تهدف المملكة إلى تنويع اقتصادها والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والتحول إلى اقتصاد أخضر وتعمل على تنفيذ مشاريع كبرى مثل مبادرة "نيوم" و"مدينة الملك عبدالله الاقتصادية" التي تهدف إلى تطوير مناطق حضرية مستدامة وتعزيز الابتكار وتوفير فرص العمل في قطاعات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا البيئية بالإضافة إلى ذلك، تسعى المملكة إلى تعزيز الغرس المستدامة وتحسين إدارة المياه والحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية المناطق الطبيعية وتهدف إلى تعزيز وعي المجتمع وتشجيع المواطنين على اعتماد أساليب حياة صديقة للبيئة والمساهمة في الحفاظ على الموارد الطبيعية بهذه الطرق وغيرها، تتطلع المملكة إلى تحقيق مستقبل أخضر يرتكز على التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة، ويعكس التزامها بتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة في السنوات المقبلة. مبادرة السعودية الخضراء: مبادرة السعودية الخضراء هي خطوة تم اتخاذها من قبل المملكة لتحقيق الاستدامة البيئية وتعزيز الانتقال الأخضر في جميع جوانب الحياة الوطنية تتمحور هذه المبادرة حول تحويل رؤية الاستدامة إلى واقع ملموس من خلال تنفيذ مجموعة شاملة من الإجراءات والمشاريع البيئية. تعد مبادرة السعودية الخضراء ركيزة أساسية في رؤية المملكة 2030، حيث تسعى لتحقيق تنوع اقتصادي يعتمد على مصادر الطاقة المتجددة وتعزيز الاستدامة البيئية تتضمن المبادرة جهودًا كبيرة لتحسين جودة الهواء، وتوفير المياه، وتحسين إدارة النفايات، وحماية التنوع البيولوجي، وتعزيز النقل العام النظيف، وتشجيع الاستدامة في الغرس والصناعة. إن مبادرة السعودية الخضراء تجسد التزام المملكة بتحقيق الأهداف البيئية العالمية، مثل اتفاقية باريس للمناخ، وتعكس الدور الريادي للسعودية في مجال الاستدامة البيئية على المستوى الإقليمي والدولي تشمل المبادرة توفير التمويل والتسهيلات للمشاريع البيئية وتشجيع الاستثمار في القطاعات الخضراء، مما يعزز الابتكار ويدفع بنمو الاقتصاد الأخضر في المملكة. من خلال مبادرة السعودية الخضراء، تسعى المملكة العربية السعودية إلى أن تكون قائدة في مجال الاستدامة البيئية وتحقيق التنمية المستدامة التي تخدم الجميع وتحافظ على البيئة للأجيال القادمة. تقدم ملموس في تحقيق الاستدامة البيئية في المملكة العربية السعودية: هناك تقدم ملموس في تحقيق الاستدامة البيئية في المملكة العربية السعودية منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 ومبادرة السعودية الخضراء، شهدت السعودية تحركات قوية نحو تعزيز الاستدامة البيئية وتنفيذ مشاريع ذات تأثير إيجابي على البيئة، وهناك بعض الأمثلة على التقدم المحقق الطاقة المتجددة: قامت المملكة بالاستثمار بشكل كبير في تطوير قطاع الطاقة المتجددة وتم إنشاء مزارع الرياح ومحطات الطاقة الشمسية التي تولد طاقة نظيفة وتقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وأيضا تحسين جودة الهواء: تم اتخاذ إجراءات حاسمة لتحسين جودة الهواء بالمملكة وتم تحويل محطات توليد الطاقة الحرارية التقليدية إلى محطات تعمل بالغاز الطبيعي الأكثر نظافة كما تم تطبيق معايير صارمة للحد من التلوث الناجم عن الصناعات والمركبات، وأيضا حماية التنوع البيولوجي: تم إنشاء