شاهدت قبل عدة أيام على قناة ثمانية - وبالتحديد برنامج سقراط مع المحاور المميز عمر الجريسي - لقاء لمعالي نائب وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان الأستاذ إيهاب الحشاني.. للأمانة سُررت بحجم العمل الذي تقوم به وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، فهي بالطبع وزارة من العيار الثقيل وعليها مسؤوليات كبيرة وضخمة، كان الله في عونهم. جميعنا نضع آمال كبيرة بعد الله على هذه الوزارة خصوصاً وبقية الجهات الحكومية الأخرى بشكل عام حينما يتعلق الأمر بتحسين جودة حياة المواطن والمقيم في مدن وقرى المملكة. في هذه الحلقة المهمة، بين معالي النائب العديد من النقاط المهمة للمشاهدين والمستمعين من ضمنها عملهم في الوزارة على حوكمة العديد من الإجراءات والاعمال ووضع الإرشادات والأدلة بكل ما يتعلق بالبناء والعمران بشكل خاص وبالعمل البلدي بشكل عام وذلك بهدف ضبط الجودة وتحسين المخرجات. الضيف كان شفافاً حينما ذكر أنه توجد العديد من التحديات وهم على علم ودراية بها ويعملون جاهدين للتعامل معها وحلها، وهذا كله متوقع خصوصاً لوزارة هامة جداً بحجم وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان. ما سرني أكثر خلال اللقاء هو الانفتاح الذي أظهره معالي النائب خلال حديثه عن ترحيبهم بأي أفكار ومقترحات من شأنها تطوير العمل ونقله لمستويات أفضل، والتي بالطبع ستنعكس على مخرجات مستدامة ينتفع منها كافة قاطني هذا البلد المبارك. ومن هذا المنطلق، ولتحسين المرافق العامة مثل الحدائق والمتنزهات وغيرها وضمان استمرارية أعمال الصيانة والمتابعة لهذه المرافق التي تعتبر واجهة حضارية للبلد، ماذا لو تم وضع لوحات صغيرة بأماكن محددة - كالمداخل والمخارج - في جميع الحدائق العامة والمتنزهات، حيث يوجد في كل لوحة باركود يحوي استبانة مختصرة لا تتجاوز خمس أسئلة (أقل أو أكثر بقليل) عن مدى رضا مرتادي وزوار تلك الحدائق والمتنزهات عن نظافتها وصيانتها وبقية الخدمات المقدمة فيها. تصل المعلومات التي يتم جمعها من الزوار للوزارة أو الجهة المسؤولة عن تلك الحدائق والمنتزهات، وهذا ما يجعل تلك المعلومات ثروة تستفيد منها الوزارة في ضبط أعمال تلك الحدائق والمنتزهات وضمان بقائها بشكل لائق وجميل على مدار العام. الوزارة اليوم لا يمكنها المتابعة اللحظية للعدد الكبير من المنتزهات والحدائق المتوزعة في مدن وقرى المملكة، فعددها كبير ولله الحمد، والمواطن والمقيم توجد لديهم احياناً ملاحظات على عدد من تلك الحدائق والمنتزهات ولكن لا يستطيعون إيصالها للجهات المسؤولة إما لعدم معرفتهم بالطريقة الصحيحة للتواصل او لصعوبة التواصل من خلال الوسائل التقليدية كالإيميل أو أرقام الهواتف أو زيارة فروع البلديات والتي قد تأخذ من المواطنين والمقيمين وقت وجهد يجعلهم يلغون فكرة إبداء الملاحظات أو رفع الشكاوى إن وجدت أو حتى طرح بعض الأفكار التطويرية. وجود الباركود في الحدائق والمنتزهات العامة سيعطي وزارة البلديات والشؤون القروية والإسكان ميزة سماع الملاحظات بشكل لحظي وضمان وصول صوت المواطن والمقيم وهي الأصوات المقصودة من الأساس بالخدمات التي تقدمها الوزارة. أيضاً، الباركود سيضمن مشاركة الجميع بدون أي تمييز في ابداء الرأي والملاحظات على الخدمات المقدمة. هذا كله، سيصب في ضمان استمرار أفضل الخدمات في حدائقنا ومنتزهاتنا العامة التي نراها "بهجة" للمجتمع، واحد أهم عوامل الترفيه للعوائل والأفراد. أيضاً وفي نفس السياق، وضع لوحات تحوي باركود خاص بتقييم الخدمات التي تقدمها محطات الوقود على مخارج تلك المحطات وربطها بالوزارة او الجهة الحكومية المسؤولة عنها (سواءً أكانت وزارة الطاقة او أي جهة أخرى تشرف على تلك المحطات) أمر هام، حيث سيتمكن زوار تلك المحطات من ابداء آرائهم وملاحظاتهم على نظافة وخدمات المحطات وتقييمها، وبالتالي ستتمكن الجهة المسؤولة من مراجعة وضع تلك المحطات وتطبيق العقوبات النظامية عليها في حال التقصير والإهمال أو تكريمها على تميزها ومساهمتها في نشر صورة جميلة عن المملكة. وطننا الغالي اليوم يسابق الزمن ولله الحمد في التطور والازدهار وجودة الخدمات تزداد يوماً بعد يوم، وذلك كله بفضل الله، ثم فضل دعم وتوجيهات حكومتنا الرشيدة، ثم عمل المسؤولين بجد واجتهاد، وما نحن المواطنين إلا جزء من هذا البلد الأصيل يسعدنا ما يسعده ويهمنا ما يهمه، نفديه بالغالي والنفيس لتبقى صورته جميلة عالقةً في الأذهان دائماً وأبداً. د. أيمن التميمي