مباراة من أجمل المباريات التي شهدناها هذا الموسم الاستثنائي بكل معنى الكلمة، الأهلي في الجوهرة أمام 50 ألف متفرج، وقف الند بالند للزعيم المهيمن الهلال، الراقي كان راقياً، وقدم مباراة قوية كاد فيها أن يكسر سلسلة انتصارات الهلال وأن يعطي نفساً ولو ضئيلاً في المنافسة على الدوري، ولكنها دائماً تفاصيل صغيرة من تتحكم في مثل هكذا مواجهات، أهم هذه التفاصيل هو مدرب الأهلي والمايسترو العنيف جيسوس، جيسوس لعب الشوط الثاني وكأنه داخل الملعب فعلياً، وساعده في تنفيذ خطته مدرب الأهلي، الذي يكفي أن نقول إنه وهو متأخر بهدف وفي الدقيقة 94 قام بإجراء أربعة تبديلات دفعة واحدة، أضاع فيها على الأقل ثانية وأخرج فيها أخطر لاعبين: محرز وماكسمي. توقعي أن هذه المباراة أعلن الأهلي فيها عن نفسه متحدياً في الموسم القادم، فريق ذو شخصية وقوة ودفاع متوازن، ما يحتاجه أولاً تغيير مدرب، وثم الإقرار بخصوص فيرمينيو، فيرمينيو حقيقة أهدر ثلاث فرص مؤكدة في المباراة، منها واحدة لا تكون من لاعب مبتدأ، لكن إضافة إلى تاريخه، فهو لاعب يجيد التمركز، ويمكن أن نصف أنه موسم أول سيئ له في دوري روشن، ولهذا أنا مع الانتظار إلى الموسم القادم ومنحه فرصة ثانية، محرز هو من يجب أن يكون له دور جديد مع المدرب الجديد، وما يهم أيضاً للأهلي هو إضافة لاعبين محليين متميزين يكونون دكة بدلاء قوية للمحترفين لديه، ما نقوله إن الأهلي في المركز الثالث، ونقول لجمهور الأهلي لا تحزنوا، هذا الموسم احتكره الهلال الوحش، موعدنا معكم الموسم القادم. الهلال، وماذا نقول عن الهلال، بغياب سالم الدوسري، تراجع مستوى ميتروفيتش، عدم اندماج لودي بشكل كامل وتكرر أخطائه، الحظ العاثر لميشايل، ومع هذا، جيسوس باللوح الذي معه طوال المباراة، حرك الفريق وأخذ المباراة كما يريد، سافيتش ونيفيز بأدوار في الوسط أقرب ما تكون دفاعية، مع تحريك مالكوم في كل الجهات، جيسوس يلعب بثلاثة محاور البليهي وكوليبالي وتمبكتي، وضغط بلودي وسعود على محرز وماكسيم، ولكن في الشوط الثاني، غير لودي بياسر فخفت خطورة محرز، وأشرك محمد كانو وألزم سعود بنصف الملعب كظهير متأخر، مع إعطاء مالكوم حرية التحرك من المنتصف، وهو ما جاء منه الهدف الثاني بأسلوب خيالي، وبعد الهدف وبمساعدة مدرب الأهلي، انتهت المباراة ليصل الهلال إلى النقطة 86 متقدماً على النصر بفارق 12 نقطة، وباقي له نقطة واحدة لحسم الدوري رسمياً. ما نقوله هذا الموسم، شكراً لوزارة الرياضة والاتحاد وبرنامج الاستقطاب، وفكرة أندية الشركات والصندوق، مشروع وطني عملاق، لم نكن نتوقع أن نحقق العلامة الكاملة من أول موسم، ولكن ما ننتظره الموسم القادم هو التطوير في كل المسارات، لست في معرض الحديث عما يمكن القيام به، ولكن يمكنني أن أطلب أن يكون الموسم القادم تنافسياً بحيث لا يحسم إلا في آخر جولة، وتنافس خمسة فرق على الأقل على اللقب، لهذا أقولها وبكل ثقة، إنه لن يتمكن أحد من إيقاف الهلال محلياً هذا الموسم، ولكن ما يمكن فعله الموسم القادم هو ضمان رفع قوة كل الفرق، بحيث لا يصبح الأمر سهلاً على الهلال والنصر أن ينفردا بالصدارة بفارق كبير عن الثالث، كذلك نريد المزيد من التركيز على مواهب الشباب السعودي، حيث يمكن صناعة ثلاث مواهب سعودية وصقلها بتكلفة مناسبة، نريد أن يستمر المشروع مشروع المحترفين، ونريد أن نرى أيضاً مواهب عالمية شابة تكتشف أول مرة لدينا في دورينا. مبارك للهلال، مبارك لنا، وننتظر الموسم القادم، ولكن هناك محطة أيضاً مهمة جداً ننتظرها، وهي التي نقول فيها شكراً النصر، نهائي كأس الملك، نريدها مباراة أسطورية يشاهدها العالم كله. د. طلال الحربي- الرياض