الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام ، ومن استعد للحج ،فمن أهم عناصرإستعداده التهيئة الأخلاقية والسلوكية (كما يجب) ، فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج. ومع كل الاستعدادات التي تبذلها الدولة -حفظها الله- والوزارات المعنية ،إلا أنه يبقى هناك دور أساسي ومساند لكل مواطن مخلص ولكل مقيم يقدِّر وجوده في هذه البلاد ويحرص على أن يكون له دور إيجابي صادق ومخلص ،ذلك أن المخالفين للأنظمة من المواطنين والمقيمين هم يعيشون بيننا ،ويتحركون كذلك ، وتحركاتهم ضمن مخالفة القوانين التي وضعتها الدولة تحت مرأى ومسمع من بعضنا ،يجعلنا مشاركين لهم ، ومثل هؤلاء منعهم أو التبليغ عنهم واجب. وقد اتفق العلماء على أن الحج عبادة وأخلاق ، وقبوله مقرون باتباع ما يرضي الله ، والخروج أو التحايل على القوانين ، بلا شك لا يرضي الله، فهذه القوانين ما وضعت إلا لراحة الحجاج وتسهيل حجهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم ، فحين يأتي من ينتهكها وهو يعلم ، فهو دون ريب يساهم في الإضرار بحسن سير العمل ، ويرهق القائمين عليه ، فبدلاً من أن يكون عوناً صار فرعوناً ! ولو طُبِّقت بحقه أقصى العقوبات فقليل. للأسف ، كثيرون يتباهون بتحايلهم على الأنظمة ويعتبرونه ذكاءً خارقاً ، ولم يعلموا أنه إساءة لأنفسهم ووطنهم ،وأقل ما يصنّفوا تحته أنهم من المتواطئين ضدّ الوطن هذه الحقيقة، في حين أن كثيراً منهم كما قلت غافلون ، ويعتبرون أنفسهم أذكياء ولا يرون في ذلك ما يمسّ الوطن وإنما هم حققوا حِجة إضافية،لا يهمهم بأي طريقة كانت للأسف ، ومسألة التصريح مسألة شكلية في نظرهم لا تمسّ الناحية الدينية، وقد أفتى العلماء بأنه لا يجوز حج بلا تصريح ،وأن الحج آداب وقيِّم وأخلاقيات ،ومن أبسطها الالتزام بتعليمات الدولة وقوانينها ،وإجبار من هم تحت رعايتنا وكفالتنا بالالتزام بها ، وقد قرن الله عزّ وجلّ الحج ب (الاستطاعة ) ،وعفى عزّ وجلّ عمن لم يستطع ، والاستطاعة لا تأتي (بالتحايل والتضليل) ،فالحمدلله أن أكرمنا الله بهذه البلاد ،وأكرمها باستضافة ضيوف الرحمن الذين هم ضيوف كل مواطن ومواطنة، علينا أن نحرص كل الحرص على راحتهم ،وإفساح المكان لهم ،ومساعدة الجهات المختصة في القضاء على وسائل التحايل والحج دون ترخيص ،ونقل العمالة غير النظامية وتسهيل مرورهم من هنا وهناك ،فالأمن والأمان الحمد لله مستقر ومحقق بفضل الله ثم بفضل قيادة حكيمة ورجال مخلصين في الجهات المعنية لكنهم يجاهدون ويتعبون ،وحقهم علينا أن نشاركهم وأن نقوم بدورنا في حماية الوطن من العبث والعابثين بأمنه واستقراره ، وألا نمد لهم يد العون ونحن غافلون. دعونا نكون أهلاً لهذا الوطن المعطاء الذي له حقوق علينا كبيرة من أبسطها الدفاع عنه وحمايته من المستهترين والمستغلين سواء سعوديين أو مقيمين، وأن نطبِّق المقولة التي نردّدها دوماً : (وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه) ، فالوطنية الحقّة تتطلب منا أن نساهم في خدمة وطننا وحمايته وأمنه والوقوف بجانب رجال الأمن ومساعدتهم في السيطرة على كل مامن شأنه عدم المساس بالأمن أو الاستهتار به، ولنضمن صلواتنا وأيامنا الفضيلة هذه التي أقسم بها الله عزّ وجلّ ،كل ما ينفعنا وينفع الوطن من أعمال طيبة ودعوات صادقة : أن يحفظ الحجاج ويتم حجهم بخير وسلام ،ويحفظ وطننا وقيادتنا ورجال أمننا، والقائمين على خدمة الحجيج ،ويوفقهم ويجعله حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً، وموسماً ناجحاً موفقاً بإذن الله. ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً)