من منا لا يعرف الأمير والشاعر بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود، عرفناه إنساناً قبل أن يكون أميراً وأحد رموز الثقافة السعودية والخليجية والعربية، سمو الأمير "بدر بن عبدالمحسن رحمه الله " أعطى الثقافة أبعاداً إنسانية وأطلق العنان لآفاقها الإبداعية الخلاقة. لقد خدم سمو الأمير بدر بن عبدالمحسن - رحمه الله - الثقافة من خلال مسيرة باذخة امتدت على ما يقارب 45 عاماً، وتفانيه لخدمة الثقافة السعودية بشكل خاص والثقافة الخليجية والعربية بشكل عام، فعلى الرغم من الموانع الصحية لم يدع أي فرصة لقاء ثقافي أو تجمع فني إلا وقد كان له حضوره المؤثر والمميز. رحل عنا "بدر بن عبدالمحسن"، الأب العطوف على أبنائه، رحل عنا المواطن السعودي " بدر بن عبدالمحسن "، الذي جعل من محبة الناس له وطناً تهزج به جميع البشرية، رحل ومع رحيله شحَّت ينابيع كلمات الوطن، كنَّا وظللنا نتغنى بكلماته في عشق وطنه، رحل عنا وبدأت ألفاظه ومشاعره تناديه بصوت اللوعة والأسى والحزن، أين أنت يا من أبهرت أبناء وطنك والشعوب الخليجية والعربية بتواضعك الجم وعفويتك؟ أين أنت يا من تملك النعوت الإنسانية الكريمة؟ أين أنت يا من تتمتع بمنزلة عظيمة في قلوب الشعوب الخليجية والعربية؟! رحل عنا "بدر بن عبدالمحسن"، الرجل الذي كان يتمنى أن تحرز الثقافة في وطنه منازل عالية عبر 45 عاماً مضت، وفعلاً تحققت أمنيته ونحن نرى الحضور الثقافي، تلك المنازل العالية التي رأيناها هنا في هذا الوطن أو في التواجد الوطني العالمي، رحل هنا هرم الشعر الحداثي السعودي بعد أن روى الفنانون ذكرياتهم وقصصهم التي يعتزون بها في ليلة تكريم البدر التي قامت عليها هيئة الترفيه، رحل عنا هرم الشعر النبطي، ذلك الهرم الذي إن ذكر تاريخ الشعر النبطي السعودي فلابد أن تذكر مساهمته في تأثيره وتأثيراته على الذائقة وعلى المجتمع. رحل عنا "بدر بن عبدالمحسن" وبقيت "الله البادي ثم مجد بلادي" و"آه ما أرق الرياض" و"فوق هام السحب"، ذلك الوطن الذي يعيش داخل وطنه الكبير المملكة العربية السعودية، إنه الوطن الذي رسم فرحة شعب، رحل عنا بعد أن رسخ مودته في وجدان السعوديين، تلك المودة التي ستتوارثها الأجيال، السؤال الذي يطرح نفسه، أتمنى تسمية إحدى المنشآت الثقافية باسم الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - لما قدمه المغفور له بإذن الله، للثقافة السعودية من إسهامات فاعلة في الحراك الإبداعي السعودي في الخمسة عقود الماضية، سيبقى "بدر بن عبدالمحسن" اسماً خالداً في ذاكرة الوطن وأهل الثقافة. عبدالكريم بن دهام الدهام