة القدم بشكل خاص، من قبل سيدي خادم الحرمين الشريفين وسيدي سمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، والمتابعة الدائمة التي يجدها الاتحاد من قبل سمو وزير الرياضة، أوصل بكرة القدم السعودية إلى مستويات عالمية. وقد شهدت رياضة كرة القدم في المملكة تطوراً هائلاً، حيث ازداد عدد اللاعبين بنسبة 50 % واللاعبات بنسبة 86 % منذ عام 2021م، كما ارتفع عدد المدربين والمدربات من 750 مدرباً في عام 2018 م إلى أكثر من 5,500 مدرب ومدربة حتى هذا العام، إلى جانب افتتاح أكثر من 18 مركزاً تدريبياً إقليمياً في مختلف مناطق المملكة للشباب والشابات، كما يعد دوري روشن السعودي للمحترفين أحد أقوى الدوريات الآسيوية والمُنافسة عالمياً بتواجد كبار النجوم العالميين من أكثر من 45 دولة؛ ممّا جعله محط أنظار العالم. لحظات فرح السعوديين ماردونا أحد كبار الكرة ميسي في إحدى مباريات كأس موسم الرياض بيليه حفز ريفيلينو لقبول اللعب في نادي الهلال