يعتبر الوالدان هما الركن الأساسي في تكوين شخصية الأطفال وذلك لما تعكسه شخصياتهم وطريقة تربيتهم وكذلك العلاقة بينهما من آثار إيجابية أو سلبية لتشكل في النهاية شخصية الطفل التي ستستمر معه طول حياته ما لم يطرأ عليها بعض التغيير من تأثير الأصدقاء أو المجتمع بشكل عام وهناك طرق خاطئة في التربية والجو العائلي والتي يكفي واحد منها أن يحدث اهتزازا في الكيان النفسي للطفل ويؤثر بالسلب على حياته، ومنها عدم إظهار الحب للطفل والتعبير عنه بشكل واضح وعدم الحرص على قضاء وقت كاف للحوار مع الطفل وعدم السماح له بالتعبير عن رأيه بكل حرية، وانشغال الوالدين وعدم التفاهم أو التوافق بينهما وكثرة الصراعات والخلافات التي تصل إلى الانفصال، بالإضافة إلى الاستهانة والسخرية من سلوكيات الطفل أو حتى تفضيل أحد الوالدين أو كليهما لأحد الأبناء عن بقية إخوته، وتمييزه والدخول في مقارنات بين الطفل وصديقه أو قريبة. فالعامل الأساسي في تكوين الصحة النفسية للطفل هو الإحساس بالأمان مع الوالدين والقدرة على الثقة في أنهم قادرون على تناول كيانه بالحب والاحترام ، ومما يجب علينا معرفته أن نفسية الطفل تتكون في سن مبكر جدا، ما بين الأربع والست سنوات الأولى من حياته. فإن أخطأ الأبوان في تنشئة الطفل أثناء هذه المرحلة العمرية المبكرة فإنه قد ينتج عنه نفسية مضطربة تؤثر في رسم أسلوب حياته وانسجامه مع المجتمع. الأسرة اللبنة الأساسية والمقر الأول الذي تنطلق منه المفاهيم السليمة والعقول النيرة فأحسنوا إليهم كما أوصانا ديننا. د. أحمد بن محمد الجرعي