لا يمكن لأي جهة ذات أغراض استثمارية أن تستحوذ على كيانات تجارية أو رياضية أو أياً كانت دون النظر لعوامل عدها إن على صعيد المخاطر المالية أو على صعيد العائد على الاستثمار، وفي حالة استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على الرباعي الهلال والنصر والاتحاد والأهلي فإنه لا يمكن للصندوق "الاستثماري" أن يتعامل مع الكيانات الأربعة بمسطرة واحدة. لا يجمع هذه الكيانات أي رابط سوى أنها أندية رياضية، أما الاختلافات فيما بينها فحدث ولا حرج، ولن أتحدث هنا عن الرصيد التاريخي والجماهيري لكل نادٍ فذاك نقاش لا تتسع له هذه المساحة، ولكن بالنظر إلى الأندية الأربعة بنظرة استثمارية بحتة فإن الهلال يملك أصولاً تتمثل بعقود لاعبين وغيرها هي الأكبر مقارنة بالبقية، وعلاوة على ذلك فإن الاستحواذ على الهلال لا يحمل معه تكاليف مالية تتعلق بسداد ديون، وعلاوة على ذلك فإن النجاحات التي حققها الهلال في السنوات الثلاث التي تسبق الاستحواذ على الأقل ميزته كعلامة تجارية "براند" ليكون مغرياً للاستثمار. ليس ذنب الهلال أن يعمل بشكل صحيح، ويدار بشكل احترافي ويملك شرفيين داعمين قدموا الدعم وساهموا في الضبط الإداري والمالي، صحيح أن بقية الأندية تتمتع بداعمين لكن دعمهم لم يحمِ تلك الكيانات من المديونيات الضخمة والذهاب إلى "فيفا" ومحكمة "كاس". أما على مستوى لجنة الاستقطابات التي يقودها سعد اللذيذ، فقد كان الحديث واضحاً وبلا لبس بتساوي الدعم بين الأندية من حيث المبالغ المرصودة، ولكن في المقابل فإن الأندية المدينة كان عليها سداد التزاماتها قبل الشروع في التعاقدات وهو ما استفاد منه الهلال وقطف ثمرته باعتباره الأقل ديونا ما مكنه من الاستفادة من الدعم باستخدام معظمه في الصفقات، ناهيك على تمتعه بدعم شرفي مكنه من الحصول على أكثر من صفقة بتمويل ذاتي. خذوا على سبيل المثال حالة الاتحاد الذي أقر رئيسه أنمار الحائلي بنفسه قبل فترة ليست بالطويلة بأن التزامات النادي قصيرة وطويلة الأجل تبلغ أكثر من 500 مليون ريال. من سدد هذه الالتزامات؟ ولو افترضنا أن الاتحاد سددها من موارده الذاتية فكيف تعاقد مع بنزيما وكانتي وبقية النجوم؟ ليس من العدل ولا المنطق المطالبة بأن يتعامل الصندوق أو لجنة الاستقطابات هذا الموسم تحديداً بنفس المسطرة مع جميع الأندية، وحري بالتذكير أن الصندوق يبحث عن عوائد مالية وغير مالية تشمل الجوانب التسويقية وخلق الوظائف وغيرها من أهدافه المعلنة في كل القطاعات كصندوق استثماري وليس جهة داعمة، والأمر ذاته ينطبق على لجنة الاستقطابات التي لها أهدافها المالية والفنية والتسويقية، لذا فإن على من يتوهمون بضرورة أن يتم التعامل مع الأندية الأربعة بذات المعايير فهم فكرة وأهداف صندوق الاستثمارات ولجنة الاستقطابات أولاً.
