مرضى السرطان يواجهون الموت المساعدات محجوبة عن غزة مع إغلاق المعبرين الرئيسيين توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، داخل معبر رفح البري عبر الحدود مع جمهورية مصر العربية، وأغلقه بالكامل، ما أدى إلى توقف حركة المسافرين ودخول المساعدات إلى قطاع غزة. وأفاد مراسل «الرياض»، بأن آليات الاحتلال اقتحمت المعبر، فجر الثلاثاء، وسط إطلاق قذائف ونار كثيف على مبانيه، واحتلته بشكل كامل، ومنعت تنقل المسافرين، خصوصا المرضى والجرحى، ودخول المساعدات الإنسانية، أو نقل المساعدات المتكدسة لأهالي القطاع في المناطق الجنوبية والشمالية، ما ينذر بمجاعة وخطر حقيقي على حياة المرضى. وفي وقت لاحق، استشهد 21 مواطنا، بينهم أطفال ونساء، في قصف الاحتلال مناطق متفرقة في قطاع غزة، غالبيتهم من مدينة رفح. وقالت مصادر طبية، إن 20 شهيدا وعشرات الإصابات وصلت مستشفى الكويت التخصصي في رفح. وشن طيران الاحتلال غارات جوية استهدفت منطقة أبو حلاوة شرقي مدينة رفح، بالتزامن مع قصف مدفعية الاحتلال وطلاقها النار على منازل المواطنين في المناطق الشرقية لمدينة رفح. وفي وقت لاحق، أصيب 10 مواطنين بجروح مختلفة، جراء استهداف الاحتلال محيط المعبر، وجرى نقلهم إلى المستشفى الكويتي. وأكدت مصادر طبية ان إغلاق معبر رفح يحكم على مرضى السرطان بالموت في ظل انهيار المنظومة الصحية في القطاع. ويتواصل القصف الصاروخي والمدفعي وإطلاق للنار من مسيرات الاحتلال الإسرائيلي على المناطق الشرقية من مدينة رفح، بشكل مكثف وعنيف. وفي السياق، يواصل جيش الاحتلال اغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد في قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي. ويُعتبر معبر رفح البري شريان الحياة للمواطنين في قطاع غزة، والمنفذ البري الوحيد لإدخال المساعدات وإجلاء المصابين، وهذا التوغل واحكام السيطرة عليه، يعني الحرمان من المساعدات الغذائية والطبية. ومع دخول العدوان يومه ال 215، يواصل جيش الاحتلال عدوانه برا وبحرا وجوا على قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 34735 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 78108 آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض. وكانت حركة حماس قد أعلنت، الليلة الماضية، إنها وافقت على المقترح المصري والقطري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وجاء في بيانٍ صدر عن الحركة: «أجرى إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اتصالاً هاتفيا مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع وزير المخابرات المصرية السيد عباس كامل، وأبلغهم موافقة حركة حماس على مقترحهم بشأن اتفاق وقف إطلاق النار». من ناحيته، قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس، طاهر النونو: أن الحركة تنتظر ما سيقوم به الوسطاء لجهة الرد الذي قدمته قيادة حماس. وأضاف: «وافقنا على مقترح يشمل وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار وعودة النازحين وتحرير الأسرى»، وتابع: «قيادة الاحتلال تخشى من وقف إطلاق النار لأن النتائج المترتبة عليه لن تكون لصالحها»، وأشار إلى أن وفد من حماس سيزور القاهرة في القريب العاجل لبحث اتفاق وقف إطلاق النار. وقف إطلاق النار على ثلاث مراحل أعلنت حركة حماس موافقتها على اتفاق من ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل للرهائن والمعتقلين، لكن مسؤولا إسرائيليا قال إن الاتفاق غير مقبول لإسرائيل بسبب «تخفيف» بنوده. وقالت الولاياتالمتحدة، التي تضطلع إلى جانب قطر ومصر بدور الوساطة في المحادثات، إنها تدرس رد حماس وستبحثه مع حلفائها في الشرق الأوسط. واستنادا إلى التفاصيل التي أعلنها حتى الآن مسؤولون من حماس ومسؤول مطلع على المحادثات ووردت في نسخة من المقترح، فإن الاتفاق الذي أعلنت الحركة