عدد من المحميات الطبيعية والمناطق المحمية للحفاظ على التنوع البيولوجي والحياة البرية في المملكة وتم تنفيذ مشروعات لحماية الأنواع المهددة بالانقراض واستعادة النظم البيئية المتدهورة، إدارة المياه: تم تعزيز جهود إدارة المياه وتحسين الكفاءة في استخدامها تم تنفيذ مشاريع لتحلية المياه وإعادة تدوير المياه وتحسين نظم الري الفعالة، وأيضا النقل العام النظيف: تم الاستثمار في تحسين وتوسيع نظام النقل العام في المملكة، بما في ذلك إنشاء شبكة المترو وتطوير نظام الحافلات العامة الكهربائية، وهذه المشاريع والإجراءات هي جزء من التزام المملكة العربية السعودية بالاستدامة البيئية وتحقيق أهدافها في مجال الحفاظ على البيئة وتعزيز الاقتصاد الأخضر. دور الاستثمار في تعريز الاقتصاد الأخضر في المملكة: تولي المملكة اهتمامًا كبيرًا بتعزيز الاقتصاد الأخضر والاستثمار في الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة. بالنظر إلى طبيعة الاقتصاد السعودي الذي يعتمد بشكل كبير على صناعة النفط والغاز، تعتبر تحويلات البلاد نحو الاقتصاد الأخضر تحديًا مهمًا وفرصة لتنويع مصادر الدخل وتعزيز الاستدامة البيئية. في هذا السياق، يلعب الاستثمار دورًا حاسمًا في تعزيز الاقتصاد الأخضر في المملكة، وتتخذ الحكومة العديد من الإجراءات لتشجيع الاستثمار في هذا القطاع، بعض الأمثلة على دور الاستثمار في تعزيز الاقتصاد الأخضر في المملكة: الاستثمار في الطاقة المتجددة: تسعى المملكة إلى زيادة إنتاج الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 تتضمن خطط الاستثمار الحالية تطوير مشاريع الطاقة الشمسية ومحطات الرياح ومشاريع الطاقة النظيفة الأخرى. تمويل المشاريع البيئية: تقدم الحكومة السعودية الدعم المالي والحوافز للمشاريع البيئية والتكنولوجيا النظيفة. يتم توجيه الاستثمارات نحو تطوير مشاريع لمعالجة النفايات وتحسين كفاءة استخدام المياه وتطبيق التكنولوجيا النظيفة في الصناعات المختلفة. الاستثمار في البنية التحتية الخضراء: يتم توجيه الاستثمار نحو تطوير البنية التحتية الخضراء مثل شبكات النقل العام ونظم النقل الذكية والمباني الصديقة للبيئة. تهدف هذه الاستثمارات إلى تحسين كفاءة استخدام الموارد وتقليل انبعاثات الكربون. تطوير صناعة التكنولوجيا البيئية: تشجع المملكة نمو وتطوير صناعة التكنولوجيا البيئية المحلية عن طريق الاستثمار في البحث والتطوير وتوفير الدعم للشركات الناشئة والمبتكرة في هذا المجال يهدف ذلك إلى تعزيز الابتكار وتطوير التكنولوجيا البيئية في المملكة. الاستثمار في التعليم والتدريب: يلعب التعليم والتدريب دورًا حاسمًا في تعزيز الاقتصاد الأخضر. تسعى المملكة إلى تطوير برامج تعليمية وتدريبية تهدف إلى تزويد الكوادر الوطنية بالمهارات والمعرفة اللازمة في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا البيئية والتنمية المستدامة. الشراكات الاستثمارية الدولية: تسعى المملكة إلى تعزيز الشراكات الاستثمارية الدولية في مجال الاقتصاد الأخضر. تتعاون مع الدول والمؤسسات الدولية لتبادل الخبرات والتكنولوجيا وجذب رؤوس الأموال للمشاريع البيئية في المملكة. باختصار، يلعب الاستثمار دورًا حاسمًا في تعزيز الاقتصاد الأخضر في المملكة العربية السعودية من خلال توجيه الاستثمارات نحو مشاريع الطاقة المتجددة والتكنولوجيا