نجح مدرب الشباب فيتور بيريرا «برتغالي الجنسية» في إحداث نقلة نوعية مع فريقه الجديد الشباب بعد أن تولى زمام الأمور الفنية في الفريق مطلع فبراير الماضي حين كان الشباب يقبع في المركز 12 في سلم الترتيب برصيد نقطي 18 نقطة وبفارق ست نقاط فقط من متذيل الترتيب الحزم الذي كان رصيده النقطي حينها 12 نقطة في المركز 18 في دوري روشن للمحترفين. بيريرا الذي حضر إلى الشباب بعد تجربة غير ناجحة في الدوري البرازيلي لم تدم أكثر من ثلاثة أشهر فقط كان يقود فيها فريق فلامينغو البرازيلي وخرج معه من ثلاث بطولات على التوالي هي كأس السوبر البرازيلي وكأس أميركا الجنوبية علاوة على مغادرة كأس العالم للأندية في نسخة 2023م. هذه التجربة المرة جعلت السيد فيتور يعيد حساباته ويعود مرة أخرى للتعمق في علم كرة القدم ودراسة أحدث المفاهيم والطرق التكتيكية لمدة عام كامل كان فيها الجانب النظري يطغى على حياة بيريرا، وفي مطلع عام 2024م، التقى بيريرا العاطل عن العمل الفني الرسمي حينها بإدارة الشباب التي كانت تقود فريقاً يعاني تراجع النتائج والترتيب إضافة إلى ضعف وهوان فني داخل المستطيل الأخضر بعد ثلاث تجارب غير ناجحة الأولى كانت مع المدرب الهولندي مارسيل كايزر الذي حصد نقطتين فقط في أول خمس جولات من الدوري جعلته في المركز قبل الأخير، وجاء إعلان إقالة كايزر من تدريب الشباب مصحوباً بإعلان تكليف المدرب الأرجنتيني خوان براون مدرباً للفريق الأول بنادي الشباب إذ كان وقتها مدرباً لدرجة الشباب بالنادي. قاد براون فريقه لتحقيق ثلاث انتصارات على التوالي اثنان منها في الدوري على الفيحاء والحزم وانتصار آخر في كأس خادم الحرمين الشريفين على الباطن، لكن براون ولاعبيه اصطدموا بالهلال المتصدر وتلقوا الخسارة أولى سوياً بهدفين نظيفين، ثم تبعها تعادل محبط مع الصاعد فريق الرياض بهدفين لمثلها. توقف الدوري بعد تعادل الشباب مع الرياض وكان هذا التوقف في غاية الأهمية للشبابيين كونهم يحضرون لافتتاح استادهم الجديد فتعاقدت إدارة محمد المنجم مع المدرب الكرواتي ايغور بيسكان الذي فشل فشلاً ذريعاً مع الفريق الشبابي وعانى معه الأمرين على خلاف بدايته مع الشباب، حيث حقق خمس انتصارات على التوالي في الدوري والكأس. لكن سرعان ما تراجع بيسكان فنياً ونقطياً وتعثر في خمس جولات على التوالي ما بين تعادل وخسارة إضافة إلى خسارة كبيرة من النصر في كأس خادم الحرمين الشريفين ودع معها الكأس بنتيجة 2-5، وأتبعها خسارة من الأخدود كانت بمثابة الضربة القاضية لبيسكان وجهازه الفني. أقيل بيسكان قبل جولة واحدة من التوقف الطويلة لمدة شهر ونصف لمشاركة المنتخب آن ذاك في كأس آسيا التي أقيمت الشتاء الماضي في قطر، وتولى زمام الأمور المدرب الوطني سعد السبيعي الذي أشرف على الفريق في مباراة الوحدة الدورية التي كسبها الشباب بهدف نظيف، إضافة إلى مباراة اليوبيل الماسي التي خسرها الشباب أمام روما الإيطالي بنتيجة 1-2. جاءت بعدها فترة التوقف وإدارة الشباب ما زالت تبحث عن مدرب جديد ينقذ موسم «شيخ الأندية» الذي دخل نفقاً مظلماً وهو في المرتبة 12 في سلم الترتيب، عادت التدريبات وغادر الفريق الشبابي إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي لإقامة معسكر إعدادي للدور الثاني هناك لاستغلال فترة التوقف الطويلة، حضر فيتور بيريرا قبل نهاية المعسكر بيومين فقط وسط موجة غضب شبابية من تأخر التعاقد مع مدرب جديد، وموجة غضب أخرى على اختيار بيريرا بعد تجربته غير الناجحة مع فلامينغو البرازيلي، لكن رهان إدارة المنجم على بيريرا كان صائباً. نقل بيريرا الشباب من المركز 12 إلى المركز السادس على مستوى الترتيب، ونقله فنياً من مرحلة الضياع إلى مراحل الترتيب والتنظيم والتكتيك العالي، وأول خطوات بيريرا تلك التي بدأها بتغيير منهجية لعب الشباب من 4-2-3-1 إلى 3-4-3 وهي المنهجية التي لا يجيدها لاعبو الشباب، لكن بيريرا وجهازه الفني كانوا على صواب وهم يمكنون لاعبي الفريق من الطريقة المناسبة لهم. منذ تولي بيريرا زمام الأمور في الشباب حقق ست انتصارات في الدوري وتعادل في مباراتين وخسر ثلاث مباريات منها مباراتين مع المتصدر والوصيف، هذه النتائج والتحسن الفني جعلت الشباب يتجاوز المراتب واحدة تلو الأخرى حتى وصل إلى السادس بعد أن كان الشارع الرياضي يترقب بحذر ما سيؤول إليه الموسم الشبابي في ظل التراجع الفني والضياع النقطي للفريق. صنع فيتور بيريرا ورفاقه مع إدارة الشباب والإدارة الرياضية أجواء صحية داخل الفريق وحسنوا من أجواء غرفة الملابس حتى أصبحت مصدر قوة وانطلاقة نجاح للشباب، واختلف الشباب كلياً عما كان عليه سابقاً إذ صنع البرتغالي فيتور هوية للفريق وبات شكله واضحاً في كل مباراة وطريقته أصبحت حديث البرامج الرياضية والشارع الرياضي الذي بات حريصاً اليوم على متابعة الشباب للاستمتاع بأدائه الفني المقترن بالنتائج المميزة.