الفلسطينية موافقتها عليه يشمل ما يلي: * المرحلة الأولى – وقف إطلاق النار لمدة 42 يوما * تسلم حماس لإسرائيل 33 من الرهائن، أحياء أو أموات، ومقابل كل رهينة منهم يتم الإفراج عن 30 معتقلا من الأطفال والنساء الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية بناء على قوائم قدمتها حماس تعتمد على تواريخ دخول هؤلاء المعتقلين السجون بداية من الأقدم. * اعتبارا من اليوم الأول لوقف إطلاق النار، تدخل كميات مكثفة وكافية من المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة والوقود (600 شاحنة يوميا منها 50 شاحنة وقود ويتم توجيه 300 منها إلى شمال القطاع)، بما في ذلك الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء والأنشطة التجارية وكذلك المعدات اللازمة لإزالة الأنقاض وإعادة تأهيل وتشغيل المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية والمخابز في كافة مناطق قطاع غزة، مع استمرار ذلك في جميع مراحل الاتفاق. * تطلق حماس سراح ثلاث رهائن إسرائيليين في اليوم الثالث من تنفيذ الاتفاق، ثم تطلق سراح ثلاثة رهائن آخرين كل سبعة أيام، مع إعطاء الأولوية للنساء قدر الإمكان، على أن يشمل ذلك المدنيين والمجندين. * في الأسبوع السادس تطلق حماس سراح باقي الرهائن المدنيين الذين تشملهم هذه المرحلة. وفي المقابل تفرج إسرائيل عن العدد المتفق عليه من المعتقلين الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية وفقا للقوائم التي ستقدمها حماس. * سحب إسرائيل قواتها جزئيا من غزة والسماح للفلسطينيين بحرية الحركة من جنوب القطاع إلى شماله. * وقف عمليات الطيران العسكرية فوق قطاع غزة لمدة 10 ساعات يوميا، ولمدة 12 ساعة يوم إطلاق سراح الرهائن والأسرى. * في اليوم الثالث بعد إطلاق سراح الدفعة الأولى من المعتقلين الفلسطينيين، تنسحب القوات الإسرائيلية بشكل كامل من شارع الرشيد شمال غزة، وتفكيك كافة المواقع العسكرية. * في اليوم الثاني والعشرين من المرحلة الأولى، تنسحب القوات الإسرائيلية من وسط القطاع شرق طريق صلاح الدين إلى منطقة قريبة من الحدود الإسرائيلية. * المرحلة الثانية * فترة أخرى مدتها 42 يوما تتضمن اتفاقا لاستعادة «هدوء مستدام» في غزة، وهي عبارة قال مسؤول مطلع على المحادثات إن حماس وإسرائيل اتفقتا عليها من أجل عدم مناقشة «وقف دائم لإطلاق النار». * انسحاب كامل لمعظم القوات الإسرائيلية من غزة. * إطلاق حماس سراح أفراد من قوات الاحتياط الإسرائيلية وبعض الجنود مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين. * المرحلة الثالثة * الانتهاء من تبادل الجثامين والبدء في إعادة الإعمار وفقا لخطة تشرف عليها قطر ومصر والأممالمتحدة. * إنهاء الحصار الكامل على قطاع غزة. * البدء بتنفيذ خطة مدتها ثلاثة إلى خمسة أعوام لإعادة إعمار قطاع غزة تشمل المنازل والمرافق المدنية والبنية التحتية وتعويض جميع المتضررين، وذلك تحت إشراف عدد من الدول والمنظمات من بينها مصر وقطر والإمارات والأممالمتحدة. نفاذ مخزون الوقود في غزة قالت وكالات تابعة للأمم المتحدة الثلاثاء إن المعبرين الرئيسيين إلى قطاع غزة ما زالا مغلقين، مما يحجب المساعدات الخارجية فعليا عن القطاع الذي لا يوجد به سوى مخزون ضئيل. وقال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأممالمتحدة خلال مؤتمر صحفي في جنيف إن إسرائيل أغلقت معبري رفح وكرم أبو سالم أمام عبور المساعدات والأفراد فيما تسميه عملية عسكرية «محدودة النطاق» في رفح حيث يحتمي نحو مليون نازح. وأضاف «الشريانان الرئيسيان لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة مغلقان الآن»، وأن وكالات الأممالمتحدة ليس لديها سوى مخزونات قليلة جدا داخل قطاع غزة نظرا لاستهلاك الإمدادات الإنسانية أولا بأول. وقال كذلك إن مخزون الوقود في القطاع لا يكفي إلا ليوم واحد. وتابع «منع دخول الوقود إلى غزة لفترة طويلة يقضي على عملية الإغاثة الإنسانية في القطاع». وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية ردا على سؤال من أحد الصحفيين إن المرضى أو المصابين لم يحصلوا على أي استثناءات فيما يتعلق بالدخول والخروج. ورغم دخول بعض الإمدادات غير النفطية من معبر إيريز في الأيام القليلة الماضية، قالت وكالات الأممالمتحدة إنها غير كافية ومن الصعب توصيلها إلى رفح لأن ذلك يعني أنها ستمر عبر مناطق يشتد فيها القتال. وقال جيمس إلدر المتحدث باسم منظمة الأممالمتحدة للطفولة «ببساطة، لن يكون معبر إيريز كافيا... إذا ظل معبر رفح مغلقا لفترة طويلة، سيكون من الصعب تحديد كيفية درء المجاعة في غزة». وحتى قبل التصعيد الأحدث في الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر، اتهمت الأممالمتحدة إسرائيل مرارا بتقييد وصول المساعدات إلى القطاع على الرغم من التحذيرات من المجاعة. احتجاجات في تل أبيب للمطالبة بعودة الأسرى تظاهر المئات من الإسرائيليين في شوارع تل أبيب، حيث اندلعت مواجهات مع الشرطة في أعقاب الاحتجاجات العفوية التي انطلقت بعد إعلان حركة حماس عن موافقتها على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل أسرى مع السلطات الإسرائيلية، في حين أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن المقترح «لا يلبي مطالبها». وانطلق الاحتجاج من ساحة «كابلان» التي تعتبر معقلا للاحتجاجات المناهضة لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وجاب المتظاهرون شوارع تل أبيب حيث عطلوا حركة المرور، واندلعت مواجهات مع عناصر الشرطة التي حاولت منع المتظاهرين من قطع طريق أيالون السريع المتجه جنوبا، وسط أنباء عن إصابة عدد من المحتجين. واعتقلت الشرطة عددا من المحتجين الذين هتفوا مطالبين بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس للإفراج عن المحتجزين الاسرائيليين في قطاع غزة وفي حين تحدثت هيئة البث العام الإسرائيلية («كان 11») عن اعتقال نحو 10 متظاهرين، أعلنت الشرطة اعتقال ثلاثة. كما تظاهر العشرات في أماكن أخرى في إسرائيل، بما في ذلك قرب مفرق هرتسليا وكركور وفي مدينة حيفا. وتصاعدت الاحتجاجات الإسرائيلية، الليلة، مع إعلان كابينيت الحرب أن رد حماس «لا يلبي» المطالب الإسرائيلية. وجاء في بيان صدر عن مكتب نتنياهو أن «كابينيت الحرب قرر بالإجماع أن تواصل إسرائيل العملية في رفح لممارسة ضغط عسكري على حماس من أجل المضي قدما في الإفراج عن رهائننا وتحقيق بقية أهداف الحرب». 8610 حالات اعتقال بالضفة اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، 22 فلسطينيا على الأقل من الضفة الغربيةالمحتلة، بينهم الطالبة في جامعة بيرزيت يارا أبوحشيش، بالإضافة إلى طفل جريح يبلغ من العمر 8 أعوام، وأسرى سابقين. وتركزت عمليات الاعتقال في محافظة طولكرم والتي طالت 10 مواطنين على الأقل بعد اقتحام استمر لساعات في المحافظة، فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات، رام الله، بيت لحم، نابلس، أريحا، وطوباس، على ما أفاد بيان مشترك صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني. إلى جانب ذلك تواصل قوات الاحتلال تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل الفلسطينيين، ومصادرة الأموال، والمركبات. وبذلك ترتفع حصيلة الاعتقالات منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى أكثر من 8610، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن. وتأتي حملات الاعتقال المتواصلة والمتصاعدة بشكل غير مسبوق، في إطار العدوان الشامل على الشعب الفلسطيني، والإبادة المستمرة في غزة، والتي استهدفت كافة الفئات وبشكل غير مسبوق. يشار إلى أن المعطيات المتعلقة بحالات الاعتقال، تشمل من أبقى الاحتلال على اعتقالهم، أو من تم الإفراج عنهم لاحقا.