البيئية والبنية التحتية الخضراء، يمكن تحقيق التنمية المستدامة وتقليل الاعتماد على النفط والغاز وتعزيز الاستدامة البيئية والاقتصادية في المملكة. وبين الدكتور خالد العبد القادر الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي، أن المركز يخطط لإحداث تحول بيئي شامل يمكّن من تنمية مستدامة للغطاء النباتي بحجم الطموح الذي تبنته مبادرة السعودية الخضراء لغرس 10 مليارات شجرة، ويتضمن هذا المسعى بناء منهجية استراتيجية وتنفيذية شاملة مبنية على فهم علمي شامل ودقيق وصياغة أدوات وسياسات تدخل إيجابي لمعالجة أسباب التصحر وتمكين النمو الطبيعي المستدام للأشجار، فإن الدراسة تجيب على تساؤلات رئيسة عدّة حول كيف ومتى وأين يمكن غرس 10 مليارات شجرة ضمن معايير الكفاءة والاستدامة والملاءمة المطلوبة، وتم عمل دراسة لأكثر من 1,000 مسح ميداني، وبين الدكتور خالد الجوانب التي ركزت عليها هذه الدراسة وهي الممسوحات الميدانية، وأنها عنصر مهم من عناصر الدراسة لتفعيل التحقيق والتحقق من الدراسات المرجعية والعلمية، وأيضا المكتبية، وبتعميق الفهم العلمي البيئات المختلفة من مناطق المملكة وجمع العينات اللازمة لاختبارات التربة والنباتات المختلفة، وأيضا المياه، وأيضا لبناء القاعدة المعرفية التي يبنى عليها المخطط الاستراتيجي الشامل، وقد تم العمل على جمع كافة هذه البيانات والمعلومات ضمن منصة جيومكانية، وهي تعتبر العمود الفقري للمخطط الإستراتيجي حيث يدعم اتخاذ القرار بناءً على نماذج الملاءمة للبيئات السعودية المختلفة. وتحدث المستشار الجيولوجي ثامر الحربي عن منطقة العلا وقال إنه من المزمع غرس 10 ملايين شجرة العلا داخل محيط قلب العلا النابض بالحياة دعما لرؤية السعودية الخضراء، وبين أهمية أبرز السمات التي ستكون إيجابية على منطقة العلا مستقبلا، وأبرز سمة ستكون هي أكثر استجابة لبناء السحب الركامية فوق هذه المدينة. وأبدى المواطن خالد الدرعاني -أحد سكان منطقة الرياض- إعجابه الشديد بمبادرة السعودية الخضراء في المملكة، وتحدث عن التشجير في منطقة الرياض، وقال: إن لها تأثيراً إيجابياً كبيراً، حيث إنها توفر بيئة هادئة ومريحة، مما يساعد في تقليل مستويات التوتر والقلق وكذلك التشجير ساهم في خفض درجات الحرارة، وقال: إن التشجير كان له أثر إيجابي كبير مما حفزني أن أمارس الرياضة في الحدائق مع أفراد أسرتي. وأكد أستاذ المناخ بقسم الجغرافيا الدكتور عبدالله المسند، أن درجة الحرارة في الرياض ستنخفض بمقدار يعيد العاصمة لدرجة حرارتها الصيفية قبل نحو 60 عاماً، بسبب التشجير والتخضير واسع النطاق الذي تستهدفه مشاريع الرياض الأربعة الكبرى وقال المسند: إن مشروع الرياض الخضراء الذي يستهدف تشجير 500 كيلو متر مربع، قد يؤدي لانخفاض درجة الحرارة بمقدار 2 إلى 5 درجات مئوية على مستوى العاصمة، وفي المواقع التي تتخللها الأشجار والغابات من المتوقع انخفاض الحرارة بمعدل 10 درجات، مبيناً أنه في ظل التغيرات المناخية التي تشهدها المملكة وخاصة ارتفاع درجة الحرارة فإن العلاج يكمن في التشجير. ختامًا، تعكس مبادرة السعودية الخضراء التزام المملكة بتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة للأجيال الحالية والمستقبلية وتعد هذه المبادرة خطوة مهمة نحو تحقيق رؤية 2030 وتحويل السعودية إلى مجتمع أكثر استدامة وازدهارًا وابتكارًا.